مدى صحة قال الحسن ما على رجل مثل هذه في زاوية بيته ما أقبل عليه من الدنيا وما أدبر

قال الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء (ج2/ص222-223) وأبو منصور الثعالبي في درر الحكم (ص52) جاءت امرأة إلى الحسن وقالت: يا أبا الحسن - الصواب "أبا سعيد" - أتفتي الرجال أن يتزوجن على النساء، قال: نعم، فقالت: أعلى مثلي؟ وكشفت قناعها عن وجه كالقمر، فقال الحسن لما ولت: ما على رجل مثل هذه في زاوية بيته ما أقبل عليه من الدنيا وما أدبر.

قلت أخرج أبو الطاهر الذهلي في جزء له بانتقاء الدارقطني (ص52) حدثنا محمد بن عبدوس، قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا هشيم، عن منصور بن زاذان، قال: كنا عند الحسن - يعني البصري - فجاءته امرأة فقالت: يا أبا سعيد كم للرجل من النساء؟ قال: أربع، قالت: فكم يحل له من الحبائب؟ قال: ما ملكت يمينه ما شاء، قالت: بعيشك يا أبا سعيد لا تفتي الرجال بهذا، فلما ولت قال الحسن: ما يضر رجلاً ما فاته من الدنيا مع هذه، فلم يتعلق عليه بشيء غير هذا.

رجاله ثقات إلا هشيم مدلس وقد عنعنه وهشيم سمع من منصور بن زاذان

وأخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (ج1/ص147) حدثنا أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي قال: حدثنا خالد بن عمير التجيبي، عن إسماعيل بن عباد الأرسوفي قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شودت قال: دخلت امرأة جميلة على الحسن البصري، فقالت: يا أبا سعيد، ينبغي للرجال أن يتزوجوا على النساء؟ قال: نعم قالت: وعلى مثلي؟ قال: ثم أسفرت عن وجه لم ير مثله حسنا، وقالت: يا أبا سعيد، لا تفتوا الرجال بهذا، ثم ولت، فقال الحسن: ما على الرجل كانت هذه في زاوية بيته ما أقبل عليه من الدنيا.

إسنادهُ ضعيفٌ منقطع

- خالد بن عمير التجيبي لم أجد له شيئاً
- إسماعيل بن عباد الأرسوفي ضعفه الدارقطني (لسان الميزان ت أبي غدة لابن حجر ج2/ص136)
- عبد الله بن شودت وصوابه شوذب لم يسمع من الحسن قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول عبد الله بن شوذب خراساني ثقة وقع إلى الرملة ويقول ابن شوذب عن الحسن ولم يره ولم يسمع منه (المراسيل لابن أبي حاتم ص116)

وقال عبد الملك بن حبيب في أدب النساء (ص186) عن يونس بن عبيد قال: صحبت الحسن البصري وثلاثين سنة فما سمعته قط قال: عزل أمير ولا: ولي ولا: غلا سعر ولا: رخص سعر ولا: اشتد الحر وما كان ذكره إلا الموت جاءكم حتى أتته امرأة يوماً، ناهيك من امرأة جمالاً وشباباً وشحماً ولحماً ترتج يدفع بعضها بعضاً فترامت جالسة بين يديه ثم قالت: يا شيخ أيحل للرجل أن يتزوج على امرأته وهي شابة جميلة ولود؟ قال: نعم أحل الله له أن يتزوج أربعاً، قالت: سبحان الله قال: نعم قالت: فبعيشك لا تخبر بذلك الرجال، ثم قامت منصرفة فأتبعها الحسن البصري ببصره ثم قال: ما ضر امرءاً كانت هذه عنده؟ ما فاته من دنياه شيء!.

يونس بن عبيد ثقة لكن أين الإسناد إليه؟ ولم أقف عليه مسنداً في باقي الكتب

هذا والله أعلم