مدى صحة قد أصاب بني إسرائيل زمن موسى عليه السلام فاقة ومجاعة

قد أصاب بني إسرائيل زمن موسى عليه السلام فاقة ومجاعة، وأنَّ راعياً بسيطاً نظرَ إلى الجبال حيث يرعى غنم الناس، وقال: اللهم إنك تعلمُ أنه لو كان لي مثل هذه الجبال ذهباً لتصدقتُ بها على عبادك! فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يا موسى قُلْ لعبدي أني قبلتُ منه صدقته.

وقال أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين ط المعرفة (ج4/ص363) وروي في الإسرائيليات أن رجلاً مر بكثبان من رمل في مجاعة فقال في نفسه لو كان هذا الرمل طعاماً لقسمته بين الناس فأوحى الله تعالى إلى نبيهم أن قل له إن الله تعالى قبل صدقتك وقد شكر حسن نيتك وأعطاك ثواب مالو كان طعاماً فتصدقت به.

حكم الحديث: باطل، وروي بنحوه من قول بعض التابعين مرسلاً عن بني إسرائيل كما سيأتي تخريجه

أخرجه أبو سعيد النقاش في فنون العجائب (ص109) أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن حامد الجمال البلخي، حدثنا إبراهيم بن علي بن بالويه الزنجاني، حدثنا عبد الرحمن بن محمد البخاري، أخبرني إسرافيل بن عكرمة الكسائي، حدثنا حاشد بن مالك، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عثمان بن مطر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كانت مجاعة في بني إسرائيل، فمر رجل بكثبان رمل، فقال: لو كان هذا لي دقيقا، لقسمته في مساكين بني إسرائيل، فأوحى الله إلى نبي ذلك الزمان أن قل لفلان: قد شكرت لك ما فكرت، وقبلت منك كما لو كان هذا دقيقا، فقسمته في مساكين بني إسرائيل.

إسناده باطل مظلم فيه مجاهيل

- عثمان بن مطر قال البخاري منكر الحديث وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث منكر الحديث وقال ابن حبان كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به وقال يحيى بن معين وأبو علي صالح بن محمد البغدادي لا يكتب حديثه (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج6/ص253 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص82 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج2/ص73 والكامل لابن عدي ج6/ص278 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص152) وضعفه آخرون

وورد من قول بعض التابعين مرسلاً عن بني إسرائيل

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج20/ص100) وابن أبي الدنيا في الإخلاص ومن طريقه الثعلبي في تفسيره ط التفسير (ج7/ص548-550) من طريق إسحاق بن إسماعيل كلاهما عن يعلى بن عبيد هو الطنافسي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: أصابت بني إسرائيل مجاعة، فمر رجل على رجل فقال: وددت أن هذا الرمل دقيق لي فأطعمه بني إسرائيل، قال: فأعطي على نيته.

فلا بأس بأن يحدث الناس بهذا فالمعنى صحيح

ابن الأعرابي في معجمه (ج2/ص633) نا تميم، نا عباس البيروتي، نا أبي، عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال: مر عابد من بني إسرائيل على جبل رمل، فقال: يارب لو كان هذا لي دقيقاً لكنت أتصدق به قال: فأوحى الله تعالى إلى النبي أن أخبره أني جعلت له في ميزانه أجر صدقة مثله دقيقاً.

- تميم هو أبو محمد ‌تميم ‌بن عبد الله الرازي

- عباس البيروتي هو عباس بن الوليد بن مزيد العنبري ثقة

- بلال بن سعد هو القاص السكوني

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق