مدى صحة قال ابن عباس منا المنصور والسفاح والمهدي يدفعها بعد ذلك إلى عيسى

قال سعيد بن جبير: سمعنا عبد الله بن عباس ونحن نقول: اثني عشر أميراً ثم لا أمير واثني عشر أميراً ثم هي الساعة فقال ابن عباس ما أحمقكم إن منا أهل البيت بعد ذلك بعد ذلك المنصور والسفاح والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم.

حكم الأثر: لا يصح

1) سعيد بن جبير عن ابن عباس

1- المنهال بن عمرو عن سعيد به

أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ت العمري (ج1/ص535) ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة (ج6/ص513-514) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج32/ص303) عن إبراهيم بن أيوب الحوراني الدمشقي وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (ج2/ص444 وج1/ص370) كلاهما عن الوليد [زاد نعيم بن حماد: وغيره] قال: حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال: سمعنا عبد الله بن عباس ونحن نقول: اثني عشر أميراً ثم لا أمير واثني عشر أميراً ثم هي الساعة فقال ابن عباس ما أحمقكم إن منا أهل البيت بعد ذلك لمنصور [وعند البيهقي: بعد ذلك المنصور] والسفاح والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم.

ولفظ نعيم بن حماد: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه ذكر عنده اثنا عشر خليفة ثم الأمير، فقال: والله إن منا بعد ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام.

قلت الوليد بن مسلم مدلس تسوية ويجب أن يصرح بالتحديث في كل طبقات السند وعبد الملك ليس له رواية عن المنهال فهذه علة تدل على أن الوليد دلس ويكون الراوي الساقط بين ابن أبي غنية والمنهال

وقد توبع عبد الملك بن حميد بن أبي غنية تابعه ميسرة بن حبيب النهدي وليس فيه "اثنتي عشر أميراً..."

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج1/ص372) من طريق أبي قلابة الرقاشي، قال: حدثنا علي بن الجعد وأخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (ج1/ص436) من طريق هلال بن العلاء بن هلال عن حسين بن عياش وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (ج6/ص514) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم الليثي ثلاثتهم (علي بن الجعد وحسين بن عياش وأبو النضر الليثي) عن زهير بن معاوية [وعند البيهقي: أبو خيثمة]، عن ميسرة يعني ابن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: كنا عند ابن عباس ‌فذكرنا ‌المهدي [ولفظ الدولابي: فتذاكرنا المهدي] وكان منضجعاً فاستوى جالساً، فقال: منا [زاد الدولابي: أهل البيت] السفاح، ومنا المنصور، ومنا المهدي.

ولفظ أبي النضر الليثي: كنت عند ابن عباس فتذاكروا المهدي فقال يكون منا ثلاثة أهل البيت سفاح ومنصور ومهدي.

- زهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي ثقة وقد توبع أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج21/ص401) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق سمعه من ميسرة بن حبيب عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: منا ثلاثة منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي.

- فضيل بن مرزوق صدوق حسن الحديث (انظر ترجمته بالتفصيل في هذه المقالة)
- ميسرة بن حبيب هو أبو حازم النهدي الكوفي ثقة

فإن قلت ما علة هذا السند؟ فأقول علته المنهال بن عمرو فإما أنه من قول سعيد بن جبير مرسلاً فتوهم المنهال ورفعه إلى ابن عباس أو يكون المنهال توهم والثقات الأثبات يتوهمون فكيف بأمثال لمنهال أو يكون دلسه بواسطة رجل عن سعيد بن جبير


2- سماك بن حرب عن سعيد به

أخرجه ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (ج1/ص302) حدثني محمد بن عبيد قال: حدثنا أبو أسامة - هو حماد بن أسامة - عن زائدة - هو ابن قدامة - عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان إذا سمعهم يقولون: يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة، قال: ما أحمقكم! إن بعد الاثني عشر ثلاثة منا: السفاح والمنصور والمهدي يسلمها إلى الدجال. قال أبو أسامة: تأويل هذا عندنا أن ولد المهدي يكونون بعده إلى خروج الدجال.

كذا قال سماك "والمهدي يسلمها إلى الدجال" بينما قال المنهال بن عمرو "والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم" وأيضاً في لفظ الأمراء تغاير لو دققت

قلت ما أظن له أصلاً من حديث سماك بن حرب وكانوا يلقنون سماك الحديث فيحسبه من حديثه فيحدث به وهذا أراه منه قال شعبة بن الحجاج: كانوا يقولون لسماك: عكرمة، عن ابن عباس - يعني يلقنونه الحديث - فيقول سماك: نعم. قال شعبة: وكنت أنا لا أفعل ذلك به (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ج1/ص395)


2) علي بن عبد اللَّه بن عباس عن أبيه ابن عباس

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج11/ص236) أخبرني علي بن أحمد الرزاز، قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي بالكوفة، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن علي الأزدي، قال: أخبرني سلام مولى العباسة بنت المهدي، قال: حدثني محمد بن كعب مولى المهدي، قال: سمعت المهدي أمير المؤمنين، يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لأدال الله من بني أمية، ليكونن ‌منا ‌السفاح، والمنصور، والمهدي.

إسناده باطل مظلم فيه مجاهيل

- أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي مجهول
- الحسين بن محمد بن علي الأزدي مجهول
- سلام مولى العباسة بنت المهدي مجهول
- محمد بن كعب مولى المهدي مجهول

- المهدي أمير المؤمنين هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
- أبي هو المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب أخو أبي العباس السفاح
- أبيه هو أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب
- جده هو السّجّاد علي بن عبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب ثقة


3) الضحاك عن ابن عباس عن النبي!

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج1/ص369-370) من طريق أبي الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي وأحمد بن سلمان النجاد كلاهما عن أبي قلابة الرقاشي، حدثنا أبو ربيعة، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا السفاح، ومنا المنصور، ومنا المهدي.

خولف أبو قلابة الرقاشي في إسناد أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج4/ص47) حدثني مظفر بن مرجى، حدثنا أبو ربيعة عن أبي عوانة عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس قال: منا ‌المهدي والمنصور والسفاح.

وهذا موقوف وإسناده ضعيف جداً أبو ربيعة هو فهد بن عوف متروك الحديث لكنه توبع أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج1/ص370) من طريق أبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان والبيهقي في دلائل النبوة (ج6/ص514) من طريق أبي الحسن أحمد بن عبيد الصفار كلاهما عن محمد بن الفرج الأزرق، قال: حدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبد الله بن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: منا السفاح والمنصور والمهدي.

والخلاصة هذا إسناد منقطع لا يصح اضرب عليه فيه الضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس قال مشاش قلت للضحاك سمعت من ابن عباس قال لا قلت رأيته قال لا، وقال عبد الملك بن ميسرة قلت للضحاك أسمعت من ابن عباس قال لا قلت فهذا الذي ترويه عن من أخذته قال عنك وعن ذا وعن ذا (المراسيل لابن أبي حاتم ص 94 و95)

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج32/ص301-302) أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا الحسن بن أحمد العطار نا إسحاق بن أبي إسرائيل أنا محمد بن جابر عن الأعمش عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي فأما القائم فتأتيه الخلافة ولم يهراق فيها محجمة من دم وأما المنصور فلا ترد له راية وأما السفاح فهو يسفح المال والدم وأما المهدي يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً قال محمد بن جابر أحسب المنصور أبا جعفر والسفاح المهدي.

- محمد بن جابر هو اليمامي السحيمي ليس بشيء أنكر عليه الأئمة جداً وقد غرب عن الأعمش والصواب عن الأعمش السابق المرسل وهذا إسناد باطل

- أبو ‌غالب ‌أحمد ‌بن ‌الحسن هو أحمد ‌بن ‌الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا الحريري البغدادي ثقة
- أبو محمد الجوهري هو الحسن بن علي بن محمد بن عبد الله الشيرازي قال عنه الخطيب وكان ثقة أميناً كثير السماع (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج8/ص397)
- علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ هو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة المعروف بابن لؤلؤ الوراق البزار البغدادي قال الأزهري ثقة وقال البرقاني وكان له حالة حسنة من الدنيا وهو صدوق غير أنه رديء الكتاب وقال العتيقي وكان ثقة،أكثر كتبه بخطه وكان لا يفهم الحديث وإنما كان يجمل أمره الصدق (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج8/ص440)
- الحسن بن أحمد هو أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق العطاردي الكوفي رواياته مستقيمة


4) مجاهد عن ابن عباس

أخرجه الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص559) أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه إملاء ببغداد، قال: قرئ على يحيى بن حفص - تصحيف صوابه "جعفر" - بن الزبرقان وأنا أسمع، ثنا خلف بن تميم أبو عبد الرحمن الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن ‌مجاهد، قال: قال لي عبد الله بن عباس: لو لم أسمع أنك مثل أهل البيت ما حدثتك بهذا الحديث، قال: فقال ‌مجاهد: فإنه في ستر لا أذكره لمن تكره، قال: فقال ابن عباس: منا أهل البيت أربعة: منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا ‌المهدي، قال: فقال له ‌مجاهد: فبين لي هؤلاء الأربعة، فقال: أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه، وأما المنذر قال: فإنه يعطي المال الكثير لا يتعاظم في نفسه ويمسك القليل من حقه، وأما المنصور: فإنه يعطى النصر على عدوه الشطر مما كان يعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرعب منه عدوه على مسيرة شهرين، والمنصور يرعب عدوه منه على مسيرة شهر، وأما ‌المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وتأمن البهائم والسباع وتلقي الأرض أفلاذ كبدها، قال: قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة.

باطل منكر فيه إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر ضعيف بالإجماع


5) طاوس عن ابن عباس

الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج1/ص370-371) من طريق عبد الله بن سليمان بن الأشعث ومحمد بن علي بن سهل الزعفراني ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز والطبراني في المعجم الأوسط (ج9/ص101) كلهم عن أحمد بن راشد الهلالي [وعند الطبراني: أحمد بن رشد بن خثيم الهلالي]، قال: حدثنا  [زاد الطبراني: عمه] سعيد بن خيثم، عن حنظلة، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية، قالت: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر، فقال يا أم الفضل إنك حامل بغلام قلت: يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء، قال: هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فائتيني به قالت: فلما وضعته أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنك اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، وقال: اذهبي بأبي الخلفاء قالت: فأتيت العباس فأعلمته، وكان رجلا جميلا لباسا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل بين عينيه ثم أقعده عن يمينه، ثم قال: هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه قلت: يا رسول الله بعض هذا القول. فقال: يا عباس لم لا أقول هذا القول؟ وأنت عمي وصنو أبي وخير من أخلف بعدي من أهلي فقلت: يا رسول الله ما شيء أخبرتني به أم الفضل من مولودنا هذا؟ قال: نعم، يا عباس، إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك، منهم السفاح، ومنهم المنصور، ومنهم المهدي [زاد الطبراني:  ثم هي في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح عيسى ابن مريم].

باطل منكر قال العلماء آفته أحمد بن راشد بن خثيم الهلالي

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق