مدى صحة قال أبو العالية يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن

قال أبو العالية رفيع بن مهران البصري: يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن ولا يجدون له حلاوة ولا لذاذة إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا بما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا إنا لم نشرك بالله شيئاً، أمرهم كله طمع ليس معه صدق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في دينه المداهن.

حكم الأثر: ضعيف لا يصح

أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (ص216) من طريق روح بن عبادة وأحمد بن حنبل في الزهد (ص245) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن هشام بن أبي عبد الله [وعند أحمد بن حنبل: هشام يعني الدستوائي]، عن جعفر بن ميمون [وعند أحمد بن حنبل: جعفر يعني صاحب الأنماط]، عن أبي العالية، قال: ليأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن، وتبلى كما تبلى ثيابهم، وتهافت لا يجدون له حلاوة ولا لذاذة، إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا بما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا، إنا لا نشرك بالله شيئا، أمرهم كله طمع، ليس معهم خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهن.

- جعفر بن ميمون صاحب الأنماط وهو بصري ضعيف قال يحيى بن معين ليس بثقة ومرة قال صالح الحديث ومرة وليس هو بذاك ومرة قال أبو داود السجستاني سمعت يحيى من معين يضعفه، وقال أحمد بن حنبل ليس بقوي في الحديث، وقال أبو حاتم الرازي صالح، وقال النسائي ‌ليس بالقوي في الحديث ومرة ليس بذاك، وقال ابن عدي يكتب حديثه في الضعفاء، وقال الدارقطني يعتبر به - يعني في الشواهد والمتابعات - (تاريخ ابن معين راوية الدوري ج3/ص578 وج4/ص239 وص255، وسؤالات الآجري لأبي داود ت الأزهري ط الفاروق ص123، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص489-490، والسنن الكبرى للنسائي ط الرسالة ج9/ص14 وص212، والكامل لابن عدي ج2/ص370، وسؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص21)

وذكر مغلطاي عن البخاري ليس بشيء ولم أقف في كتب البخاري على هذا الجرح  ولا حتى في العلل الكبير للترمذي فإن الترمذي يسأل البخاري في هذا الكتاب وأيضاً لم أقف عليه عند ابن عدي ولا عند العقيلي لأن ابن عدي والعقيلي ينقلون أيضاً عن البخاري فالله أعلم (انظر إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج3/ص234)

وقال ابن أبي حاتم الرازي في العلل (ج5/ص30) سألت أبي عن حديث رواه أبو النضر هاشم بن القاسم، عن أبي سعيد المؤدب، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن ميمون، عن أبي العالية، أنه قال: لا تذهب الدنيا حتى يخلق القرآن في صدور أقوام يبلى كما يبلى الثياب يتهافت أن قصروا عما أمروا به قالوا: سيغفر لنا وإن انتهكوا ما حرم الله عليهم قالوا: إنا لم نشرك بالله شيئا أقربهم إلى الضعف الذي لا يخالطه مخافة يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أفضلهم في أنفسهم: المدهن؟ فقال أبي: هذا خطأ رواه جماعة هشام الدستوائي وغيره، عن جعفر بن زيد، ولم يسمع الثوري من جعفر بن زيد شيء، وليس هذا الحديث من حديث جعفر بن ميمون.

وقد روي ولا يصح عن الصحابي معاذ بن جبل: سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب، فيتهافت، يقرءونه لا يجدون له شهوة ولا لذة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف، إن قصروا، قالوا: سنبلغ، وإن أساءوا، قالوا: سيغفر لنا، إنا لا نشرك بالله شيئاً (انظر تخريجه في هذه المقالة بالتفصيل)

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق