مدى صحة قصة حراسة أبي أيوب للنبي في ليلة زواجه من صفية؟

في ليلة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية، وكانت قد أسلمت حديثاً وقف سيدنا أبو أيوب الانصاري حارساً على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كإجراء احترازي ومن دون طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أو علمه، وخوفاً عليه من الغدر والخيانة.

 شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيئ مريب ، فخرج يتفقده ، فإذا بأبي أيوب يحمل سلاحه ويقف خارجاً ، فيقول له عليه الصلاة والسلام : ما الذي تفعله يا أبا ايوب؟

فيقول : يا رسول الله لقد قُتِلَ والدها في الحرب، وأخاف أن تغدر بكَ، فوقفت حارساً أحرسك. 

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَرَسَكَ الله يا أبا أيوب حيّاً وميتاً"

حكم القصة: قلت بهذا اللفظ "حرسك الله يا أبا أيوب حياً وميتاً" لا أصل لها لكن روى بلفظ آخر

أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج4/ص30) أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني العدل، ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ خالد الحذاء، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بات أبو أيوب على باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر ومع أبي أيوب السيف فقال: يا رسول الله كانت جارية حديثة عهد بعرس، وكنت قتلت أباها وأخاها وزوجها، فلم آمنها عليك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: خيراً.

وهذا إسناد ظاهره الحسن

- عبد الله بن إسحاق الخراساني العدل قال الدارقطني فيه لين وقول الدارقطني هذا يختلف عن قوله "لين" ففرق بين العبارتين و"فيه لين" يعني ضعفه خفيف ووثقه الحاكم في مستدركه حيث قال في حديث هو في إسناده ورواته عن آخرهم أثبات ثقات (انظر المستدرك على الصحيحين ج1/ص172)
- يحيى بن جعفر بن الزبرقان يعرف بـِ يحيى بن أبي طالب وهو أبو بكر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان الواسطي البغدادي قال أبو حاتم الرازي محله الصدق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص134) وقال الدارقطني لا بأس به ولم يطعن فيه أحد بحجة (سؤالات الحاكم للدارقطني ص159)
‌- خالد الحذاء هو خالد بن مهران أبو المنازل البصري ثقة قال الخطيب حدث عنه محمد بن سيرين وعبد الوهاب بن عطاء وبين وفاتيهما ست وتسعون سنة (السابق واللاحق للخطيب ص192)

وقد توبع خالد الحذاء تابعه محمد بن عمر الواقدي متروك متهم بالكذب أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط الخانجي (ج10/ص122) والطبري في التاريخ (ج11/ص610) أخبرنا محمد بن عمر، حدثنى كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبى هريرة قال: فذكره.


حديث ابن عباس

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط الخانجي (ج2/ص109) ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم (ج5/ص250) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج16/ص45) أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي أهل الكوفة، أخبرنا عيسى بن المختار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يخرج من خيبر قال القوم: الآن نعلم أسرية صفية أم أمرأة، فإن كانت امرأة فإنه سيحجبها، وإلا فهى سرية: فلما خرج أمر بستر فستر دونها فعرف الناس أنها امرأة، فلما أرادت أن تركب أدنى فخذه منها لتركب عليها فأبت ووضعت ركبتها على فخذه ثم حملها، فلما كان الليل نزل فدخل الفسطاط ودخلت معه، وجاء أبو أيوب فبالت عند الفسطاط معه السيف واضع رأسه على الفسطاط فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمع الحركة فقال: من هذا؟ فقال: أنا أبو أيوب! فقال: ما شأنك؟ قال: يا رسول الله جارية شابة حديثة عهد بعرس، وقد صنعت بزوحها ما صنعت، فلم آمنها، قلت إن تحركت كنت قريباً منك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحمك الله يا أبا أيوب! مرتين.

وهذا إسناد ضعيف وهو شاهد للقصة

- بكر بن عبد الرحمن قاضي أهل الكوفة هو أبو عبد الرحمن  بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى الأنصاري قال الدارقطني ثقة (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص19)
- عيسى بن المختار هو عيسى بن المختار بن عبد اللهِ بن أبي ليلى الأنصاري قال الدارقطني ثقة (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص54 والطبقات الكبرى لابن سعد ط العلمية ج6/ص356)
- محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى صدوق ضعيف
- الحكم لم يسمع هذا من مقسم قال شعبة بن الحجاج أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث. قلت وهذا ليس من الخمسة التي سمعها من مقسم (انظر مسند علي بن الجعد ص62)

ثم قال ابن عساكر رواه غيره عن مقسم فقال عن جابر أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو طاهر قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري أنا أبو عبد الله المحاملي إملاء نا عبد الله بن شبيب حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن مقسم أبي القاسم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بصفية يوم خيبر وأتي برجلين أحدهما زوجها والآخر أخوها فذكر الحديث قال وبات أبو أيوب ليلة عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور حول خباء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الوطء قال من هذا قال أنا خالد بن زيد فرجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك قال ما نمت هذه الليلة مخافة هذه الجارية عليك فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع.

وهذا إسناد هالك ساقط والأصح الإسناد الأول أي مقسم عن ابن عباس

- أبو عبد الله المحاملي هو الحسين بن إسماعيل
- عبد اللَّه بن شبيب هو أبو سعيد الربعي متروك ضعيف جداً
- أبو بكر بن أبي شيبة ليس هو الإمام الحافظ الثقة المشهور إنما هو أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي صدوق تكلموا في حفظه
- عمر بن أبي بكر المؤملي متروك الحديث قال أبو حاتم الرازي ذاهب الحديث متروك الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص100)
- عبد الله بن أبي عبيدة هو عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال ابن سعد وكان عبد الله عالماً (الطبقات الكبرى ط العلمية ج5/ص455)


حديث عروة بن الزبير

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج16/ص46) وهو في دلائل النبوة للبيهقي مطولاً (ج4/ص231-233) أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي نا أبو علاثة نا أبي نا ابن لهيعة نا أبو الأسود عن عروة بن الزبير قال لقد بات أبو أيوب ليلة دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني صفية بنت حيي قائما قريبا من قبته آخذا بقائم السيف حتى أصبح فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة كبر أبو أيوب حين أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بالك يا أبا أيوب قال لم أرقد ليلتي هذه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يا أبا أيوب قال لما دخلت بهذه المرأة ذكرت أنك قتلت أباها وأخاها وزوجها وعامة عشيرتها فخفت لعمرو الله أن تغتالك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له معروفاً.

وهذا إسناد ضعيف ثم هو مرسل ومراسيل عروة قوية إلا أن الإسناد هنا ضعيف وهو شاهد للقصة

- أبو جعفر البغدادي هو  محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل نزيل سمرقند ثقة
- أبو علاثة هو محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال أبو الحسن ابن القطان وأما ابنه محمد فيكنى أبا علاثة حدث عن أبيه وغيره وكان ثقة قاله أبو سعيد بن يونس في كتابه في تاريخ المصريين قال: وقد رأيته وذكر وفاته سنة اثنتين وسبعين ومائتين (بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام لابن القطان 535/3)
- ابن لهيعة صدوق ضعيف وقد صرح بالتحديث
- أبي هو أبو الحسن عمرو بن خالد الحراني قال أبو حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص230)
- أبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المدني يتيم عروة بن الزبير ثقة

وقال ابن هشام في السيرة ت السقا (ج2/ص339) قال ابن إسحاق: ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية، بخيبر أو ببعض الطريق، وكانت التي جملتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سليم بنت ملحان، أم أنس بن مالك. فبات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له، وبات أبو أيوب خالد بن زيد، أخو بني النجار متوشحا سيفه، يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويطيف بالقبة، حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى مكانه قال: مالك يا أبا أيوب؟ قال: يا رسول الله، خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني.

مرسل معضل

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق