مدى صحة عن إبراهيم: {ولا يبدين زينتهن} قال: ما فوق الدرع إلا ما ظهر منها

مدى صحة الأثر عن إبراهيم: {ولا يبدين زينتهن} قال: ما فوق الدرع إلا ما ظهر منها

قلت ورد عن إبراهيم النخعي في هذا اضطراب خفيف في الأسانيد والمتون

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف بتحقيق الشثري (ج9/ص429) وبتحقيق عوامة (ج4/ص283) حدثنا جرير - هو ابن عبد الحميد الضبي - عن منصور - هو ابن المعتمر - عن إبراهيم: {ولا يبدين زينتهن} قال: ما فوق الدرع إلا ما ظهر منها.

قوله "ما فوق الدرع" هنا يفسر زينة المحارم وليس "إلا ما ظهر منها" و"ما فوق الدرع" يعني هو الثوب الذي تظهره أمك لك أو لأخيها في البيت مثل الكلابية يظهر فيها الشعر ووجه المرأة والقدمان وأما إذا قرأت "ما تحت الدرع" فهو الثوب الذي تظهره الزوجة لزوجها وهذا يكون أكثر جاذبية لعيني الزوج

فأما تفسير إبراهيم في {إلا ما ظهر منها} سيأتي أنه هو الثياب

ملحوظة مهمة: وأما مصنف بن أبي شيبة بتحقيق كمال وهو تحقيق قديم فهذا المتن ركبه على إسناد آخر وهو وهم من المحقق حيث فيه "حدثنا حفص، عن سليمان، عن أبي صالح، وعكرمة: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31] قالا: ما فوق الدرع، إلا ما ظهر منها" 

وبعد هذا الأثر أثر آخر لم يذكره فالمحقق كمال خلط ودمج الاثنين أي دمج الإسناد الأول مع متن الثاني وهو وهم والصواب ما عند المحققين الشثري وعوامة وهما إسنادين ومتنين هكذا كالآتي:

حدثنا حفص، عن عمران بن سليمان، عن أبي صالح، وعكرمة: {ولا يبدين زينتهن} قالا: الكحل والخاتم والثياب.
حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم {ولا يبدين زينتهن} قال: ما فوق الدرع إلا ما ظهر منها.

انتهت الملاحظة

وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (ج4/ص332) حدثنا أبو بكرة - هو بكار بن قتيبة القاضي -، قال: ثنا أبو عاصم - هو الضحاك بن مخلد النبيل -، قال: ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} [النور: ٣١] قال: هو ما فوق الدرع.

فقوله ما فوق الدرع وأيضاً جاء بلفظ "الذراع" بالذال والألف بعد الراء المهملة وهذا يقصد به المحارم لأن تفسيره في {ولا يبدين زينتهن} وليس في {إلا ما ظهر منها} كما سيأتي واضحاً في الطرق الآتية

ورواه سفيان الثوري واختلف عليه

أخرجه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي في تفسير الثوري (ص225) عن سفيان عن منصور عن إبراهيم في قوله {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها إلى آخر الآية} قال هو ما فوق الذراع.

وأخرجه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ط مصطفى الباز (ج8ص2576) حدثنا أبي، ثنا هشام بن عبيد الله - هو الرازي -، ثنا ابن المبارك عن سفيان، عن المنصور، عن إبراهيم في هذه الآية {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} قال: ينظر إلى ما فوق الدرع.

هكذا "الدرع" بالدال المهملة

وأخرجه يحيى بن سلام في تفسيره (ج1/ص442) نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن} [النور: ٣١] أو أبنائهن والأخ وابن الأخ وابن الأخت والعم والخال. قال: ما فوق الذراع.

هكذا "الذراع" بالذال المعجمة

وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ط التأصيل الأولى (ج6/ص146) عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، في هذه الآية: {أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن}، قال: ينظروا إلى ما فوق الذراع والرأس والأذن.

هكذا "الذراع والرأس والأذن"

وهكذا ليس بين منصور وإبراهيم واسطة وقد خولفوا في إسناده

أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج19/ص159) حدثنا ابن بشار - هو محمد بندار -، قال ثنا عبد الرحمن - هو ابن مهدي -، قال: ثنا سفيان - هو الثوري -، عن منصور، عن طلحة بن مصرف، عن إبراهيم: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن} قال: هذه ما فوق الذراع.

وقد خولف سفيان الثوري أيضاً خالفه شعبة فأدخل رجلاً بين منصور وطلحة وقال "الجيب" بدل "الدرع"

أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج19/ص159) وإسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره (ج1/ص456) كلاهما من طريق محمد بن جعفر - هو غندر -، قال: ثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت رجلاً يحدث عن طلحة، عن إبراهيم، قال في هذه الآية {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن} قال: ما فوق الجيب، قال شعبة: كتب به منصور إلي، وقرأته عليه.

فإن قلت فما أصح شيء في هذا من حيث السند وألفاظ المتن؟ 

أقول الله أعلم!

وأما قول النخعي فيما تظهره المرأة للأجنبي أي في قوله {إلا ما ظهر منها}

أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره (ج1/ص456) والطبري في تفسيره ت شاكر (ج19/ص156) كلاهما عن بندار [وعند الطبري: ابن بشار]، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان - هو الثوري -، عن علقمة - هو ابن مرثد -، عن إبراهيم في قوله جل وعز {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: الثياب.

وقد توبع عبد الرحمن بن مهدي تابعه وكيع بن الجراح أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج9/ص429) حدثنا وكيع عن سفيان عن ‌علقمة بن مرثد عن إبراهيم قال: ‌الثياب.

وهذا إسناد صحيح

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول في حديث يحيى عن سفيان عن قيس بن مسلم عن إبراهيم ولا يبدين زينتهن قال أبي - يعني أحمد بن حنبل - أخطأ يحيى بن يمان إنما هو عن علقمة بن مرثد عن إبراهيم (انظر العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله ج1/ص247)

وقول إبراهيم النخعي كقول ابن مسعود أي الثياب والثياب كما فهمنا من كلام علماء السلف أنه يقصد به تغطية كل شيء حتى الوجه والكفين

هذا والله تعالى أعلم

4 تعليقات

  1. لو سمحت مالمقصود بكلمة " ما فوق الذراع "
  2. معنى قول ابراهيم النخعي " فوق الذاراع "
    1. يعني هو الثوب الذي تظهره أمك لك وللعائلة أو لأخيها في البيت مثل الكلابية يظهر فيها الشعر ووجه المرأة والقدمين
      وأما تحت الدرع فهو الثوب الذي تظهره الزوجة لزوجها
  3. قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي عورة المراة امام النساء من السرة والركبة قول غريب مخالف للقرآن الكريم