مدى صحة حديث لا يرد القضاء إلا الدعاء أو لا يرد القدر إلا الدعاء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء أو لا يرد القدر إلا الدعاء.

حكم الحديث: في قلبي منه وقلبي يميل إلى ضعفه ولا أدري ماذا أقول بعد وقد صح عن ابن عباس: لا ينفع الحذر من القدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر (انظر تخريجه في هذه المقالة)

قلت سأذكر باختصار أنظف الأسانيد ثم سأخرجه بكل طرقه

أما أنظف الأسانيد وقولي أنظف الأسانيد لا يعني بالضرورة أنها صحيحة إنما أقصد يعني أفضلها والتي ظاهرها جيد! مع استبعاد الأسانيد الهالكة والموضوعة

أبو مودود - قال أبو حاتم الرازي ضعيف -، عن ‌سليمان التيمي، عن ‌أبي عثمان النهدي، عن ‌سلمان الفارسي عن رسول الله

سفيان عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد - مجهول -، عن ثوبان عن رسول الله

إسرائيل، عن أبي إسحاق - مختلط مدلس -، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك عن رسول الله وفي لفظ آخر في بعض طرقه "القضاء المبرم"! وهذا منكر لأن القضاء المبرم لا يتغير أبداً

وأما تخريجه مطولاً مع المصادر

1) حديث الصحابي سلمان الفارسي

أخرجه الترمذي في سننه ت بشار (ج4/ص18) وأبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج8/ص78) والطبراني في الدعاء (ص30) والبزار في مسنده (ج6/ص501) كلهم من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (ج2/ص36) من طريق إسماعيل بن قريش كلاهما عن ‌يحيى بن الضريس، عن ‌أبي مودود، عن ‌سليمان التيمي، عن ‌أبي عثمان النهدي، عن ‌سلمان [زاد البقية: الفارسي] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر.

إسناده ضعيف

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث سلمان وأبو مودود الذي روى هذا الحديث اسمه فضة بصري بينما قال أبو جعفر الطحاوي هو عبد العزيز بن أبي سليمان مولى هذيل وهو عند أهل الحديث ثقة وهو من أهل البصرة وهو خلاف أبي مودود المديني

قلتُ: أخطأ الطحاوي فليس هو عبد العزيز ثم أخطأ أيضاً في أبي مودود فضة فجعله مديني وهو بصري والصواب كما قال الترمذي أنه فضة البصري

- فضة أبو مودود البصري نزيل الري قال أبو حاتم الرازي روى عن سليمان التيمي روى عنه يحيى بن الضريس ضعيف الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص93)

==========================

==========================

2) حديث الصحابي ثوبان

1- عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان

أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج37/ص68) وهناد بن السري في الزهد (ج2/ص491) وابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج16/ص372) عن وكيع وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج37/ص95) عن عبد الرزاق وأخرجه أبو محمد البغوي في شرح السنة (ج13/ص6) من طريق محمد بن يوسف الفريابي وأخرجه البيهقي في القضاء والقدر (ص212) من طريق معاوية بن هشام الكوفي وأخرجه الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج1/ص670) من طريق قبيصة بن عقبة وأبي حذيفة موسى بن مسعود وأخرجه الروياني في مسنده (ج1/ص420) وعبد الغني المقدسي في نهاية المراد (ج1/ص23) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج12/ص464) من طريق أبي يزيد القاسم بن يزيد الجرمي الموصلي وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (ج1/ص434) من طريق عصام بن يزيد الأصبهاني المعروف بِجَبَّرٍ 

تسعتهم عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل [وفي لفظ: إن العبد] ليحرم الرزق بالذنب يصيبه [وعند الروياني: بالذنب يعمله]، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر.

ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن سفيان الثوري واختلف عنه

فرواه فضيل بن محمد الملطي، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن ثوبان عن رسول الله أخرجه الطبراني في الدعاء (ص30)

وهذا إسناد غلط وخالفه أبو زرعة الدمشقي كما الطبراني في المعجم الكبير (ج2/ص100) والإمام أبو زرعة الرازي كما عند ابن أبي حاتم الرازي في العلل (ج5/ص461) وأبو محمد فهد بن سليمان الكوفي كما عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج8/ص79) وعلي بن بشر والد الحكيم الترمذي كما عنده في نوادر الأصول النسخة المسندة (ج6/ص34) وحميد بن زنجويه كما عند أبي محمد البغوي في شرح السنة (ج13/ص6) وأبو بكر بن أبي شيبة كما في المصنف ت الشثري (ج16/ص372) وعمر بن علي بن حرب الموصلي كما عند عبد الغني المقدسي في نهاية المراد (ج1/ص22) وابن الصامت في صفات رب العالمين (ج5/ص272) وأحمد بن الخليل القومسي كما عند ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (ج3/ص98) ثمانيتهم عن أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي، ثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر [ولفظ فهد وعلي بن بشر: لا يرد القضاء] إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق، بالذنب يصيبه.

هذا هو الصواب عن أبي نعيم والموافقة لرواية الجماعة عن سفيان الثوري

وقال مرعي الكرماني في إتحاف ذوي الألباب (ص41) وروى الإمام أبو حنيفة عن عبد الله (1) بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

- (1) قلت في الأصل "علي" وهي مقحمة

وقد خولف سفيان الثوري وأبو حنيفة خالفهما عمر بن شبيب

أخرجه الروياني في مسنده (ج1/ص408) من طريق سعيد بن محمد الجرمي وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص273) وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص46) من طريق سعيد بن نصر بن منصور البزاز كلاهما عن عمر بن شبيب [وعند الأصبهاني: عمر عن شبيب]، نا عبد الله بن عيسى، عن حفص وعبيد الله ابن [وعند الأصبهاني وعبد الغني: "ابني" بدل "ابن"] أخي سالم، عن سالم، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، [زاد الأصبهاني: قال ثوبان] إن في التوراة لمكتوب: يا ابن آدم اتق ربك وبر والدك وصل رحمك أمدد لك في عمرك وأيسر لك يسرك وأصرف عنك عسرك.

قال ابن أبي حاتم الرازي سألت أبي - يعني أبا حاتم الرازي - وأبا زرعة عن هذا الإسناد يعني فقالا: هذا خطأ رواه سفيان الثوري، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان، عن النبي وهو الصحيح قلت لهما: ليس لسالم بن أبي الجعد ها هنا معنى؟ قالا: لا، وفي موضع آخر قال أبو زرعة الرازي وهذا أصح من حديث عمر بن شبيب (انظر العلل لابن أبي حاتم ج5/ص286 وص461)

2- راشد بن سعد عن ثوبان

أخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج2/ص173) حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، حدثنا مالك بن الخليل أبو غسان، حدثنا أبو علي الدارسي، حدثنا طلحة بن زيد عن ثور عن راشد بن سعد عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القضاء إلا الدعاء وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

إسناده موضوع مكذوب

- طلحة بن زيد قال أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو داود السجستاني يضع الحديث وقال النسائي ليس بثقة ومرة متروك وقال البخاري والساجي منكر الحديث (العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي ت صبحي ص116 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج25/ص27 وسؤالات الآجري لأبي داود ط الفاروق بتحقيق الأزهري ص238 والضعفاء الصغير للبخاري ت أبي العينين ص77 وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط العلمية ج4/ص187)

- أبو علي الدارسي هو بشر بن عبيد قال ابن عدي منكر الحديث وقال الأزدي كذاب (انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج5/ص545)

قال ابن عدي وبشر بن عبيد الدارسي هذا هو بين الضعف أيضاً ولم أجد للمتكلمين فيه كلام ومع ضعفه أقل جرماً من بشر بن إبراهيم الأنصاري لأن بشر بن إبراهيم إذا روى عن ثقات الأئمة أحاديث موضوعة يضعها عليهم وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله أو مجهول أو محتمل أو يروي عمن يرويه عن أمثالهم

3- ابن عباس عن ثوبان

أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ط العلمية (ج3/ص548) حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا علي بن قرين الباهلي، ثنا سعيد بن راشد، عن الخليل بن مرة، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن ثوبان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

إسناده موضوع مكذوب

- علي بن قرين قال يحيى بن معين وعبد الله البغوي وموسى بن هارون الحمال كذاب وقال العقيلي وابن قانع يضع الحديث - يعني يكذب - (انظر الكامل لابن عدي ج6/ص366 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص510 والضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص249)

وقد توبع حميد الأعرج حيث رواه القاسم بن يحيى عن سليمان بن أرقم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن ثوبان مرفوعاً إن الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في العمر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون} (انظر سمط اللآلي في شرح أمالي القالي لأبي عبيد البكري ج1/ص7 والمقاصد الحسنة للسخاوي ص192)

إسناده هالك ساقط سليمان بن أرقم متروك ليس بشيء

==========================

==========================

3) حديث أنس بن مالك

أخرجه الطبراني في الدعاء (ص30) حدثنا عثمان بن عمر الضبي، ثنا عبد الله بن رجاء، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ادعوا فإن الدعاء يرد القضاء.

- عثمان بن عمر الضبي هو أبو عمرو البصري قال الحاكم ثقة مشهور (سؤالات السجزي للحاكم ص232)
- عبد الله بن رجاء هو الغُدَانِيُّ البصري قال أبو زرعة الرازي حسن الحديث عن إسرائيل وقال عمرو بن علي الفلاس الصيرفي عبد الله بن رجاء البصري صدوق وهو كثير الغلط والتصحيف ليس بحجة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص55)

وقد توبع عبد الله بن رجاء لكن زاد في لفظه أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني كما في زهر الفردوس لابن حجر (ج8/ص183) حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي موسى عن أنس رفعه يا أنس أكثر من الدعاء؛ فإن الدعاء يرد القضاء المبرم.

قوله (يرد القضاء المبرم) منكر باطل لأن المبرم لا يتغير بالدعاء ولعل هذه الزيادة وهم من عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أو عبيد الله بن عبد المجيد قال الدارمي عن يحيى بن معين ليس بشيء (الضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص123) ونقل ابن الجوزي مثله عن ابن معين لكن في تاريخ الدرامي قال ابن معين ليس به بأس وكلك في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم فلا أدري وقال الصدفي: سألت أبا جعفر العقيلي عن عبيد الله بن عبد المجيد؟ فقال: ضعيف هو أضعف إخوته ووثقه آخرون وهو بلا شك صدوق لا بأس به

عبد الرحمن بن محمد بن حماد هو أبو العباس الطهراني قال الخليلي ثقة (الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ج2/ص674)
عبد الله بن محمد الزهري هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور البصري
يزيد بن أبي موسى تصحيف والصواب كما في الطريق السابقة "بريد بن أبي مريم"

قلت ومداره على أبي إسحاق السبيعي مدلس وكان قد اختلط أيضاً ورواية إسرائيل عنه بعد الاختلاط فالإسناد لا يصح

وأخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (ص54) من طريق أبي الحسن زيد بن محمد بن جعفر الكوفي والخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص24) وعبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص34-35) من طريق أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي كلاهما عن يعقوب بن يوسف القزويني، ثنا موسى بن محمد البكاء [زاد الخطيب وعبد الغني: أبو هارون]، ثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم، عن [وعند الخطيب وعبد الغني: سمعت] أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني أكثر من الدعاء، فإن الدعاء يرد القضاء المبرم.

إسناده هالك ساقط

- أبو هاشم كثير بن عبد الله قال البخاري وأبو حاتم الرازي منكر الحديث زاد أبو حاتم ضعيف الحديث جداً شبه المتروك وقال النسائي متروك (الضعفاء الصغير للبخاري ت أبي العينين ص117 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص154 والكامل لابن عدي ج7/ص200)

وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج3/ص169) أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن قدامة، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا سهل بن زياد القطان، عن كثير بن سليم، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا بني أكثر من الدعاء، فإنه يرد القضاء المبرم، يا بني أكثر من قول لا إله إلا الله فإنها أثقل من سبع سموات ومن سبع أرضين وما فيهن، يا بني لا تغفل عن قراءة القرآن إذا أصبحت وإذا أمسيت، فإن القرآن يحيي القلب الميت، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وبالقرآن تسير الجبال، يا بني أكثر من ذكر الموت زهدت في الدنيا ورغبت في الآخرة وإن الآخرة هي دار القرار، والدنيا غرارة لأهلها، والمغرور من اغتر بها.

إسناده لا يساوي فلساً اضربوا به عرض الجدار

==========================

==========================

4) حديث أبي هريرة

أخرجه الكامل في ضعفاء الرجال (ج3/ص479) حدثنا محمد بن منير، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا خالد بن إسماعيل المخزومي عن عثمان بن عبد الرحمن، عن أبي سهيل وهو نافع بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين يزيد في العمر والدعاء يرد القضاء والكذب ينقص الرزق ولله في خلقه قضاء بين قضاء نافذ وقضاء محدث وللأنبياء على العلماء فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة.

إسناده موضوع مكذوب

قال ابن عدي: وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد مناكير ولخالد بن إسماعيل هذا غير ما ذكرت من الحديث وعامة حديثه هكذا كما ذكرت وتبينت أنها موضوعات كلها

وقد توبع خالد بن إسماعيل المخزومي

1- تابعه السري بن مسكين أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين (ج4/ص295) ومن طريقه الشجري في أماليه (ج2/ص163) حدثنا أبو عمرو خالد بن محمد - هو الداري قال أبو الشيخ: شيخ صالح -، قال: ثنا أبو يونس أحمد بن محمد الحشمي [وعند الشجري: الجشمي]، قال: ثنا ابن أبي أويس - هو إسماعيل -، عن السري بن مسكين، عن الوقاصي، عن سهيل بن صالح [وعند الشجري: أبي سهيل بن مالك]، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص من الرزق، والدعاء يرد البلاء، ولله في خلقه قضاءان، فقضاء نافذ وقضاء ينتظر، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة.

- أبو يونس أحمد بن محمد الحشمي أو الجشمي قلت تصحيف وانقلب اسمه والصواب أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد الْجُمَحِيُّ الْمَدِينِيُّ قال ابن أبي حاتم الرازي وهو صدوق وكان مفتي المدينة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص183)

- السري بن مسكين قال ابن حبان مستقيم الحديث (الثقات لابن حبان ج8/ص301)

- الوقاصي هو أبو عمر عثمان بن عبد الرحمن الزهري المدني متروك الحديث

أبو الشيخ الأصبهاني في الفوائد (ص61) أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا محمد بن أحمد أبو يونس المديني، حدثنا ابن أبي أويس - هو إسماعيل -، عن السري بن مسكين، عن الوقاصي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد البلاء.

2- وتابعه أيضاً المغيرة بن إسماعيل المخزومي

ضياء الدين في المنتقى من مسموعات مرو (ص96) من طريق علي بن محمد بن بشار، ثنا يحيى بن المغيرة المخزومي، ثنا أخي محمد بن المغيرة، عن أبيه، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء، الله سبحانه في خلقه قضاءان، قضاء نافذ وقضاء محدث، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين , وللعلماء على الشهداء فضل درجة.

والشجري في الأمالي الخميسية (ج1/ص69) من طريق أبي بكر أحمد بن محمد بن هلال الشَّطَوِيُّ، قال: حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة (1) المخزومي، قال: حدثنا أخي، عن أبيه، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن سهل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص في الرزق، والدعاء يرد القضاء، ولله في خلقه قضاءان: قضاء نافذ، وقضاء محدث، يحدث فيه ما شاء، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة.

- (1) في الأصل "محمد بن المغيرة بن أبي سلمة" وهو تصحيف ويؤيده أن الخطيب قال الشطوي حدث عن أبي سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي

إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص274) من طريق ثنا إبراهيم بن أحمد الهروي صاحب الموطأ، ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي؛ قال: حدثني أخي محمد بن المغيرة عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري الوقاصي، عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء.

ابن المحب الصامت في صفات رب العالمين (ج5/ص273-274) من طريق أبي محمد عبد العزيز بن الحسن بن بن علي بن أبي صابر الصيرفي والديلمي كما عند ابن حجر في زهر الفردوس (ج3/ص372) من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن عبد الله بن الحسن العاقولي! وأبو موسى المديني في اللطائف (ص461) من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن أبي الفرج أحمد بن جعفر النسائي كلهم عن أبي خبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى الْبِرْتِيُّ، ثنا أبو سلمة هو يحيى بن المغيرة المخزومي، قال: حدثني أخي، عن أبيه، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء، ولله عز وجل في خلقه قضاءان: محدث وقضاء نافذ، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة.

سقط من سند الديلمي "حدثني أخي" ولفظ أبي موسى المديني هو فقط "للأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة"

زاد أبو موسى المديني أخبرنا به أبو علي أيضاً - يعني الحداد -، ثنا أبو نعيم - يعني الأصبهاني -، ثنا محمد بن جعفر بن يوسف، ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري، ثنا يحيى بن المغيرة [عن أخيه محمد عن أبيه المغيرة بن إسماعيل (1)]، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للعلماء على الشهداء فضل درجة.

- محمد بن جعفر بن يوسف هو الذي ترجم له أبو نعيم وقال أبو بكر محمد بن جعفر بن زياد بن مهران المؤدب قال أبو نعيم الأصبهاني كثير الحديث كان يسمع إلى أن توفي رحمه الله ثم قال أبو نعيم حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يوسف، ثنا محمد بن نصير (تاريخ أصبهان ج2/ص262) فكأن "يوسف" سقط من ترجمته أو يكون يوسف أحد أجداده

أحمد بن الحسين الأنصاري هو أبو جعفر أحمد بن الحسين بن أبي الحسن المعروف بِالْكَلْنَكِيِّ
- (1) سقطا من السند

قلت والخلاصة إسناد هالك ضعيف جداً مداره على المغيرة بن إسماعيل المخزومي والد يحيى ومحمد قال أبو حاتم الرازي مجهول (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص219) وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متروك

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق