مدى صحة حديث لا يجامعن أحدكم وبه حقن من خلاء أو بول فإنه يكون منهما البواسير

لا يجامعن أحدكم وبه حقن من خلاء أو بول فإنه يكون منهما البواسير ولا يجامعن أحد منكم وبه حقن من بول فإنه منه يكون النواصير.

حكم الحديث: باطل موضوع

قال السخاوي رواه المستغفري - ولد سنة 350 هجري - من طريق الحسن عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انظر الأجوبة المرضية ج1/ص314)

قلت لم أقف على رواية المستغفري لكن أخرجه ابن النجار كما عند المتقي الهندي في كنز العمال (ج16/ص566) وعند السيوطي في المحاضرات والمحاورات 369) أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي علي الهاشمي أن أبا الحسن أحمد بن محمد الفينقي [وعند السيوطي: العتيقي] أخبره أنبأنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي ثنا محمد بن يحيى الصولي أنبأنا أبو العيناء محمد بن القاسم مولى بني هاشم ثنا مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم أبو القاسم الكاتب ثنا أبي وكان يكتب لإبراهيم بن المهدي ثنى محمد بن مسلمة الضبي قال سمعت المهدي بن المنصور أمير المؤمنين يقول حدثني المبارك بن فضالة عن الحسن - هو البصري - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجامعن أحد منكم وبه حقن من خلاء، فإنه يكون منه البواسير، ولا يجامعن أحد منكم وبه حقن من بول فإنه منه يكون النواصير.

الفينقي تصحيف صوابه "العتيقي" وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقاً وقال سمعت أبا القاسم الأزهري ذكر أبا الحسن العتيقي فأثنى عليه خيراً ووثقه وذكر الخطيب أن مولده كان سنة 367 هجري ووفاته سنة 441 هجري (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص36)

وأخرجه أبو طاهر السلفي في الثاني والعشرين من المشيخة البغدادية (ص10-11) أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال أخبرنا العتيقي، والديباجي، قالا: نا محمد بن يحيى الصولي به وفي آخره "الحصين" بدل "الحسن" وهو تصحيف

قلت ولعل البعض يتوهم فيظن أن العتيقي ها هنا متابع للديباجي وليس كذلك وهذا تصحيف في الإسناد وصوابه "العتيقي والجوهري أو غيره" كلاهما عن "الديباجي" وذلك أن العتيقي لم يدرك محمد بن يحيى الصولي فالصولي مات سنة 335 هجري بينما العتيقي ولد سنة 367 هجري فوجب التنبيه (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص675)

والخلاصة هذا الحديث مداره على

- أبي محمد سهل بن أحمد الديباجي قال الأزهري كان كذاباً رافضياً زنديقاً وقال محمد بن أبي الفوارس كان سهل الديباجي آية ونكالاً في الرواية وكان رافضياً غالياً فيه وكتبنا عنه كتاب محمد بن محمد بن الأشعث لأهل البيت مرفوع ولم يكن له أصل نعتمد عليه ولا كتاب صحيح وكان مولده سنة 289 هجري ووفاته سنة 380 (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج10/ص176)

- وعلى أبي العيناء محمد بن القاسم ضعيف قال الدارقطني ليس بقوي في الحديث (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص284)

-  وعلى مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم أبي القاسم الكاتب مجهول

- أبي هو عبد الرحمن بن مسلم الكاتب مجهول

- محمد بن مسلمة الضبي مجهول

- المهدي بن منصور هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي

- المبارك بن فضالة صدوق لكنه مدلس ولم يصرح بالتحديث قال أبو زرعة الرازي يدلس كثيراً فإذا قال حدثنا فهو ثقة، وقال أحمد بن حنبل كان يدلس عن الحسن ومرة قال كان مبارك يرسل عن الحسن قيل يدلس؟ قال نعم وقال العقيلي حدثني الخضر بن داود حدثنا أبي قلت لأبي عبد الله مبارك بن فضالة أحب إليك أو الربيع؟ فقال: مبارك إذا قال سمعت الحسن، وقال المروذي سألت أحمد بن حنبل عن مبارك بن فضالة قال ما روى عن الحسن يحتج به (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص339، وسؤالات أبي داود للإمام أحمد ص328 والمعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ج2/ص633، والضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص224، وكتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي وغيره ص83)


- الحس هو البصري ثقة لكنه مدلس ولم يصرح بالتحديث

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق