هل احتجم رسول الله بعدما سمته المرأة اليهودية بالشاة؟

السلام عليكم وبعد

الجواب نعم ثبت أن النبي احتجم بعد حادثة السم وذلك بسبب أثر السم ذلك ثبت ذلك عن ابن عباس وسعيد بن المسيب من كبار التابعين ومحمد بن كعب القرظي وعبد الرحمن بن كعب بن مالك والحسن البصري وله شاهد من حديث جابر

1) الصحابي ابن عباس

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج2/ص154) وأبو علي الحسن بن خلف بن شاذان في الثامن من أجزاءه (ص131) من طريق هيذام بن قتيبة المعروف بالمروزي كلاهما عن سعيد بن سليمان وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج5/ص6) من طريق سريج بن النعمان كلاهما (سعيد بن سليمان وسريج بن النعمان) عن عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس: أن امرأة من يهود خيبر أهدت لرسول الله شاة مسمومة ثم علم بها أنها مسمومة فأرسل إليها فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبياً فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذباً نُرِيحُ [ولفظ ابن شاذان وأحمد بن حنبل: أريح] الناس منك! فكان رسول الله إذا وجد شيئاً احتجم، قال: فخرج مرة إلى مكة فلما أحرم وجد شيئاً فاحتجم [واما لفظ سريج: قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ‌وجد ‌من ‌ذلك ‌شيئاً - يعني من أثر السم - ‌احتجم، قال: فسافر مرة، فلما أحرم، وجد من ذلك شيئاً، فاحتجم].

إسناده حسن صحيح

قال ابن الجنيد سألت يحيى بن معين عن هلال بن خباب وقلت: إن يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط، فقال يحيى: لا ما اختلط ولا تغير قلت ليحيى: فثقة هو؟ قال: ثقة مأمون (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص342)

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في الطب النبوي (ج2/ص547) من طريق بيان بن أحمد وأخرجه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج في حديثه (ج3/ص235) كلاهما عن داود بن رشيد، حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من أكلة أكلها من شاة لامرأة من أهل خيبر فلم يزل شاكياً.

ولفظ محمد بن إسحاق السراج: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد شيئاً احتجم فخرج مرة إلى مكة فلما أحرم وجد شيئاً احتجم ... وذكر حديث أن امرأة يهودية أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد توبع عباد بن العوام

أخرجه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج في حديثه (ج3/ص195) من طريق عفان بن مسلم الصفار وابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج1/ص343) وأحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج5/ص478) من طريق الحسن بن موسى الأشيب كلاهما عن ثابت بن يزيد [وعند ابن سعد "زيد" بدون الياء]، ثنا هلال بن خباب، قال: سألت عكرمة عن الصائم يحتجم، فقال: إنما يكره له أن يضعف وحدث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من أكلة أكلها من شاة سمتها امرأة من أهل خيبر فلم يزل شاكياً.

النسائي في السنن الكبرى ط الرسالة (ج7/ص95) أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عارم، قال: حدثنا ثابت، قال: حدثنا هلال، قال: سألت عكرمة، عن الصائم يحتجم، فقال: إنما كره له أن يضعفه وحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من أكلة أكلها من شاة سمتها امرأة من خيبر فلم يزل شاكياً.

قلت هكذا ليس في سنده "ابن عباس" وهذا خطأ بلا شك والصواب رواية الجماعة بإثبات ابن عباس لكن لا أدري الخطأ من عارم أم ممن دونه أم أسقطه النساخ


2)، 3)، 4) الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري والتابعي سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب القرظي

حكم أثر جابر: ضعيف

حكم أثر ابن المسيب ومحمد بن كعب القرظي: حسن لا بأس به

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص529) حدثني سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثني أبي، قال: قال ابن إسحاق، أخبرني الزهري، أن رجلاً من الموالي أخبره، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكله من الشاة - يعني الشاة التي سمتها اليهودية - حجمه أبو هند، مولى بني بياضة، حي من الأنصار، بالقرن والشفرة.

قال الزهري: وأخبرنيه أيضاً ابن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي

إسناده ضعيف إلى جابر وإسناده حسن إلى ابن المسيب والقرظي

أبو داود السجستاني في سننه ت الأرنؤوط (ج6/ص564) من طريق ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد الأيلي والدارمي في المسند ت حسين أسد (ج1/ص208) من طريق شعيب بن أبي حمزة كلاهما (يونس وشعيب) عن ابن شهاب الزهري، قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية، ثم أهدتها لرسول الله، فأخذ رسول الله الذراع فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول الله: ارفعوا أيديكم، وأرسل رسول الله إلى اليهودية فدعاها، فقال لها: أسممت هذه الشاة؟ قالت اليهودية: من أخبرك؟ قال: أخبرتني هذه في يدي للذراع، قالت: نعم، قال: فما أردت إلى ذلك؟، قالت: قلت: إن كان نبياً فلن يضره، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله، ولم يعاقبها، وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم رسول الله على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة، حجمه أبو هند بالقرن والشفرة، وهو مولى لبني بياضة من الأنصار.

وهذا كما تقدم بين الزهري وجابر رجل مجهول وعليه فالإسناد ضعيف

البيهقي في دلائل النبوة (ج4/ص263) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب، قال: حدثنا القاسم الجوهري، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل ابن محمد الشعراني، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا محمد بن فليح، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: قال جابر: وفي رواية ابن فليح عن موسى قال الزهري قال جابر بن عبد الله: واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكاهل يومئذ حجمه مولى بياضة بالقون والشفرة.

تراجم الإسناد الأول

- أبو الحسين بن الفضل هو محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان الأزرق ثقة
- أبو بكر بن عتاب هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب بن محمد بن أبي الورقاء العبدي قال الخطيب ثقة (انظر تاريخ بغداد ت بشار ج3/ص476)
- القاسم الجوهري هو أبو محمد القاسم بن عبد الله بن المغيرة البغدادي قال الدارقطني ثقة مأمون وقال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج14/ص432)
- ابن أبي أويس هو إسماعيل بن عبد الله الأصبحي
- إسماعيل بن إبراهيم هو أبو إسحاق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني ابن أخي موسى بن عقبة

وأما بالنسبة للإسناد الثاني

فقد توبع الفضل بن محمد الشعراني تابعه اثنان

أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ السفر الثالث ط الفاروق (ج2/ص16-17) وابن بشكوال في غوامض الأسماء (ج1/ص163) من طريق محمد بن الحسين الطوسي بمكة كلاهما عن إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا ابن فليح [وعند ابن بشكوال: محمد بن فليح]، عن موسى [زاد ابن بشكوال: ابن عقبة أنه ذكر ذلك في مغازيه]، عن ابن شهاب، قال: لما فتح على رسول خيبر أهدت زينب بنت الحارث اليهودية، وهي بنت أخي مرحب شاة مصلية وسمتها، وأكثرت في الكتف والذراع، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقدمت إليه الشاة، فتناول الكتف فانتهس منها ثم ذكر حديثا طويلاً [ولفظ ابن بشكوال: في قصة طويلة أضربنا عن ذكرها لطولها].


5) التابعي عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلاً

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (ج10/ص105) ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة (ج4/ص260-261) عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أن امرأة يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية بخيبر، فقال: ما هذه؟ قالت: هدية، وحذرت أن تقول: هي من الصدقة، فلا يأكل، قال: فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه، ثم قال: أمسكوا، فقال للمرأة: هل سممت هذه الشاة؟ قالت: من أخبرك؟ قال: هذا العظم لساقها وهو في يده، قالت: نعم، قال: لم؟ قالت: أردت إن كنت كاذباً أن يستريح منك الناس، وإن كنت نبياً لم يضرك، قال: فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على الكاهل، وأمر أصحابه احتجموا، فمات بعضهم، قال الزهري: فأسلمت فتركها النبي قال معمر: وأما الناس فيقولون قتلها النبي.

مرسل إسناده صحيح إلى عبد الرحمن بن كعب

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج19/ص70) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن بكر البالسي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية بخيبر، فقال لها: ما هذه؟، قالت: هدية، وحذرت أن تقول من الصدقة، فأكل وأكل أصحابه، ثم قال لهم: أمسكوا، ثم قال للمرأة: هل سممت هذه الشاة؟ قالت: من أخبرك؟، قال: هذا العظم لساقها أو هو في يده، قالت: نعم، قال: لم؟ قالت: قلت: إن كنت كاذبا أن يستريح الناس منك، وإن كنت نبياً لم يضرك، فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على الكاهل، وأمر أصحابه فاحتجموا، فمات بعضهم. قال الزهري: وأسلمت المرأة، فذكروا أنه قتلها.

- أحمد بن بكر البالسي ضعيف


6) الحسن البصري

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص527) حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: سمعت الحسن، يقول: جاءت امرأة من اليهود يقال لها: أم الربيع بشاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأكل القوم وأكل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسكوا فإنها مسمومة، قال: فدعاها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما حملك على ما فعلت؟ فقالت: أحببت إن كنت نبياً علمت، وإن كنت كاذباً أرحت الناس منك قال: فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم وتركها، قال: فاحتجم القوم في رءوسهم.

مرسل إسناده صحيح إلى الحسن

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج1/ص345) أخبرنا ‌عمر ‌بن ‌حفص يعنى أبا حفص العبدي، عن ‌مالك بن دينار عن الحسن أن رسول الله احتجم فى رأسه، وأمر أصحابه أن يحتجموا فى رءوسهم.

- عمر بن حفص أبو حفص العبدي متروك ضعيف جداً ولكن العمدة على الطريق الأولى فهي صحيحة إلى الحسن


7) الصحابي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ت التركي (ج2/ص288) والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص525) وابن قانع في معجم الصحابة (ج2/ص80) من طريق من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي وأبو نعيم الأصبهاني في الطب النبوي (ج2/ص547) والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص525) من طريق معاوية بن هشام وأبو يعلى الموصلي في مسنده ت حسين أسد (ج12/ص170) من طريق الحارث بن النعمان كلهم عن جابر - هو ابن يزيد الجعفي -، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن جعفر أن [وعند البقية: "قال" بدل "أن"] رسول الله احتجم على قرنه بعدما سُمَّ.

إسناده ضعيف جداً من أجل جابر بن يزيد الجعفي

مسند أبي داود الطيالسي يرويه عنه يونس بن حبيب وأخرجه البزار في مسنده (ج6/ص203) حدثنا عمرو بن علي، قال: نا أبو داود - هو الطيالسي -، قال: نا شيبان يعني ابن عبد الرحمن، عن جابر بن يزيد، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن جعفر، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على قرن رأسه ‌وهو ‌محرم.

كذا "وهو محرم" وفي باقي الطرق ليس فيه


8) التابعي ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويعرف بربيعة الرأي

أخرجه ابن وهب في الجامع ت رفعت فوزي (ص99) ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج5/ص2810) أخبرني ابن سمعان، أن ربيعة أخبره، أن أبا هند يسار الشامي هو حجم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرن وشفرة من الشكوى الذي كان يعتريه من الأكلة التي أكلها بخيبر.

إسناده ضعيف جداً ابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المدني متهم بالكذب متروك

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق