سأل رجلٌ الحسن البصري عن مسألة فقال فيها فقال الرجل للحسن: يا أبا سعيد يأبى عليك الفقهاء ويخالفونك، فقال الحسن وهل رأيت فقيهاً قط؟ وهل تدري ما الفقيه؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب على العبادة، المتمسك بالسنة.
حكم الأثر: صحيح
أخرجه نعيم بن حماد في نسخته زائداً على ما رواه المروزي عن ابن المبارك في كتاب الزهد (ج2/ص8) أنا سفيان بن عيينة قال: نا رجل، قيل للحسن، في شيء قاله: يا أبا سعيد ما سمعت أحداً من الفقهاء يقول هذا قال: وهل رأيت فقيهاً قط؟ إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة قال: وما رأيت فقيهاً قط، يداري ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله.
صحيح والرجل اسمه أيوب بن كيسان البصري كما سيأتي
وأخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2/ص518) حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا أبو الأحوص، وحدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا أبو حاتم، قالا: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قال: حدثنا ابن عيينة، قال: سمعت رجلاً، من أهل البصرة يذكر عن الحسن قال: ما أدركت فقيهاً قط يماري، ولا يداري ينشر حكم الله فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله.
الرجل هو أيوب البصري كما سيأتي
- أبو صالح هو محمد بن أحمد بن ثابت بن بيار
- أبو الأحوص هو أبو عبد الله محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي القاضي ثقة حافظ
- حفص بن عمر هو أبو القاسم الأردبيلي قال الخليلي له تصانيف وهو من الكبار ثقة عالم (الإرشاد ج2/ص780)
- أبو حاتم هو الرازي إمام الجرح والتعديل والعلل جبل ثقة
وأخرجه ابن بطة في إبطال الحيل (ص25) ومن طريقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (ج2/ص150) حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم خطيب جامع المنصور، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا أبو عبد الله - هو أحمد بن حنبل -، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت أيوب، يقول: سمعت الحسن يقول: ما رأيت فقيهاً قط يداري ولا يماري، إنما يفشي حكمته، فإن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله، قال: وسمعت الحسن يقول: ما رأيت فقيها قط، وإنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب على العبادة، المتمسك بالسنة.
إسناده صحيح
- أبو عمر حمزة بن القاسم خطيب جامع المنصور قال الخطيب وكان ثقة ثبتاً ظاهر الصلاح مشهوراً بالديانة معروفاً بالخير وحسن المذهب (تاريخ بغداد ت بشار ج9/ص58)
- أيوب هو ابن كيسان السختياني البصري
قول الحسن لعمران القصير
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج19/ص366) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص147) والمزي في تهذيب الكمال (ج6/ص118) وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على كتاب أبيه الزهد (ص217) من طريق أبي أسامة وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على كتاب أبيه الزهد (ص216) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص178) من طريق يحيى بن يمان وأخرجه علي الخلعي في الخلعيات رواية السعدي (ج2/ص125) وأيضاً في كتابه السادس عشر من الخلعيات (تحت الأثر برقم 58) من طريق الأشجعي وأخرجه الدارمي في السنن (ج1/ص337) والآجري في أخلاق العلماء (ج1/ص74) من طريق المبارك بن سعيد الثوري
كلهم عن سفيان الثوري، عن عمران القصير [وعند الخلعي والدارمي والآجري: المنقري]، قال: سألت الحسن عن شيء، فقلت: إن الفقهاء يقولون كذا وكذا، قال: وهل رأيت فقيهاً بعينيك، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، [زاد الدارمي والآجري والخلعي: الراغب في الآخرة]، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه.
إسنادهُ صحيحٌ
- عمران هو أبو بكر عمران بن مسلم القصير المنقري ثقة
ووقع عند عبد الله بن أحمد بن حنبل من طريق أبي أسامة ثقة ويحيى بن يمان ضعيف أن عمران بن القصير قال أن رجلاً سأل الحسن ولعله تصحيف أو خطأ والصواب رواية الجماعة أي عمران نفسه سأل الحسن والله أعلم
قول الحسن لمطر الوراق
أخرجه الآجري في أخلاق العلماء (ص73) ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج2/ص341) وأخرجه ابن بطة في إبطال الحيل (ص22) ومن طريقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (ج2/ص149) من طريق سيار، أخبرنا جعفر بن سليمان، أخبرنا مطر الوراق قال: سألت الحسن عن مسألة، فقال فيها، فقلت: يا أبا سعيد يأبى عليك الفقهاء ويخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر، وهل رأيت فقيهاً قط؟ وهل تدري ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد [زاد ابن بطة: المقيم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم] الذي لا يسخر ممن أسفل منه، ولا يهمز من فوقه، ولا يأخذ على علم علمه الله حطاماً.
صحيح وهذا إسناد ضعيف سيار هو ابن حاتم ضعيف
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج7/ص131) أخبرنا علي بن عبد الحميد المعني قال: حدثنا عمران بن خالد الخزاعي عن رجل قد سماه قال: سأل مطر الحسن عن مسألة فقال: إن الفقهاء يخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر وهل رأيت فقيهاً قط؟ تدري ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذي لا يهم من فوقه ولا يسخر بمن هو أسفل منه. ولا يأخذ على علم علمه الله حطاماً.
عمران ضعيف
وأخرجه ابن عساكر في كتابه ذم من لا يعمل بعلمه (ص38) أخبرنا الشيخ أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ببغداد قال: ثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الخطيب، قال: ثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف قال: ثنا محمد بن حمدويه المروزي قال: ثنا معمر بن محمد قال: ثنا شهاب يعني ابن معمر عمه قال: ثنا عمران قال: أخبرني رجل من باهلة قال: دخل مطر الوراق على الحسن فقال: يا أبا سعيد إن امرأة جعلت على نفسها إن قدم زوجها أن تصوم من يومها شهراً فقدم في أول يوم من رمضان، فقال الحسن: صامت شهرها ووفي نذرها، قال مطر: إن بعض الفقهاء يقول غير هذا، فقال الحسن: ثكلتك أمك مطر، وهل رأيت فقيهاً قط؟! وهل تدري من الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذي لا يهمز من فوقه ولا يتضجر بمن هو أسفل منه ولا يأخذ على علم علمه الله حطاماً.
قلت وأظن عمران هذا هو نفسه عمران بن خالد الخزاعي كما في الطريق السابقة عند ابن سعد والله أعلم
وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد (ص226) ومن طريقه ابن بطة في إبطال الحيل (ص24) حدثنا موسى بن هلال، حدثنا هشام صاحب الدستوائي، عن رجل، عن الحسن قال: أتاه رجل فسأله عن مسألة، فأفتاه الحسن [زاد ابن بطة: قال: فقال له الرجل: يا أبا سعيد، قال فيها الفقهاء غير ما قلت قال: فغضب الحسن وقال: ثكلتك أمك، وهل رأيت فقيهاً قط؟ قال: فسكت الرجل قال: فسأله رجل فقال:] قال: فقال الرجل: يا أبا سعيد من الفقيه؟ قال: الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المجتهد في العبادة، هذا الفقيه.
صحيح وهذا إسناد ضعيف موسى بن هلال فيه كلام والرجل مجهول
وأخرج الطبراني في المعجم الأوسط (ج2/ص316) حدثنا أحمد بن زهير قال: نا نصر بن علي قال: نا نوح بن قيس، عن حوشب بن عقيل، أن رجلا حدث عند الحسن بحديث، فقال الحسن: من حدثك بهذا؟ قال: الفقهاء، قال: وهل رأيت بعينك فقيهاً قط؟ ثم قال: أتدري من الفقيه؟ الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بهذا الدين، المتمسك بالعلم.
إسنادهُ صحيحٌ
- أحمد بن زهير هو أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري ثقة حافظ
- نصر بن علي هو أبو عمرو نصر بن علي بن نصر الجهضمي البصري الصغير ثقة
- نوح بن قيس هو أبو روح البصري ثقة
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص296) وفي المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص322) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس النيسابوري [وفي المدخل: السياري]، أخبرنا عبد الله بن علي الغزال، أخبرنا علي بن الحسن، أخبرنا أبو حمزة، عن هشام بن حسان قال: مر رجل على الحسن فقالوا: هذا فقيه، فقال الحسن: وتدرون من الفقيه؟ إنما الفقيه العالم في دينه، الزاهد في دنياه، الدائم على عبادة ربه.
- أبو العباس النيسابوري وصوابه السياري واسمه القاسم بن القاسم بن مهدي ثقة
- عبد الله بن علي الغزال لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، لكن صحح له الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين في أكثر من موضع بقوله حديث صحيح الإسناد
- علي بن الحسن هو أبو عبد الرحمن علي بن حسن بن شقيق ثقة حافظ
- أبو حمزة هو محمد بن ميمون السكري المروزي ثقة
وأخرج ابن بطة في إبطال الحيل (ص23) ومن طريقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (ج2/ص150) من طريق أحمد بن حنبل وأخرج محمد بن مخلد العطاء في جزءه مخطوطة جوامع الكلم (ص2 الحديث برقم 6) ومن طريقه ابن ثرثال في جزءه (ص86) وأبو طاهر السلفي في الخامس والعشرين من المشيخة البغدادية (ص53) من طريق أبي علوية الحسين بن منصور وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج1/ص232) من طريق سريج بن يونس البغدادي ومحمد بن سليمان بن هشام كلهم من طريق أبي قطن عمرو بن الهيثم بن قطن، حدثنا أبو حمزة، عن الحسن، قال: الفقيه: المجتهد في العبادة، الزاهد في الدنيا، المقيم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح وهذا رجاله ثقات من طريق ابن بطة والعطار وطريق ابن عبد البر فيه كلام لكن ذكرتها لحصر الطرق
- أبو حمزة تصحيف حيث ووقع عند ابن مخلد العطار وابن عبد البر "أبو حرة" بالحاء المهملة بعدها راء مهملة وهو الصواب لأنه المشهور بالرواية عن الحسن واسمه واصل بن عبد الرحمن البصري صدوق يدلس عن الحسن قال أحمد بن حنبل كان أبو حرة صاحب تدليس عن الحسن (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي ت صبحي ص34)
وأخرج أبو العباس الأصم في جزءه الثاني وهو في كتاب اسمه مجموع فيه مصنفات أبي العباس الأصم وإسماعيل الصفار (ص136) ومن طريقه أبو القاسم ابن عَلِيَّك في كتابه الفوائدَ (ص6) وأخرج الطبري في تاريخه (ج11/ص637-638) وفي المنتخب من ذيل المذيل (ص125-126) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم عن خليد بن دعلج عن الحسن وسأله رجل عن مسألة فتكلم فيها الحسن فقال الرجل يا أبا سعيد إن العلماء يخالفونك قال فقال له الحسن ثكلتك أمك وهل رأيت عالماً قط ذهب العلماء بكل بلد وكان آخرهم موتاً بالمدينة جابر بن عبد الله وبمكة عبد الله بن عمر وبالكوفة عبد الله بن أبي أوفى وبالبصرة أنس بن مالك وبالشام أبو أمامة صدي بن عجلان.
إسنادهُ ضعيفٌ خليد بن دعلج ضعيف
وأخرج أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (ج5/ص19-20) أخبرنا أحمد بن محمد بن حسان أخبرنا محمد بن أحمد بن شعيب الشعيبي بنيسابور أبو أحمد حدثنا أحمد بن عبد الله بن بدر التستري حدثنا محمد بن شجاع حدثنا روح بن عبادة عن عوف عن الحسن قال العالم الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح وهذا إسناد ضعيف
- محمد بن أحمد بن شعيب الشعيبي بنيسابور أبو أحمد قلت لا بأس به قال السمعاني وكان أمين التجار والمعدلين، وعرضت عليه التزكية غير مرة فأبى وامتنع، وكان من قراء القرآن وأعلم مشايخنا في وقته بالشروط (الأنساب للسمعاني ج8/ص112)
- أحمد بن عبد الله بن بدر التستري لم أعرفه ولم أجد له شيئاً
- محمد بن شجاع أظنه هو أبو عبد الله ابن الثلجي البغدادي فإن لم يكن هو فلا أدري
وأخرج ابن أبي الدنيا في الزهد (ص68) ثنا زياد بن أيوب، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا حسين أبو جعفر، عن الكلبي، قال: رأيت الحسن بمكة فسألته عن شيء فلم يجبني، فقلت: نسألكم يا معشر الفقهاء فلا تجيبونا قال: ويحك وهل رأيت بعينك فقيهاً قط؟ وهل تدري من الفقيه؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة، البصير بدينه.
وأخرج الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج2/ص341) وابن الجوزي في تعظيم الفتيا (ص121) كلاهما من طريق أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، قال: نا محمد بن يونس، نا الضحاك بن مخلد، عن ابن عون، قال: سأل الحسن عن رجل، فقال رجل: يا أبا سعيد الرجل الفقيه؟ قال: وهل رأيت بعينيك فقيهاً قط؟ إنما الفقيه الذي يخشى الله عز وجل.
إسناده ساقط هالك محمد بن يونس هو الكديمي وضاع
هذا وبالله التوفيق