مدى صحة قال عمر بن عبد العزيز إن استطعت فكن عالما فإن لم تستطع فكن متعلما

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: كان يقال إن استطعت فكن عالمًا، فإن لم تستطع فكن متعلمًا، وإن لم تستطع فأحبّهم، وإن لم تستطع فلا تبغضهم.

حكم الأثر: بين الحسن والضعف والقول ليس لعمر بن عبد العزيز إنما عون بن عبد الله بن عتبة الهذلي هو الذي قال هذا القول لعمر بن عبد العزيز والأدلة:

أخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج1/ص142) حدثنا عبد الله، نا الحسن، نا يعقوب، نا زيد بن بشر الحضرمي، وعبد العزيز بن عمران الخزاعي قالا: أنا ابن وهب قال: أنا حنظلة، أن عون بن عبد الله، حدثه قال: حَدَّثْتُ عمر بن عبد العزيز: أنه كان يقال: إن استطعت فكن عالماً فإن لم تستطع فكن متعلماً، وإن لم تستطع فأحبهم، وإن لم تستطع فلا تبغضهم فقال عمر بن عبد العزيز: لقد جعل الله عز وجل له مخرجا إن قبل.

- عبد الله هو عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى هو أبو محمد التجيبي القرطبي يعرف بابن الزيات قال ابن الفرضي وكان كثير الحديث مسنداً صحيحاً للسماع صدوقاً في روايته إلا أن ضبطه لم يكن جيداً وكان ضعيف الخط ربما أخل بالهجاء (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص288)
- الحسن هو أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال مسلمة بن قاسم الأندلسي بصري له رواية كثيرة (الثقات لابن قطلوبغا ج3/ص392) وكأنه يوثقه قلت ورواياته تدل على صدقه والعلم عند الله
- يعقوب هو أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ثقة مشهور صاحب المعرفة والتاريخ
- زيد بن بشر الحضرمي هو أبو بشر الأزدي المصري قال أبو زرعة الرازي ثقة رجل صالح عاقل (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص557)
- عبد العزيز بن عمران الخزاعي هو ابن ابنة سعيد بن أبي أيوب المصري روى عنه أبو زرعة الرازي وهو لا يروي بشكل عام إلا عن ثقة وقال أبو حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص391)

- حنظلة هو القاص وسيأتي بيان لماذا هو القاص المعلم يكنى أبا عبد الرحمن وهو حنظلة بن عبد الرحمن وقيل ابن عبد الحميد وكنية عبد الرحمن أبو المغيرة
نقل الذهبي في الميزان عن يحيى بن معين "لا يكتب حديثه" وهذا وهم من الذهبي والصواب "يكتب حديثه" بدون "لا" والدليل قال ابن أبي مريم: سألت يحيى بن معين عن حنظلة التيمي فقال ضعيف يكتب حديثه وقال ابن عدي ولم يتبين لي ضعفه لقلة حديثه إلا أن ابن معين قد نسبه إلى الضعف (الكامل لابن عدي ج3/ص343)
وقال ابن البرقي في الطبقات عن يحيى بن معين: صالح (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا ج4/ص64)
وقال عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول ‌حنظلة القاص الكوفى يروى عنه محمد بن فضيل الضبي وفي موضع آخر قال الدوري سألت يحيى عن حديث رواه محمد بن فضيل عن ‌حنظلة بن عبد الرحمن من ‌حنظلة هذا فقال كوفي لم يكن به بأس إن شاء الله (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص302 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص4)
وقال عباس الدوري في موضع آخر سمعت يحيى يقول قد روى وكيع عن حنظلة بن عبد الرحمن التيمي وليس بشيء وهو ‌حنظلة القاص (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص114)
فكما ترى قد نقل عباس الدوري عن يحيى قولين لم يكن به بأس إن شاء الله ومرة ليس بشيء
وقال ابن الجنيد ليحيى بن معين كيف حديثه؟ قال: ليس بذاك (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص467)
وقال يحيى بن معين حنظلة التيمي هو حنظلة القاص يروى عنه أبو نعيم وأبو معاوية وهو كوفي (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص550)
وقال يعقوب الفسوي حنظلة بن عبد الرحمن العاصي - صوابه القاص - روى عنه وكيع وأبو نعيم وهو ضعيف (المعرفة والتاريخ ج3/ص238)

قلت الخلاصة هو صدوق في نفسه في حفظه شيء تعرف وتنكر ولهذا اضطرب ابن معين فيه وحاله إلى الضعف أقرب

وقد توبع ابن وهب

1- تابعه إسحاق بن سليمان الرازي أخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في العلم (ص6) ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت حنظلة، يحدث عن عون بن عبد الله، قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: يقال: إن استطعت أن تكون عالماً فكن عالماً، فإن لم تستطع، فكن متعلماً، فإن لم تكن متعلماً، فأحبهم فإن لم تحبهم فلا تبغضهم، فقال عمر: سبحان الله لقد جعل الله عز وجل له مخرجاً.

2- وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج11/ص232) حدثنا محمد بن إبراهيم الدورقي عن حنظلة عن عون بن عبد الله قال: قلت لعمر بن عبد العزيز إن استطعت أن تكون عالماً فكن عالما، فإن لم تستطيع فكن متعلما، فإن لم تكن متعلما فأحب العلماء فإن لم تحبهم فلا تبغضهم.

وهذا الإسناد عندي غلط وفيه سقط وأظن صوابه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن [الراوي الساقط] عن حنظلة بدليل قال البلاذري قبل هذا الأثر حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي وأيضاً بعده قال حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو نعيم الأحول فلعل الراوي الساقط هو أبو نعيم يعني الفضل بن دكين والله أعلم

وعلمت أن حنظلة هو القاص لأن البلاذري أخرج عقب هذا الأثر من طريق أحمد بن إبراهيم عن أبي نعيم الأحول - هو الفضل بن دكين -، ثنا حنظلة قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبة يقول: كان عبد الله بن مسعود يعلم الناس أربعاً اللهم إني أعوذ بك من غني يطغي، وفقر ينسي وهوى يردي، وعمل يخزي. انتهى وهذا يرويه القاص فقد أخرجه وكيع في الزهد (ص427) حدثنا المسعودي، وحنظلة القاص، عن عون بن عبد الله قال: كان ابن مسعود يقول: اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغي أو فقر ينسي أو هوى يردي، أو عمل يخزي.

لكن قال ابن عبد الحكم المصري في سيرة عمر بن عبد العزيز (ص118) قال عمر بن عبد العزيز إن استطعت ‌فكن ‌عالماً فإن لم تستطع فكن متعلماً فإن لم تستطع فأحبهم فإن لم تستطع فلا تبغضهم وقال عمر بن عبد العزيز لقد جعل الله له مخرجاً إن قبل.

قلت وهذا خطأ من ابن عبد الحكم فالقول قول عون بن عبد الله وليس عمر

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق