قال الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اغد عالماً أو متعلماً ولا تغد إمعة بين ذلك.
قال الإمام إسحاق بن راهويه في معنى إمعة: إن ضل الناس ضللت، فإن اهتدوا اهتديت (مسائل حرب الكرماني ت فايز ج2/ص956)
قال الخطيب - في معنى قول ابن مسعود هذا - يعني المتبع دينه آراء الرجال من غير نظر في دليل ولا طلب لحجة، وهو مأخوذ من الحقيبة التي تعلق على الفرس، فكذلك هذا يعلق أمر دينه على غيره تقليداً لا اجتهاداً (التطفيل وحكايات الطفيليين (ص49)
1) زر بن حبيش عن ابن مسعود
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج15/ص407-408) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص983-984) من طريق يونس بن عبد الأعلى الصدفي وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص983) من طريق ابن وهب وأخرجه أبو عثمان سعدان بن نصر البزاز في جزءه (ص43) وأخرجه علي بن حرب الطائي في الثاني من حديث سفيان بن عيينة (ص12) ومن طريقه الخطيب في التطفيل وحكايات الطفيليين (ص49) وأخرجه أبو القاسم الحنائي في فوائده (ج1/ص589) من طريق أبي محمد شعيب بن عمرو بن نصر الضعبي وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص143) من طريق الحميدي كلهم عن سفيان بن عيينة، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه كان يقول: اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تغد إمعة فيما بين ذلك.
ثم قال يونس وابن وهب وسعدان وعلي بن حرب الطائي وشعيب بن عمرو الضبعي كلهم عن سفيان، حدثني أبو الزعراء يعني عمرو بن عمرو وهو ابن أخي أبي الأحوص، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود أنه قال: كنا ندعو الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام، فيذهب معه بآخر [وفي لفظ: فيذهب معه بغيره، وفي لفظ آخر: فيذهب بالآخر معه الذي لم يدع]، وهو فيكم المحقب دينه الرجال.
وزاد سعدان حدثنا سفيان، عن عمار الدهني، قال: قال عبد الله: وهو فيكم اليوم المحقر الرجال دينه
قال البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص267) قال أبو عبيد - هو القاسم بن سلام الهروي - رحمه الله: أصل الإمعة هو الرجل الذي لا رأي له ولا عزم فيه فهو يتابع كل أحد على رأيه، ولا يثبت على شيء، والمحقب الناس دينه الذي يتبع هذا وهذا (انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط الأميرية ج5/ص60)
ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص143) قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال أهل العلم: الإمعة أهل الرأي.
الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص153) حدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عمرو بن حكام، ثنا شعبة، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: كنا نسمي الإمعة في الجاهلية الرجل يدعى إلى الطعام فيتبعه الرجل، وهو اليوم الذي يحقب الناس دينه، وكنا نسمي العضه السحر وهو اليوم قيل وقال.
- عمرو بن حكام ليس بشيء ضعيف
2) أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود الهذلي عن أبيه ابن مسعود مرسلاً
أخرجه وكيع بن الجراح في الزهد (ص829) وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج5/ص284) من طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: اغد عالماً أو متعلماً، ولا تغد بين ذلك.
رجاله ثقات إلا أنه مرسل أي منقطع وهو شاهد لما سبق
3) هارون بن رئاب عن ابن مسعود مرسلاً
أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص144) من طريق أبي حفص عمر بن عبد الواحد السلمي القيسي وأبو شعيب الحراني في الفوائد المنتقاة من حديثه (ص6) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي كلاهما عن الأوزاعي قال: حدثني هارون بن رئاب قال: كان ابن مسعود يقول: اغد عالماً أو متعلماً ولا تغد فيما بين ذلك، فإنما بين ذلك جاهل أو جهل، وإن الملائكة تبسط أجنحتها لرجل، غدا يطلب العلم من الرضا بما يصنع.
وهذا منقطع وهو شاهد لما سبق
4) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي عن ابن مسعود
أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص21) حدثنا الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود، قال: اغدُ عالمًا أو متعلمًا، ولا تغدُ بين ذلك.
5) عبد الملك بن عمير عن ابن مسعود مرسلاً
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص150) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله، قال: اغد عالماً أو متعلماً، ولا تغد بين ذلك، فإن لم تفعل فأحب العلماء، ولا تبغضهم
6) الحسن البصري عن ابن مسعود مرسلاً
أخرجه وكيع بن الجراح في الزهد (ص827) والدرامي في السنن ت الداراني (ج1/ص313) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص268) من طريق قبيصة كلاهما (وكيع وقبيصة) عن سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن الحسن، عن ابن مسعود قال: اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابع فتهلك.
وقد خولف عطاء أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (الأثر برقم 56) حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن أبي الدرداء، قال: كن عالمًا، أو متعلمًا، أو متبعًا، أو محبًا، ولا تكن الخامسة فتهلك. قال حميد: فقلت للحسن: وما الخامسة؟ فقال: مبتدعاً.
عبد الرحمن بن يزيد النخعي عن ابن مسعود
حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج2/ص956) من طريق معاذ بن معاذ العنبري والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص152) من طريق عاصم بن علي كلاهما عن عبد الرحمن المسعودي، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: لا يكونن أحدكم إمعة يقول: إن اهتدى الناس اهتديت، وإن ضل الناس ضللت ليوطن أحدكم نفسه إن كفر الناس أن لا يكفر.
صحيح وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد
وفي الإمعة عن ابن مسعود طرق أخرى
أخرج ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام (ج6/ص147) حدثنا محمد بن سعيد بن نبات نا أحمد بن عون الله نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا بشار بندار نا ابن أبي عدي أنبأنا شعبة عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال لا يكونن أحدكم إمعة يقول إنما أنا مع الناس ليوطن أحدكم نفسه إن كفر الناس ألا يكفر.
إسناده صحيح
- محمد بن عبد السلام الخشني هو أبو عبد الله محمد بن عبد السّلام بن ثَعْلبة بن زيد بن الحسن بن كلْب بن أبي ثَعْلبة القرطبي قال ابن الفرضي كان الغالب عليه حفظ اللغة ورواية الحديث وكان ثقة في ذلك مأموناً (انظر كتاب علماء الأندلس لابن الفرضي ج2/ص16)
ثم أخرجه ابن حزم من طريق محمد بن جعفر والطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص128) من طريق عمرو بن مرزوق كلاهما عن شعبة قال سمعت أبا إسحاق - هو السبيعي - يقول سمعت هبيرة وأبا الأحوص عن ابن مسعود قال إذا وقع الناس في الشر قل لا أسوة لي في الشر.
إسناده صحيح
وقد توبع شعبة بن الحجاج تابعه أبو إسحاق الفزاري أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (ج1/ص193) حدثني أبو بكر محمد بن أحمد الرمام، قال: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: حدثني جدي، قال: ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله: «ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر من في الأرض جميعا لم يكفر، ولا يكونن أحدكم إمعة، قيل: وما الإمعة؟ قال: الذي يقول: أنا مع الناس إنه لا إسوة في الشر.
هذا والله أعلم