مدى صحة قصة فقدان البخاري بصره في صغره

انتشر على مواقع التواصل 

[[تزوجت امرأة رجلا يدعى..إسماعيل، وكان عالما جليلا درس على يد الإمام مالك.

وكان ثمرة هذا الزواج المبارك إنجاب طفل أسموه ( محمداً )

وما لبث أن مات زوجها إسماعيل، تاركا لها ولإبنها الصغير مالاً كثيراً

فأخذت الأم تربي إبنها تربية إسلامية  مباركة..

أرادت أن يكون عالماً من علماء المسلمين

ولكن مع الأسف الشديد فإن ابنها أعمى منذ صغره.!

وحينها فمن الصعوبة أن ينتقل من شيخ إلى شيخ، ومن بلد إلى بلد لطلب العلم.!

ولكن فتح الله عليها باب الدعاء..فبدأت تدعو الله بإخلاص وبنية صادقة أن يرد الله بصر ولدها.

وفي إحدى الليالي وهي نائمة وإذا بها ترى في منامها الخليل إبراهيم عليه السلام يقول لها:

ياهذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة دعائك

"فاستيقظت المراة وإذا بها  ترى ابنها مبصراً !

فبدأت الأم توجهه لطلب العلم، والسعي في تحصيله، حتى فتح الله عليه من العلوم وحفظها، بدعاء أمه الصادق، وثبات النية الصالحة،فألف بعد ذلك كتاباً من أصح الكتب في هذه الدنيا بعد كتاب الله]]

قلت أما قصة ذهاب بصره في صغره

حكم القصة: ضعيفة جداً

رواها أبو صالح خلف بن محمد الخيام ضعيف جداً واختلف عنه

قال ابن حجر في تغليق التعليق (ج5/ص388) قال غنجار في تاريخ بخارى أنا خلف بن محمد قال سمعت أحمد بن محمد بن الفضل البلخي يقول سمعت أبي يقول ذهبت عينا محمد ابن إسماعيل في صغره فذكره. ثم قال ابن حجر ورواها الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب كرامات الأولياء له عن شيخ عن غنجار به.

قلت أخرجها اللالكائي في كرامات الأولياء (ص290) ومن طريقه أبو الحسن بن بلبان في كتابه "خمسة أحاديث تخريج ابن بلبان" (ص28) أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص، قال: أنا محمد بن أحمد بن سليمان، قال: أنا خلف بن محمد بن الفضل البلخي [وعند ابن بلبان: خلف بن محمد، قثنا محمد بن الفضل البلخي]، قال: سمعت أبي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك - الشك من أبي محمد البلخي - فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره.

إسناده هالك ضعيف جداً

- محمد بن أحمد بن سليمان هو غنجار محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان

- خلف بن محمد بن الفضل البلخي تصحيف صوابه ما عند ابن بلبان "خلف بن محمد، قثنا محمد بن الفضل البلخي" لكن وقع عند ابن عساكر "أبو محمد أحمد بن محمد بن الفضل البلخي" كما سيأتي

وخلف بن محمد هو أبو صالح الخيام البخاري متروك ضعيف جداً (انظر ترجمته في الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ج3/ص972 وأيضاً ص673)

وقد توبع أحمد بن محمد بن حفص

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج52/ص56) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد أنبأنا هناد بن إبراهيم - طعنوا في عدالته - أنبأنا أبو عبد الله الغنجار حدثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الفضل البلخي يقول سمعت أبي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل البخاري في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصرة لكثرة بكائك أو بكثرة دعائك الشك من أبي محمد البلخي قال فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره.

كذا "أبا محمد أحمد بن محمد بن الفضل البلخي" وعند ابن بلبان "محمد بن الفضل البلخي" وفي آخره عند اللالكلائي وابن عساكر "الشك من أبي محمد البلخي"

وقال السبكي قال أحمد بن الفضل البلخي ذهبت عينا محمد فذكره (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج2/ص216)

وأخرجها الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج2/ص322) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ت الفقي (ج1/ص274) وابن بشكوال في المستغيثين بالله تعالى (ص81) حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه، قال: حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفقيه، قال: حدثنا خلف بن محمد الخيام [وعند ابن أبي يعلى: خلف هو ابن صالح الختام (1)]، قال: سمعت أبا محمد المؤذن عبد الله بن محمد بن إسحاق السمسار، يقول: سمعت شيخي يقول: ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره.

إسناده هالك ضعيف جداً

- (1) خلف بن محمد الخيام وأما "خلف هو ابن صالح الختام" تصحيف صوابه "خلف أبو صالح الخيام"

- أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السُّوذَرْجَانِيُّ الأصبهاني قال الخطيب وكان ديناً صالحاً (تاريخ بغداد ت بشار ج2/ص89)

- علي بن محمد بن الحسين الفقيه لم أعرفه وهو مجهول

وقد روي عن البخاري أنه قال: لما بلغت خراسان أصبت ببصري فأخبرني بعض من رآني فقال أعلمك شيئاً إن رد الله عليك بصرك على شرط أن لا تخبر به أحداً فقال احلق رأسك واغلفه بالخطمي أظنه قال ثلاث مرات قال ففعلت فرد الله علي بصري وجعلت على نفسي أن لا يستخبرني أحد إلا أخبرته أو كلاماً هذا معناه.

حكم الخبر: مظلم

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج52/ص55-56) والذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (ج12/ص452) أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل أنبأنا أبو محمد الحسن بن احمد أحمد السمرقندي الحافظ أنبأنا جعفر بن المعتمر المستغفري حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ - هو غنجار صاحب تاريخ بخارى - حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين [زاد الذهبي: التميمي] حدثنا أبو يعلى التميمي قال سمعت جبريل بن ميكائيل بمصر يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول لما بلغت فذكره.

إسناده مظلم كل من فوق غنجار فهو مجهول

- أحمد بن محمد بن الحسين مجهول

- غنجار مولده 337 ووفاته 412 هجري

- أبو يعلى التميمي مجهول وليس هو حمزة بن أسد فذاك وفاته 555 هجري ولا عبد المؤمن فذلك وفاته 346 ولا نستطيع أن نحدده

- جبريل بن ميكائيل مجهول البتة

وأما قصة إن والده سمع من الإمام مالك بن أنس

قال البخاري في تاريخه الكبير ت المعلمي (ج1/ص342) إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو الحسن رأى حماد بن زيد صافح ابن المبارك بكلتا يديه وسمع مالكاً. والتاريخ من رواية أبي الحسن محمد بن سهل الفسوي المقري عن البخاري وقد توبع تابعه إسحاق عن البخاري قال الخطيب كما في كتاب الرواة عن مالك للرشيد العطار (ص16) أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، أخبرنا محمد بن أبي بكر الحافظ ببخارى حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم وأبو الحسين محمد بن علي بن يعقوب، قالا حدثنا إسحاق بن أحمد بن خلف، قال سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول أبي إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي سمع مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه.

هذا والله اعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق