مدى صحة حديث لا صلاة لمن لا يمس أنفه الأرض ما يمس الجبين

حديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لا يمس أنفه الأرض ما يمس الجبين.

حكم الأثر: ضعيف لا يصح وأخطأ الألباني وابن الجوزي في تصحيحه وسنناقش قولهما عندما يأتي

[1] عاصم بن سليمان الأحول البجلي عن عكرمة

1) شعبة عن عاصم واختلف عنه

أخرجه السنن الكبرى للبيهقي ط العلمية (ج2/ص149) من طريق سليمان بن عبيد الله الغيلاني والدارقطني في السنن (ج2/ص156) من طريق الجراح بن مخلد كلاهما عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة عن شعبة عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يصلي، فإذا سجد لم يمس أنفه الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لا يمس أنفه الأرض ما يمس الجبين. ولفظ الدارقطني "لا صلاة لمن لم يضع أنفه علي الأرض".

أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج1/ص404) أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ إبراهيم بن عبد السلام، ثنا الجراح بن مخلد، ثنا أبو قتيبة، ثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا صلاة لمن لم يمس أنفه الأرض. وقال الحاكم قبل أن يسوق الحديث: وقد أوقفه شعبة عن عاصم
- إبراهيم بن عبد السلام هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد السلام بن محمد بن شاكر الوشاء الضرير قال الدارقطني ضعيف (سؤالات الحاكم للدارقطني ص101 وص121) وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي صالح في الرواية لكن يروي أحاديث منكرة (لسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج1/ص312)

وهذا غلط والصواب عن أبي قتيبة الرفع

قال ابن الجوزي في حديث أبي قتيبة هذا والرفع زيادة وهي من الثقة مقبولة (التحقيق في أحاديث الخلاف ج1/ص392)

قلت ليست مقبولة فقد خولف سلم بن قتيبة خالفه ثلاثة فأرسلوه عن شعبة

1- خالفه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص189) حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يضع أنفه في الصلاة فلا صلاة له.
- ابن المثنى هو أبو موسى محمد بن المثنى العنزي ثقة

2- وخالفه سعيد بن الربيع الهروي أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص190) حدثني أبو سفيان الغنوي يزيد بن عمرو، قال: حدثنا سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، قال: سمعت عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يضع أنفه على الأرض في سجوده فلا صلاة له.
- أبو سفيان يزيد بن عمرو الغنوي ذكره ابن حبان في الثقات (ج9/ص277)
- أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي ثقة قال أحمد بن حنبل ثقة وقال أبو حاتم الرازي صدوق (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي ج4/ص20)

3- وخالفه أبو عبد الرحمن أسود بن عامر الشامي المعروف بشاذان أخرجه أبو جعفر البختري الرزاز في الحادي عشر من فوائده (الحديث برقم 124) حدثنا أحمد، قال حدثنا شاذان، قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن عكرمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يسجد على أنفه فلا صلاة له.
- أحمد هو أبو بكر أحمد بن الوليد الفحام قال الخطيب ثقة (تاريخ الخطيب ت بشار ج6/ص420)

4- وخالفه جابر بن يزيد الجعفي متروك الحديث أخرجه أبو جعفر البختري الرزاز في الحادي عشر من فوائده (الحديث برقم 125) حدثنا أحمد، قال: حدثنا شاذان، قال: أخبرنا شريك عن جابر - هو الجعفي متروك -، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

والخلاصة الصواب عن شعبة مرسلاً

2) سفيان الثوري عن عاصم واختلف عنه

الدارقطني في السنن (ج2/ص157) وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج1/ص404) من طريق الجراح بن مخلد والبيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج2/ص149) من طريق سليمان بن عبيد الله الغيلاني كلاهما عن أبي قتيبة [زاد البيهقي: سلم بن قتيبة]، ثنا سفيان الثوري، ثنا عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى رجلاً يصلي ما يصيب [ولفظ البيهقي: يمس بدل يصيب] أنفه من الأرض، فقال: لا صلاة لمن لا يصيب [ولفظ البيهقي: لا يمس] أنفه من الأرض ما يصيب [ولفظ البيهقي: ما يصيب] الجبين. قال الدارقطني والصواب عن عاصم عن عكرمة مرسلاً.

وقد خولف أبو قتيبة

1- خالفه عبد الرزاق كما في مصنفه ط التأصيل الثانية (ج2/ص467) عن الثوري، عن عاصم، عن عكرمة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي، أو امرأة، فقال: لا يقبل الله صلاة لا يصيب الأنف منها ما يصيب الجبين.

2- وخالفه أبو هشام حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني أخرجه حرب الكرماني في مسائله ت السريع (ص438) حدثنا محمد، ثنا حسان (٢) عن عكرمة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة لا يصيب الأنف منها ما يصيب الجبين.
- محمد هو أبو هشام محمد بن نصر بن سعيد الكرماني
- حسان هو أبو هشام ‌حسان بن إبراهيم بن عبد الله الكرماني
- (٢) قال محققه: ضبب هنا، إشارة إلى سقط، فحسان يرويه عن سفيان -مثل الذي قبله-، عن عاصم الأحول، عن عكرمة

3- وخالفه أبو محمد الحسين بن حفص الأصبهاني أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج2/ص150) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان قال: حدثني عاصم الأحول، عن عكرمة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل أو امرأة لا يضع أنفه إذا سجد، فقال: لا تقبل صلاة لا يصيب الأنف من الأرض ما يصيب الجبين. قال البيهقي

والصواب عن الثوري المرسل

3) عبدة بن سليمان الكوفي عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

قال البيهقي السنن الكبرى ط العلمية (ج2/ص150) وكذلك رواه عبدة بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن عكرمة مرسلاً

قلتُ: رواية أبي محمد عبدة بن سليمان الكوفي أخرجها الترمذي في العلل الكبير (ص70) حدثنا هناد - هو ابن السري -، حدثنا عبدة، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجزي صلاة إلا بمس الأنف من الأرض ما يمس الجبين.

4) سفيان بن عيينة عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

قال البيهقي السنن الكبرى ط العلمية (ج2/ص150) وكذلك رواه سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول، عن عكرمة مرسلاً

قلت روي متصلاً وهو غلط أخرجه الديلمي كما عند ابن حجر في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس (ج7/ص479-480) من طريق أبي نعيم حدثنا أبو علي بن الصواف حدثنا بشر بن موسى حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي حدثنا سفيان عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس رفعه: لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما أمس الجبين.

هكذا علقه ابن حجر بين الديلمي وأبي نعيم الأصبهاني وهذا إسناد غلط عندي! لا أدري أفي النسخة خطأ أم من الرواة عن أبي نعيم والصواب عن سفيان  بن عيينة الإرسال كما أشار إليه البيهقي

5) إسماعيل بن علية عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص189) حدثني يعقوب بن إبراهيم - هو الدورقي -، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا عاصم الأحول، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: في الذي لا يسجد على أنفه أنه لا صلاة له.

6) محاضر بن المورع عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه ابن المنذر في الأوسط (ج3/ص175) بتصرف حدثني أبو أحمد، قال: أخبرنا محاضر، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم إنساناً لا يمس أنفه الأرض، فقال: لا تقبل صلاة لا يمس الأنف ما يمس الجبين.
- أبو أحمد هو محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء النيسابوري ثقة

7) محمد بن فضيل بن غزوان الضَّبِّيُّ عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج3/ص77) حدثنا ابن فضيل عن عاصم عن عكرمة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على إنسان ساجد لا يضع أنفه في الأرض، فقال: من صلى صلاة لا يصيب الأنف ما يصيب الجبين لم تقبل صلاته.

8) معمر بن راشد عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج2/ص467) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن عكرمة مولى ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تسجد وترفع أنفها، فقال فيها قولاً شديداً في الكراهة؛ لرفعها أنفها.

9) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه أبو داود السجستاني في المراسيل (ص95) حدثنا أبو توبة، حدثنا أبو إسحاق يعني الفزاري، عن عاصم، عن عكرمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى رجلاً يصلي لا يمس أنفه الأرض فقال: «لا تفعل»، أو قال: «لا تجزئ صلاة لا يمس الأنف»، أو قال: «لا يصيب الأنف منها ما يمس أو يصيب الجبين».

قال أبو داود: وقد أُسْنِدَ هذا الحديث، وهذا أصح. قلت يقصد أن المرسل أصح
- أبو توبة هو الربيع بن نافع الحلبي قال أبو حاتم الرازي ثقة صدوق حجة وأثنى عليه أحمد بن حنبل وقال لا أعلم إلا خيراً (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص470-471)

10) أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي الكوفي عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه ابن عدي في الكامل (ج6/ص411) حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان، قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عاصم بن سليمان، عن عكرمة قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي تمس جبهته مصلاه، ولا يمس أنفه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة رجل لا يمس أنفه مصلاه.
- محمد بن يحيى بن سليمان هو أبو بكر المروزي الوراق صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي قال الخطيب ثقة وقال الدارقطني صدوق (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص668)
- خلف بن هشام هو أبو محمد البزار المقرئ ثقة

11) حماد بن سلمة عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

ذكره ابن عبد البر في التمهيد ت بشار (ج14/ص430) حيث قال: وقد روى حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لم يضع أنفه بالأرض فلا صلاة له.

12) جرير بن عبد الحميد عن عاصم عن عكرمة مرسلاً

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص189) حدثنا ابن حميد - متروك الحديث -، قال: حدثنا جرير، عن عاصم، عن عكرمة، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على إنسان يسجد ولا يضع أنفه على الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة لا يصيب الأنف فيها ما تصيب الجبهة، لم تقبل له صلاة.

والخلاصة رواه شعبة وسفيان الثوري واختلف عنهما في الرفع والإرسال والصواب عنهما الإرسال ورواه عبدة بن سليمان وسفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية ومحاضر بن المورع ومحمد بن فضيل الضبي ومعمر وأبو إسحاق الفزاري وأبو الأحوص وحماد بن سلمة جميعاً عن عاصم بن سليمان الأحول عن عكرمة مرسلاً وهو الصواب

وخالفهم سعيد بن الفضل القرشي ضعيف أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص188) حدثني عبد الله بن يوسف الجبيري، قال: حدثنا سعيد بن الفضل، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: من سجد فلم يضع أنفه على الأرض فلم يصل.

- عبد الله بن يوسف الجبيري قلت "عبد الله" تصحيف وصوابه "عبيد الله" بالتصغير
- سعيد بن الفضل هو أبو عثمان سعيد بن الفضل بن ثابت البصري القرشي ضعيف قال البرذعي سألت أبا زرعة عن سعيد بن الفضل القرشي فقال: لا أعرفه فقال لي أبو حاتم وكان حاضراً أعرفه منكر الحديث (الضعفاء لأبي زرعة الرازي ج2/ص489) وقال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه أبي حاتم الرازي ليس بالقوي منكر الحديث (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص55) وقال الحسين بن سلمة بن أبي كبشة اليحمدي وكان ثقة (تاريخ دمشق لابن عساكر ج21/ص277)

وأيضاً أخرجه ابن عدي في الكامل (ج5/ص155 وج6/ص412) من طريق محمد بن محمد بن سليمان وإسحاق بن إبراهيم بن يونس وبقية بن الوليد وأبو بكر بن المقرئ في معجمه (ص145) من طريق أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا والطبراني في المعجم الأوسط (ج4/ص250) من طريق علي بن سعيد الرازي وفي المعجم الكبير (ج11/ص333) من طريق الحسن بن علي المعمري والإسماعيلي في معجم أسامي شيوخه (ج2/ص677) من طريق أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني سبعتهم عن يحيى بن عثمان [زاد الطبراني: الحمصي]، حدثنا محمد بن حمير [وعند ابن المقرئ: ابن حميد] عن الضحاك بن حمرة [وعند ابن المقرئ: الضحاك بن حمزة بالزاي] عن منصور بن زاذان، عن عاصم البجلي، عن عكرمة، عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: من لم يلصق أنفه مع جبهته بالأرض إذا سجد لم تجز صلاته. 

ولفظ ابن المقرئ "لا تجزي صلاة لا يمس الأنف من الأرض ما يمس الجبين".
ولفظ الطبراني "من لم يلزق أنفه مع جبهته بالأرض في سجوده لم تقبل صلاته".

وهذا إسناد ضعيف

- يحيى بن عثمان هو يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي
- محمد بن حمير و"حميد" بالدال المهملة تصحيف
- الضحاك بن حمرة و"حمزة" بالزاي المعجمة تصحيف وهو الأملوكي الواسطي أصله شامي قال البخاري منكر الحديث مجهول (ميزان الاعتدال للذهبي ج2/ص322 وتاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج4/ص89) وقال النسائي ليس بثقة (الضعفاء والمتروكون للنسائي ص59) وقال يحيى بن معين ليس بشيء ومرة ليس بذاك (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص379 والكامل لابن عدي ج5/ص153) وقال إبراهيم السعدي الجوزجاني غير محمود الحديث (أحوال الرجال للسعدي ص292) وقال الدارقطني يعتبر به ومرة ليس بالقوي (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص38 وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج7/ص14) وقال ابن القيسراني متروك الحديث (ذخيرة الحفاظ ج4/ص2297) وقال إسحاق بن راهويه ثقة (أسماء الثقات لابن شاهين ص120) وقال مغلطاي قال ابن زنجويه في كتاب الترغيب تأليفه: ثنا أبو إسحاق ثنا بقية بن الوليد عن الضحاك بن حمرة، قال: وكان الضحاك ثقة في الحديث (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج7/ص13)

وقال إسحاق بن منصور الكوسج للإمام أحمد بن حنبل إذا لم يسجد على أنفه؟ قال: حديث عاصم عن عكرمة ما أجترئ أن أحكم به قال إسحاق: كما قال لإرساله (مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه للكوسج ج2/ص561-562)

[مناقشة قول الألباني رحمه الله]

قال الألباني بما معناه أن أبا قتيبة سلم بن قتيبة رواه عن سفيان الثوري وشعبة عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي ثم قال الألباني سلم صدوق من رجال البخاري في صحيحه ولم يتفرد بوصله، فقد أخرجه الطبراني في الكبير من طريق الضحاك بن حمرة عن منصور عن عاصم البجلي عن عكرمة به والضحاك هذا مختلف فيه وقد حسن له الترمذي، وفيه ضعف لا يمنع من الاستشهاد به وبالجملة فالحديث صحيح عندي لأن مع مرسله الصحيح هذه الأسانيد المتصلة (انظر السلسلة الصحيحة للألباني الحديث برقم ‌‌1644)

الرد

قلت قوله في سلم "ولم يتفرد بوصله" بل تفرد به عن شعبة وسفيان فقد رواه ثلاثة من الثقات عن شعبة فأرسلوه وأيضاً ثلاثة من الثقات عن سفيان الثوري فأرسلوه كما تقدم فكان الصحيح عنهما بلا ريب هو الإرسال

وأما بالنسبة لرواية الضحاك بن حمرة عن منصور عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي فنقول الضحاك فيه كلام وتفرد به عن منصور عن عاصم وقد رواه عشرة رواة عن عاصم مرسلاً فكان الإرسال هو الصحيح بلا أدنى ذرة شك وبالله التوفيق

والألباني ما أظنه وقف على هذه الطرق والمتابعات التي فيها الإرسال ولو وقف عليها ما أظنه سيصحح الحديث بل كان سيضعفه والعلم عند الله

[2] سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس موقوفاً عليه من قوله

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج3/ص77) وابن الأعرابي في معجمه (ج3/ص1134) من طريق هناد وابن المنذر في الأوسط (ج3/ص175) من طريق سعيد بن منصور ووالبيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج2/ص150) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين أربعتهم عن أبي الأحوص عن سماك [وعند ابن الأعرابي: مبارك] عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول: إذا سجد أحدكم فليلزق [ولفظ سعيد بن منصور: فليلصق] أنفه بالحضيض، فإن الله قد ابتغى ذلك منكم.

ولفظ أبي نعيم "إذا سجد أحدكم فليضع أنفه على الأرض، فإنكم قد أمرتم بذلك".

وقد توبع أبو الأحوص

1- تابعه شريك النخعي ضعيف أخرجه علي بن الجعد في مسنده (ص339) أنا شريك، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إذا سجد أحدكم فليضع أنفه على الأرض فإنكم قد أمرتم بذلك.

2- وتابعه إسرائيل أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج2/ص467) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (ج3/ص175) [زاد ابن المنذر: عن إسرائيل] عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إذا سجدت فألصق ‌أنفك بالأرض.

3- وتابعه إبراهيم بن طهمان أخرجه السنن الكبرى للبيهقي ط العلمية (ج2/ص150) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد وأبو علي الروذباري قالا: ثنا محمد بن إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو معاوية، عن إبراهيم بن طهمان، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: إذا سجدت فضع أنفك على الأرض مع جبهتك وفي حديث الصفار ثم جبهتك.

والخلاصة قلت وهذا إسناد ضعيف مداره على سماك بن حرب وهو ضعيف في عكرمة وبعضهم يصححون له إذا كان الراوي عنه شعبة أو سفيان قلت وهذا ليس منها

[3] خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي

أخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (ج1/ص187) والترمذي في العلل الكبير (ص70) وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان (ج1/ص234) من طريق إبراهيم بن جعفر بن محمد بن سعيد الأشعري والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج1/ص102) من طريق محمد بن محمد بن سليمان الباغندي أربعتهم (الطبري والترمذي وإبراهيم بن جعفر والباغندي) عن حميد بن مسعدة السامي، قال: حدثنا حرب بن ميمون [زاد الخطيب: صاحب الأغمية]، عن خالد يعني الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي، يسجد ولا يضع أنفه على الأرض فقال: ضع أنفك يسجد معك.

قال الترمذي: وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح. قلت يقصد أن المرسل أصح وهذا إسناد ضعيف حرب بن ميمون هو أبو عبد الرحمن البصري الأصغر صاحب الأغمية ضعيف (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص251 وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج4/ص26)

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
1 تعليقات
  • طالب علم
    طالب علم 3/19/2022

    السلام عليكم هل من الممكن أن تكتب مقال عن ماهو الجلباب وكيف شكله وما هو ادناء الجلباب

إضافة تعليق
رابط التعليق