مدى صحة حديث إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم وومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه.

حكم: غلط مرفوعاً إلى النبي والصواب أنه موقوف على أبي الدرداء من قوله ومع ذلك فالإسناد ضعيف لانقطاعه وله شواهد مرفوعة سنذكرها في موضعها

سأذكر باختصار ثم اذكر المصادر بعد ذلك بالتفصيل

- رواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي وأبو مالك عبد الملك بن الحسين النخعي وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري وجرير بن عبد الحميد الضبي ووكيع بن الجراح وأبو وهب عبيد الله بن عمرو الرقي الأسدي وعكرمة بن إبراهيم الأزدي سبعتهم عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء موقوفاً

وهذا إسناد منقطع رجاء بن حيوة لم يدرك أبا الدرداء

- ورواه سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه

فرواه عبد الله بن وهب المصري ثقة حافظ عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء موقوفاً

وخالفه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني متروك متهم بالكذب فرواه عن سفيان الثوري عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء عن الرسول أي مرفوعاً

والصواب رواية ابن وهب فهو ثقة حافظ وهي الموافقة لرواية الجماعة

- ورواه إسماعيل بن مجالد، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا غلط من إسماعيل بن مجالد ليس بالمتين والصواب ما رواه الجماعة بلا شك فهم كثيرون بينهم ثقات حفاظ أثبات كالثوري وأبي عوانة ووكيع

وله شواهد

- رواه محمد بن الصلت عن عثمان بن مقسم البري عن قتادة عن أنس عن النبي

وهذا باطل وعثمان البري ليس بشيء ارمِ بهِ

وسيأتي شاهد آخر لجملة "إنما العلم بالتعلم" من حديث معاوية بن أبي سفيان

وأما المصادر

آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (الأثر برقم 116) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي وأبي مالك عبد الملك بن الحسين النخعي كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء، قال: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوقى الشر يوقّه.

ابن حبان في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ط العلمية (ص210) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتوخ الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه.

أبو خيثمة في العلم (ص28) من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء، قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه.

هناد بن السري في الزهد (ج2/ص605) من طريق وكيع بن الجراح، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة الكندي، عن أبي الدرداء قال: ثلاث من فعلهن لم يسكن الدرجات العلى ولا أقول الجنة: من تكهن أو استقسم أو رجعه من سفر تطير إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه.

ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج18/ص98) من طريق أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي والبيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج13/ص237) من طريق العلاء بن هلال الباهلي كلاهما عن أبي وهب عبيد الله بن عمرو الرقي الأسدي عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوية عن أبي الدرداء قال إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتخير الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه ثلاث لا ينالون الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا.

ابن أبي الدنيا في الحلم (ص43) من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، قال: قال أبو الدرداء: إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه.

ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص545) أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، نا علي بن محمد، نا أحمد بن أبي سليمان، نا سحنون، نا ابن وهب ثنا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي الدرداء قال: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه، ثلاث من فعلهن لم يسكن الدرجات العلى لا أقول الجنة، من تكهن أو استسقم أو رجع من سفره لطيرة.


حديث أنس بن مالك مرفوعاً إلى النبي

أخرجه العسكري من طريق محمد بن الصلت، حدثنا عثمان البزي عن قتادة عن أنس مرفوعاً (المقاصد الحسنة للسخاوي ص183)

قلت عثمان البزي بالزاي المعجمة تصحيف وصوابه "البري" بالراء المهملة وهو أبو سلمة عثمان بن مقسم


حديث معاوية بن أبي سفيان

أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج1/ص79) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص253) ومحمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي الجرجاني في أماليه ثلاثتهم من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، قال: أخبرني محمد بن شعيب بن شابور، عن عتبة بن أبي حكيم الهمداني، عن مكحول، أنه حدثه عن معاوية بن أبي سفيان، قال وهو يخطب على المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا أيها الناس: إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء، ولن تزال أمة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون من خالفهم، ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون.

هكذا ليس بين مكحول ومعاوية رجل

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج19/ص395) من طريق أحمد بن المعلى الدمشقي وفي مسند الشاميين (ج1/ص431) من طريق أبي الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي كلاهما عن هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عتبة بن أبي حكيم، [زاد أحمد بن أنس بن مالك في السند: حدثني مكحول] عمن حدثه، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء [زاد أحمد بن أنس بن مالك: ولن تزال أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كارهون].

هكذا عمن حدثه

والصواب عندي مكحول عن معاوية ليس بينهما أحد وهو مرسل لأن مكحول لم يسمع من معاوية وعتبة بن أبي حكيم مختلف عليه وثقه بعضهم وضعفه آخرون

وأخرج نعيم بن حماد في الفتن (ج2/ص602) حدثنا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن مكحول، عن معاوية، رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون.

والمقصد من هذا الإسناد أنه ليس بين مكحول ومعاوية أحد

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق