مدى صحة قصة أن المغيرى بن شعبة في زمن عمر ولّاه على إمارة البحرين فاشتكوه إلى الخليفة فعزله

انتشرت قصة في الإنترنيت وعلى مواقع التواصل

(المغيرة بن شعبة هو أحد دهاة العرب وكان معروف عنه سرعة جوابه وسرعة بديهته

في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولّاه على إمارة البحرين وكان حازماً شديداً على أهلها فاشتكوه إلى الخليفة فعزله.

ولكن قالوا فيما بينهم أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يحبه ويحترمه ويفكر بإعادته إلى البحرين

وهنا فكر أهل البحرين آنذاك بمكيدة ومؤامرة للمغيرة كي لا يعود لهم مجدداً 

فجمعوا 100 ألف دينار وكلفوا شيخهم بالذهاب إلى الخليفة.

دخل الشيخ لمجلس الخليفة وكان وقتها المغيرة حاضراً أيضاً فتكلم الشيخ مخاطباً الخليفة عمر رضي الله عنه: 

يا أمير المؤمنين جئتك من البحرين وأهلها يقرؤونك السلام ومعي 100 ألف دينار وضعها عندي المغيرة الذي سرقها من بيت مال المسلمين وها أنا أعيدها لك وأنا شاهدٌ على ذلك

… فنظر عمر رضي الله عنه إلى المغيرة وقال له: ما قولك؟

فقال المغيرة: إنه لكاذب فقد سرقت 200 ألف دينار وليس فقط 100 ألف فما أتى إلا بنصف المبلغ وما هو إلا سارق

فقال عمر رضي الله عنه: وما حملك على ذلك؟

فقال المغيرة: كثرة عيالي وقلة ذات اليد واحتجت هذا المبلغ وها أنا أعترف أمامك بسرقة 200 ألف دينار

فأخذ الرجل يقوم ويسقط من هول المفاجأة 

فقال: والله لم يعطيني أي دينار أو درهم وهذا المال جمعه أهل البحرين للكيد بالمغيرة كي لا تعيده إليهم.

فنظر عمر رضي الله عنه إلى المغيرة وقال له: كيف فعلت ذلك؟

فقال المغيرة: هذا الرجل يتهمني بالسرقة وهو يكذب

فأردت أن أخزيه فأخزاه الله)

حكم القصة: حسنة لا بأس بها

أخرجها أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (ج5/ص401) حدثني محمد بن سنان قال: حدثنا حسين بن حفص الأصبهاني قال: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال استعمل عمر رضي الله عنه، المغيرة على البحرين فكرهوه وأبغضبوه قال فعزله فخافوا أن يرد عليهم فقال دهقانهم - يعني رئيسهم - إن فعلتم ما آمركم به لن يرد علينا فقالوا مرنا بأمر قال تجمعوا لي مئة ألف فأحملها إلى عمر فأقول إن المغيرة اختار هذه ودفعها إلي ففعلوا فقال عمر للمغيرة ما يقول هذا قال كذب أصلحك الله كانت مائتي ألف فقال عمر ما أردت إلى هذا قال الحاجة والعيال فقال عمر للعلج ما يقول قال أصلحك الله والله ما دفع إلى قليل ولا كثير ولكنا خفنا أن يرد علينا فقال عمر للمغيرة ما أردت إلى هذا قال إن العلج كذب علي فأردت أن أخزيه.

- محمد بن سنان هو محمد بن سنان بن يزيد القزاز البصري قال الدارقطني لا بأس به (سؤالات الحاكم للدارقطني ص133)
- حسين بن حفص الأصبهاني هو أبو محمد الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني قال أبو حاتم الرازي صالح محله الصدق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص50)
- هشام بن سعد صدوق في حفظه كلام لكنه حس الحديث في شيخه زيد بن أسلم فقد قال الذهبي قال أبو داود أي السجستاني هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم (انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج4/ص243)

وقد توبع محمد بن سنان القزاز

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج60/ص30) أخبرنا أبو بكر اللفتواني ببغداد أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار أنا أبو ذر محمد بن أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني أنا أبو علي أحمد بن إبراهيم الصحاف نا أسيد بن عاصم نا الحسين يعني ابن حفص نا هشام بن سعد عن رجل سقط اسمه من الأصل أن عمر بن الخطاب استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين فكرهوه فعزله ثم خافوا أن يرد عليهم ثانية فقال دهقان لهم إن صنعتم ما آمركم لم يرد عليكم المغيرة قالوا مرنا بأمرك قال اجمعوا لي مائة ألف درهم قال فجمعوا له مائة ألف درهم فحمله إلى عمر فوضعه بين يديه فقال له عمر يا دهقان ما هذا قال إن المغيرة اختان هذا من مال الله ودفعه إلي فبعث عمر إلى المغيرة فدعاه فقال ما يقول هذا قال كذب أصلح الله الأمير دفعت إليه مائتي ألف قال ما حملك على ذا قال العيال والحاجة فقال عمر للدهقان ما تقول قال الدهقان ما دفع إلي شيئاً ولكن كرهناه فخفنا أن ترده علينا قال عمر للمغيرة ما أردت بقولك مائتي ألف قال كذب علي الخبيث فأحببت أن أخزيه.

- أبو بكر اللفتواني هو محمد بن أبي نصر شجاع بن أبي بكر أحمد بن علي الأصبهاني ثقة (انظر المنتخب من معجم شيوخ السمعاني ص1461 والتقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لابن نقطة ص68)

- أبو علي أحمد بن إبراهيم الصحاف هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زياد قال أبو الشيخ الأصبهاني ثقة (طبقات المحدثين لأبي الشيخ ج4/ص277)
- أسيد بن عاصم هو أبو الحسين الأصبهاني قال ابن أبي حاتم الرازي ثقة رضا (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص318)

ثم قال ابن عساكر ورواه بندار بن بشار عن حسين بن حفص عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه نحوه وهو الرجل الذي سقط اسمه من رواية اللفتواني

ثم قال ابن عساكر (ج60/ص31) كذلك رواه عبيد الله بن الحجاج بن منهال فيما قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ نا أحمد بن عبد الله ابن محمد وكيل أبي صخرة نا عبيد الله بن الجراح - تقدم أن ابن عساكر قال "الحجاج"- بن منهال نا الحسين بن حفص عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين فكرهوه وأبغضوه قال فعزله عنهم قال فخافوا أن يرده عليهم قال فقال دهقانهم إن فعلتم ما آمركم به لم يرد علينا قالوا مرنا بأمرك قال تجمعوا مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر فأقول إن المغيرة اختان هذا ودفعه إلي قال فدعا عمر المغيرة فقال ما يقول هذا قال كذب أصلحك الله إنما كانت مائتي ألف قال فما حملك على ذلك قال العيال والحاجة قال فقال عمر للعلج ما تقول قال لا والله لأصدقنك أصلحك الله والله ما دفع إلي قليلاً ولا كثيراً قال فقال عمر للمغيرة ما أردت إلى هذا قال الخبيث كذب علي فأحببت أن أخزيه.

- أبو محمد السلمي هو عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس الحداد قال ابن عساكر وكان سهلاً في الرواية قرأت عليه كثيراً من مسموعاته وإجازته وكان ثقة مستوراً (انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ج36/ص435)

- أبو بكر الخطيب هو أحمد بن علي بن ثابت صاحب تاريخ بغداد إمام لا يسأل عن مثله

- أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي هو عبيد الله بن أبي الفتح الأزهري ويعرف بابن السوادي قال الخطيب كان أحمد المكثرين من الحديث كتابة وسماعاً ومن المعتنين به والجامعين له مع صدق وأمانة وصحة واستقامة وسلامة مذهب وحسن معتقد ودوام درس للقرآن (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج12/ص120)

- أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ هو الإمام الجبل الدارقطني لا يسأل عن مثله

- أحمد بن عبد الله بن محمد وكيل أبي صخرة هو أبو بكر النحاس رَقِّيُّ الأصل ذكره يوسف القَوَّاس فِي جملة شيوخه الثقات (انظر تارريخ بغداد للخطيب ت بشار ج5/ص379)

- عبيد الله بن الحجاج بن منهال هو الأنماطي وقد روى عنه جماعة من الثقات وذكره له الدارقطني شيئاً في كتابه العلل قلت هو صدوق عندي تتبعت رواياته فوجدت أنهم يتابعونه عليها وما رأيت شيئاً أنكر عليه والله أعلم

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق