قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك.
قال الواحدي يقال للقناة التي تجري في بطن الأرض كظامة لامتلائها بالماء كامتلاء القربة المكظومة ومنه الحديث كيف بك إذا بعجت مكة كظائم (التفسير البسيط للواحدي ج5/ص596)
حكم الأثر: جيد وأجبن أن أقول صحيح فضلاً عن أن أقول قوله مرفوع إلى النبي
1) عطاء العامري عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج21/ص234) من طريق غندر محمد بن جعفر والفاكهي في أخبار مكة الطبعة الرابعة (ج3/ص56) من طريق أبي عبد الرحمن المؤمل بن إسماعيل البصري كلاهما عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال: كانت آخذا بلجام دابة عبد اللَّه بن عمرو فقال: فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك.
وقد توبع شعبة بن الحجاج
1- تابعه هشيم بن بشير السلمي أخرجه أبو عبيد الهروي في غريب الحديث ط المصرية (ج1/ص340) حدثني هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: [وفيه] إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم، وساوى بناؤها رؤوس الجبال، فاعلّم أن الأمر قد أظلك، فخذ حذرك.
2- وتابعه شريك بن عبد الله النخعي القاضي أخرجه علي بن الجعد في مسنده (ص311) وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (ج4/ص895) من طريق إسحاق بن أبي يحيى الكعبي متروك الحديث كلاهما عن شريك، عن يعلى، عن أبيه، أن عبد الله بن عمرو قال: [وفيه] ويعلو البنيان على رءوس الجبال، فإذا رأيت ذلك فقد أظلك الأمر.
والد يعلى هو عطاء العامري مجهول
2) مجاهد بن جبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة الطبعة الرابعة (ج3/ص56-57) حدثنا بكر بن خلف، قال: ثنا المؤمل، قال: ثنا شعبة، قال: يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، قال: قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يا مجاهد، إذا رأيت الماء بطريق مكة، ورأيت البناء يعلو أخشبيها فخذ حذرك.
المؤمل صدوق لكنه ضعيف وقد روى هذا عن شعبة فلا أدري هل خالف في هذا غندراً أم أنه صحيح وقد رواه غيره عن يزيد بن أبي زياد
أخرجه عبد الرزاق في التفسير (ج3/ص183) ومن طريقه الفاكهي في أخبار مكة الطبعة الثانية (ج1/ص340) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: إذا رأيت البناء ارتفع إلى أبي قبيس، وجرى الماء في الوادي فخذ حذرك.
وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (ج1/ص43) حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر (1)، رضي الله عنهما أنه رأى بنياناً على أبي قبيس فقال: يا مجاهد، إذا رأيت بيوت مكة قد ظهرت على أخاشبها، وجرى الماء في طرقها، فخذ حذرك.
- نعيم بن حماد صدوق لكنه ضعيف
- (1) قلت "ابن عمر" تصحيف أو خطأ وصوابه "ابن عمرو" بالواو
والخلاصة مداره على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف مدلس لكن تابعه الأعمش ولم يذكر "جرى الماء في طرقها"
أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث (ج2/ص544) حدثنا عثمان - هو ابن أبي شيبة -، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو: إذا ظهرت بيوت مكة على أخاشبها فخذ حذرك.
والأعمش في سماعه من مجاهد كلام أي يدلس عنه وقد سمع منه القليل فالله أعلم
وقد توبع أبو معاوية الضرير لكنها متابعة واهية أخرجها عبد الله الربعي في المنتقى من أخبار الأصمعي (ص100) حدثنا أحمد بن عبيد، ثنا الهيثم بن عدي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: إذا ظهرت بيوت مكة على أخشابها فخذ حذرك.
- أحمد بن عبيد هو هو أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي ضعيف
- الهيثم بن عدي ساقط قال يحيى بن معين ليس بثقة كان يكذب ومرة ليس بشيء (انظر تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص363 والكامل لابن عدي والضعفاء الكبير للعقيلي وتاريخ بغداد) وقال العجلي كذاب وقد رأيته (الثقات للعجلي ط الدار ج2/ص337 وتاريخ بغداد للخطيب) وقال إبراهيم الجوزجاني ساقط قد كشف قناعه (أحوال الرجال لإبراهيم الجوزجاني ص339 وتاريخ بغداد) وقال أبو زرعة الرازي ليس بشيء (الضعفاء لأبي زرعة الرازي ج2/ص431 وتاريخ بغداد) وقال البخاري سكتوا عنه (التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود ج8/ص218 والضعفاء الصغير للبخاري والكامل لابن عدي والضعفاء الكبير للعقيلي)
3) يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (ج1/ص282) حدثني جدي عن مسلم بن خالد، عن ابن خثيم، عن يوسف بن ماهك قال: كنت جالساً مع عبد الله بن عمرو بن العاص في ناحية المسجد الحرام إذ نظر إلى بيت مشرف على أبي قبيس فقال: أبيت ذلك؟ فقلت: نعم، فقال: إذا رأيت بيوتها يعني بذلك مكة، قد علت أخشبيها وفجرت بطونها أنهاراً، فقد أَزِفَ الأمر.
- الأزرقي صاحب المصنف لم نجد فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو في عداد المجهولين وتفرد بهذا والله أعلم
- مسلم بن خالد هو الزنجي
قال البخاري منكر الحديث ومرة قال ذاهب الحديث (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج7/ص260 والعلل الكبير للترمذي ص191)
وقال علي بن المديني ليس بشيء ومرة قال منكر الحديث ما كتبت عَنْهُ وما كتبت عن رجل عنه ومرة قال كان عندنا ضعيفاً ليس بالقوي (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج7/ص260 والضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص150 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص183 والكامل في ضعفاء الرجال ج8/ص7 وسؤالات عثمان بن أبي شيبة لابن المديني ص114)
وقال أبو حاتم الرازي ليس بذاك القوى منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به تعرف وتنكر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص183)
وذكره أبو زرعة الرازي في أسامي الضعفاء (سؤالات البرذعي لأبي زرعة ت الأزهري ص361)
وقال النسائي ضعيف (الضعفاء والمتروكون للنسائي ص97)
وقال أبو بكر المروذي عن أحمد بن حنبل في مسلم بن خالد أنه حرك يده ولينه (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي ص46)
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ليس يعبأ بحديثه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج1/ص323)
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث كثير الغلط والخطأ في حديثه وكان في بدنه نعم الرجل ولكنه كان يغلط (الطبقات الكبرى ط صادر ج5/ص499)
وقال الدارقطني: مسلم بن خالد وهو سيئ الحفظ ضعيف مسلم بن خالد ثقة إلا أنه سيئ الحفظ (سنن الدارقطني ج3/ص466) يعني يقصد الدارقطني بقوله ثقة أنه صدوق لا يكذب لكنه سيء الحفظ فيخطئ ويتوهم
وقال يحيى بن زكريا الساجي: صدوق كثير الغلط صاحب رأي وفقه (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج11/ص172)
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي سمعت مشايخ مكة يقولون كان له حلقة أيام ابن جريج وكان يطلب ويسمع ولا يكتب وجعل سماعه سفتجة فلما احتيج إليه وحدث كان يأخذ سماعه الذي قد غاب عنه (المعرفة والتاريخ ت العمري ج3/ص51)
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن معين ضعيف بينما قال غيره عن يحيى ثقة
وقال ابن عدي هو حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به (الكامل في ضعفاء الرجال ج8/ص11)
- ابن خثيم هو أبو عثمان عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي صدوق لكن فيه كلام من جهة حفظه أيضاً
هذا والله أعلم