قول ابن عباس في {وشاهد ومشهود} بالأسانيد وبيان صحيحها من ضعيفها

قال ابن عباس الشاهد هو محمد صلى الله عليه وسلم ومشهود هو يوم القيامة وهذا حسن لغيره

وروي عنه أن الشاهد هو الله وهذا منكر لا يصح رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس كما سيأتي

وروي غير ذلك ولا يصح

النسائي في السنن الكبرى (ج10/ص332) من طريق محمد بن علي بن حرب وأبو بكر بن أبي داود السجستاني في البعث (ص27) من طريق محمد بن قهزاذ كلاهما عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: {وشاهد ‌ومشهود} [البروج: 3]، قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم، والمشهود يوم القيامة، وذلك قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41].

- علي بن الحسين بن واقد صدوق ضعيف لكن للأثر طرق أخرى

البزار كما في كشف الأستار (ج3/ص79-80) حدثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس: {وشاهد ‌ومشهود} [البروج: 3] قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم، والمشهود: يوم القيامة.

- عمرو بن علي هو أبو حفص الفلاس الصيرفي ثقة إمام
- أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل ثقة ثبت مشهور
- شبيب هو شبيب بن بشر البجلي ضعيف قال البخاري منكر الحديث وقال أبو حاتم الرازي هو لين الحديث حديثه حديث الشيوخ وقال ابن حبان يخطىء كثيراُ وقال ابن معين ثقة (علل الترمذي ص392 ووالجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص357 والثقات لابن حبان ج4/ص359 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص85)

الطبري في تفسيره ت شاكر (ج15/ص477 وج24/ص335) من طريق أبي كريب وابن وكيع وابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ط مصطفى الباز (ج6/ص2084) من طريق مقاتل بن محمد الرازي وابن مردويه في جزء عم من التفسير المسند (ص286) من طريق يحيى بن عبد الحميد أربعتهم عن وكيع بن الجراح عن شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف المكي، عن ابن عباس قال، الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة، ثم قرأ: {ذلك يوم مجموعٌ له الناس وذلك يوم مشهود}.

- يوسف المكي هو يوسف بن ماهك ولكنه وهم أراه من شعبة فهو يصحف في أسماء الرجال والصواب أنه يوسف بن مهران البصري أخرجه الثعلبي في تفسيره ط دار التفسير (ج29/ص139-140) أخبرنا أبو العباس سهل بن محمد بن سعيد، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم، قال: أخبرنا أبو الموجَّه، قال: أخبرنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الوارث، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة، ثم تلا هذِه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)}، ثم قال: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}.

- علي بن زيد هو علي بن زيد بن جدعان ضعيف

الطبري في تفسيره ت شاكر (ج15/ص477) حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن ابن عباس قال: الشاهد: محمد والمشهود: يوم القيامة. ثم تلا هذه الآية: {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود}.

الصواب وجود يوسف بن مهران بين علي وابن عباس وعندي ليس أن حماد بن سلمة أسقطه إنما من هو دونه ولا أعلم من هو بالضبط

- المثنى هو المثنى بن إبراهيم الآملي مجهول
- حماد هو حماد بن سلمة

فبمجموع هذه الطرق فهو صحيح ثابت عنه

ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ط مصطفى الباز (ج10/ص3413) حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا سفيان، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عباس {وشاهد ‌ومشهود} قال: الشاهد الإنسان والمشهود يوم الجمعة.

وهذا منكر تفرد به أبو يحيى القتات وفي حفظه ضعف وكلام

الطبري في تفسيره ت شاكر (ج24/ص333) حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: {وشاهد} يقول ‌الله: {ومشهود} يقول: يوم القيامة.

منكر تفرد بتفسير الشاهد بالله وهذا الإسناد يأتي منه منكرات (انظر الكلام على هذا الإسناد بالتفصيل في هذه المقالة)

الطبري في تفسيره ت شاكر (ج24/ص333-334) حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس {وشاهد ومشهود} قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة.

إسناده ليس بشيء

الطبري في تفسيره ت شاكر (ج24/ص336-337) حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: {وشاهد ومشهود} قال: الشاهد: يوم عرفة، والمشهود: يوم القيامة.

منكر إسناده ضعيف جداً

- ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي متروك الحديث
- مهران فيه ضعف عن سفيان الثوري

ابن مردويه في جزء عم من التفسير المسند (ص285) حدثني أحمد بن عبيد الله البيع حدثنا عبد الله بن محمد بن بشر حدثنا سعيد بن عمرو بن أبي سلمة عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله القرشي عن وهب بن كيسان عن عطاء بن يسار عن ابن عباس في قول الله: {الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ. وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} قال: اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وهو الحج الأكبر فيوم الجمعة جعله الله عيدًا لمحمد صلى الله عليه وأمته وفضلهم بها على الخلق أجمعين وهو سيد الأيام عند الله وأحب الأعمال فيه إلى الله وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه.

منكر

- سعيد بن عمرو بن أبي سلمة لم أجد من وثقه
- عبد العزيز بن عبيد الله القرشي الحمصي ضعيف ليس بشيء

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق