مدى صحة قال المزني دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت كيف أصبحت

قال أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المُزَني: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، وعلى الله وارداً، وما أدري روحي تصير إلى الجنة فأُهنيها، أو إلى النار فأُعزيها، ثم بكى.

حكم الأثر: صحيح ثابت

أخرجه أبو الفتوح الطائي في الأربعين (ص141) ومن طريقه السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (ج1/ص295) أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الهروي الزاهري، أخبرنا أبي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو عمرو [زاد السبكي: بن] السماك، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، عن المزني، قال: دخلت على الشافعي رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه فقلت: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولسوء أفعالي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله عز وجل واردا، فوالله ما أدري أروحي إلى الجنة تصير فأهنيها، أو والي النار فأعزيها؟ ثم بكى.

إسناده حسن صحيح

- أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الهروي الزاهري هو إسماعيل ‌بن ‌‌محمد ‌بن ‌أحمد ‌بن ‌محمد ‌بن ‌إسحاق بن إبراهيم بن يوسف الدَّنْدَانْقانيّ قال السمعاني شيخ ثقة صدوق مكثر من الحديث (الأنساب للسمعاني ج6/ص242)

- أبي هو أبو الفضل محمد ‌بن ‌أحمد ‌بن ‌محمد ‌بن ‌إسحاق بن إبراهيم بن يوسف الزاهري الدَّنْدَانْقانيّ قال السمعاني كان واعظاً عالماً زاهداً (الأنساب للسمعاني ج6/ص242)

- زاهر بن أحمد هو أبو علي زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السرخسي الفقيه الشافعي المقرئ شيخ عصره بخراسان

- أبو عمرو بن السماك هو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ثقة ثبت

- أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء هو محمد بن أحمد بن البراء بن المبارك العبدي القاضي قال الخطيب كان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج2/ص104)

وأخرجه البيهقي في الزهد الكبير (ص222) وفي مناقب الشافعي (ج2/ص111) أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت جعفر بن أحمد الشاماني [وفي مناقب الشافعي: الساماني] يقول: سمعت المزني يقول: دخلت على الشافعي رحمة الله عليه وهو عليل فقلت: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء فعالي ملاقيا وعلى الله واردا، وبكأس المنية شاربا، ولا والله ما أدري أروحي تصير إلى الجنة، فأهنيها أو إلى النار، فأعزيها.

إسناده صحيح

- محمد بن عبد الله الحافظ هو أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين
- أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه هو حسان بن محمد بن أحمد بن هارون النيسابوري الشافعي ثقة مشهور قال أبو عبد الله الحاكم إمام أهل الحديث بخراسان وأزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم
- جعفر بن أحمد الشاماني ويُقال الساماني وهو أبو محمد جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن النيسابوري

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج50/ص331 وج51/ص429) من طريق أبي عثمان سعيد بن أحمد بن محمد [وفي ج51/ص429: أبو عثمان العيار] أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الرومي [وفي ج51/ص429: الصيرفي بدل الرومي] قال سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت إسماعيل بن يحيى المزني قال دخلت على محمد بن إدريس الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت يا أبا عبد الله كيف أصبحت قال فرفع رأسه فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولسوء فعالي ملاقيا وعلى الله واردا ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم بكى.

- أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد هو سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم بن إشكاب العيّار الصوفي النيسابوري

وأخرجه ابن الجوزي في المنتظم (ج10/ص138) أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: سمعت محمد بن عبد الرحيم بن عبد الله يحكى عن المزني قال: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها، فقلت كيف أصبحت قال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، وكأس المنية شاربا، ولسوء أعمالي ملاقيا، وعلى الله تعالى واردا، فلا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها، ثم بكى.

- محمد بن إبراهيم هو ابن المقرئ صاحب المعجم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني

- محمد بن عبد الرحيم بن عبد الله لم أعرفه

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج50/ص331) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني إذنا أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللباد وأبو بكر محمد بن علي بن محمد الحداد إجازة قالا أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبي أخبرني أبو محمد لؤلؤ الخادم مولى خماروية بن أحمد بن طولون المصري بدمشق عن المزني قال دخلت على الشافعي في اليوم الذي مات فيه فقلت كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال فرفع إلي رأسه فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولكأس المنية شاربا ولسوء فعالي ملاقيا وعلى الله واردا فلا أدري روحي إلى جنة تصير فأهنيها أو إلى نار تصير فأعزيها ثم بكى.

- أبو محمد بن الأكفاني هو هبة الله بن أحمد
- أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللباد هو الحسن بن علي بن عبد الصمد بن مسعود الكلاعي المقرئ قال أبو القاسم النسيب ثقة وقال أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني ثقة دين (تاريخ دمشق لابن عساكر ط دار الفكر ج13/ص306-307)
- تمام بن محمد هو أبو القاسم الدمشقي الرازي ثقة
- أبي هو أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الدمشقي الرازي ثقة
- أبو محمد لؤلؤ الخادم مولى خماروية بن أحمد بن طولون المصري مجهول

وأخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (ج2/ص294) أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن عيينة الشعراني بمرو، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أوس قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد الموصلي بترمذ في الجامع، قال: حدثنا مكي بن هارون الزنجاني بزنجان، عن أبي عبد الله بن شاكر عن المزني قال: دخلت على محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، عند وفاته فقلت له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، وعلى الله واردا، وبكأس المنية شاربا، ولسوء أعمالي ملاقيا، فلا أدري نفسي إلى الجنة تصير فأهنيها، أو إلى النار فأعزيها.

إسناده مظلم ليس بشيء

- محمد بن الحسين السلمي ضعيف

- أبو نصر محمد بن محمد بن عيينة الشعراني مجهول

- عبد الله بن جعفر بن محمد الموصلي مجهول

- مكي بن هارون الزنجاني مجهول وقد توبع أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج51/ص430) أخبرنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن إبراهيم القرائي أنبأنا والدي الشيخ العالم أبو يعلى حمزة بن إبراهيم حدثنا الشيخ إسماعيل بن موسى البقلي حدثنا الشيخ أبو بكر محمد ابن نصر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الخطيب قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد ابن شاكر قال سمعت المزني قال دخلت على الشافعي عند وفاته فقلت له كيف أصبحت يا أستاذ فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا وبكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولسوء أعمالي ملاقيا فلا أدري نفسي إلى الجنة تصير فأهنيها أم إلى النار فأعزيها,

إسناده مظلم

وأخرجه جزء فيه مصافحات مسلم النسائي للدمياطي (ص282) قرأت على أبي الفضل مرجي بن أبي الحسن بن عبد الله بن شقيرة القزاز المصري الواسطي، قدم علينا القاهرة تاجرا فتركته حيا أو كنت بالعراق، يقرئ القرآن بواسط في سنة خمسين وستمائة، قلت له: أخبرك أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني المحتسب بواسط في رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة فأقربه، أخبرنا أبو سعد عبد الجليل بن محمد بن الحسن النشاوي في كتابه وذلك في جمادى الآخرة سنة اثني وسبعين وخمسمائة، أخبرنا أبو القاسم خلف بن الحوفي هو ابن أحمد بن الفضل، حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي إملاء، حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن شاذان، قال: حدثني.. بن عثمان، قال: حدثني أبو محمد ياسين بن محمد بن ياسين، حدثنا المزني وهو إسماعيل بن يحيى أبو إبراهيم، قال: دخلت على الشافعي رضي الله عنه في اليوم الذي مات فيه فقلت له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا، وبكأس المنية شاربا، فلا والله ما أدري إلى الجنة أساق فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها.

وأخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (ج2/ص293) أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد قال: حدثني أحمد بن الحسين الصوفي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين العطار بمصر، قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: دخل المزني على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقال له: كيف أصبحت يا أستاذ؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، ولسوء أعمالي ملاقيا.

- محمد بن عبد الله بن محمد هو أبو عبد الله الحاكم الضبي صاحب المستدرك على الصحيحين

- أحمد بن الحسين الصوفي هو أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم الرازي قال الخطيب كان حافظاً متقناً ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج5/ص174)

- أحمد بن محمد بن الحسين العطار هو أبو الفوارس الصابوني المصري قال الذهبي صدوق في نفسه ليس بحجة كأنه أدخل عليه قلت لم يدخل عليه بل هو غير ثقة وخفي على الذهبي قول ابن المنذر وقد تعقب ابن حجر قول الذهبي هذا وقال رأيت عن ابن الماليني أن ابن المنذر قال: هو ‌كذاب وأورد له الدارقطني في غرائب مالك حديثاً رواه عن العباس بن الفضل بن عون التنوخي، عن سوادة بن إبراهيم الأنصاري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر في تجاوز الله عن الخطأ والنسيان الحديث، وقال عقبه: لا يصح ومن دون مالك ضعفاء. انتهى كلام ابن حجر بتصرف

هذا والله اعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق