مدى صحة قال أبو عبد الرحمن السلمي عمن أخبره سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء لا يجاوز تراقيهم

قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي: إنا أخذنا القرآن عن قوم، فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا ما فيهن من العلم، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعاً، وإنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء، لا يجاوز تراقيهم، قال: بل لا يجاوز ههنا، ووضع يده تحت حنكه.

قلتُ: قوله (وأنه سيرث هذا القرآن...إلخ) ليس من قول أبي عبد الرحمن السلمي نفسه إنما هو يخبر عن الصحابة الذين أخبروه بدليل قوله (إنا أخذنا القرآن عن قوم، فأخبرونا..إلخ) والقوم هم الصحابة

حكم الأثر: صحيح وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود عن النبي ولا يصح كما سيأتي ولكن سيأتي مرفوعاً عن ابن مسعود عن النبي في معناه وهو صحيح

أخرجه محمد بن وضاح في البدع (ص170) من طريق الجبل عبد الرحمن بن مهدي وابن سعد في الطبقات الكبرى ط دار صادر (ج6/ص172) من طريق حفص بن عمر الحوضي والفريابي في فضائل القرآن (ص241) من طريق محمد بن عبيد بن حساب ثلاثتهم عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: إنا أخذنا القرآن عن قوم، فأخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا ما فيهن من العلم، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعاً، وإنه سيرث هذا القرآن قوم بعدنا يشربونه كشربهم الماء، لا يجاوز تراقيهم، قال: بل لا يجاوز ههنا، ووضع يده تحت حنكه [ولفظ الحوضي: بل لا يجاوز هاهنا ووضع يده على الحلق].

ولفظ محمد بن عبيد في آخره "وأنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز هذا، وأشار بيده إلى حنكه"

وهذا إسناد حسن صحيح

عطاء بن السائب كان قد اختلط لكن رواية حماد بن زيد عنه قبل الاختلاط قال يحيى بن سعيد القطان عطاء بن السائب تغير حفظه بعد وحماد يعني ابن زيد سمع منه قبل أن يتغير (الضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص398) وقال النسائي حديث حماد بن زيد عن ‌عطاء بن السائب صحيح (عمل اليوم والليلة للنسائي ص240)

وقد رواه قوم عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود عن النبي وكلها لا تصح

أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار في (ص81) ثنا طاهر، حدثني أبي، أخبرني إبراهيم بن طهمان، حدثني الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، أنه قال: سيجيء قوم يشربون العلم كشرب الماء لا يجاوز حناجرهم، ثم أخذ بأسفل لحيته ثم قال: لا بل لا يجاوز هاهنا.

الطبراني في المعجم الأوسط (ج1/ص251) حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: نا الحسين بن إدريس قال: نا سليمان بن أبي هوذة قال: نا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن يقرأ القرآن قوم يشربونه كشربهم الماء، لا يجاوز تراقيهم، ثم وضع يده على حلقه، فقال: لا يجاوز هاهنا.

الديلمي كما عند ابن حجر في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس (ج8/ص375-376) أخبرنا أبي أخبرنا الميداني أخبرنا أبو عمرو بن يحيى أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا ابن خزيمة حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا عبد الوارث عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود رفعه يرث هذا القرآن أقوام، يشربونه كما يشرب الماء لا يجاوز تراقيهم

الآجري في أخلاق أهل القرآن (ص99) حدثنا ابن عبد الحميد، قال: نا زهير بن محمد قال: أنا سعيد بن سليمان قال: أنا خلف يعني الواسطي، عن عطاء بن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن يقرئنا فقال يوماً: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليرتل هذا القرآن قوم يشربونه كما يشرب الماء لا يجاوز تراقيهم.

- أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي
- زهير بن محمد بن قمير

ابن المحب الصامت في صفات رب العالمين (ج5/ص674) أخبرنا علي بن هلال، أنبأنا علي بن هبة الله، أنا يحيى بن يوسف، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسن بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد، ثنا يحيى بن جعفر، أنا علي بن عاصم، انبأ عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرئنا العشر الآيات فلا يجاوزهن حتى نعلم ما فيهن، فقال يوماً: ليؤتين قوم هذا القرآن، يشربونه كما يشربون الماء، لا يجاوز تراقيهم، ثم خنق نفسه، قال: لا يجاوز هذا المكان.

- علي بن هلال هو أبو عبد الله علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن هلال الأزدي الدمشقي

وكل هذا لا يصح لأنهم حدثوا عن عطاء بن السائب بعد الاختلاط والصواب عن ابن مسعود عن النبي هو ما

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (ج21/ص536) وأحمد بن حنبل في مسنده ط الرسالة (ج6/ص380-381) والترمذي في سننه ت بشار (ج4/ص56) وابن ماجه في سننه ت عبد الباقي (ج1/ص59) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول الناس، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فمن لقيهم فليقتلهم فإن قتلهم أجر عند الله.

قال الترمذي وهذا حديث حسن صحيح

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق