قال الصحابي عبد الرحمن بن أبزى: مثل المرأة الصالحة عند الرجل كمثل التاج المتخوص بالذهب على رأس الملك، ومثل المرأة السوء عند الرجل الصالح مثل الحمل الثقيل على الشيخ الكبير.
حكم الأثر: خطأ والصواب عبد الرحمن بن أبزى عن النبي داود قال مثل المرأة...إلخ كما سيأتي وهي موعظة قالها النبي داود صلى الله عليه وسلم لابنه سليمان
ولكن قبل أن نكمل قول الصحابي هذا من أين أخذه؟ قلت احتمالين
1- أخذه من نبينا محمد صلى الله عليه وهو الذي يقول أهل العلم عنه هذا له حكم الرفع
2- أخذه من أهل الكتاب يعني من بني إسرائيل فإن بعض الصحابة كانوا يروون عن أهل الكتاب وهو الذي يقول عنه أهل العلم هذا من الإسرائيليات
ولم يصرح في شيء من طرق الحديث أنه سمعه من النبي ولهذا نتوقف ولا نحكم له بشيء
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج3/ص559) حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي إسحاق - هو السبيعي -، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: مثل المرأة فذكره.
الخطأ من وكيع وليس من الأعمش والله أعلم والصواب عبد الرحمن بن أبزى، عن داود النبي قال مثل المرأة قلت وهذا شطر من موعظة طويلة يقولها داود صلى الله عليه وسلم لابنه سليمان
وأخرج ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (ج2/ص820) حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قال داود لابنه: كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم أنك كما تزرع كذاك تحصد. وهذا شطر آخر من الموعظة
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص69) حدثنا أبو معاوية، عن، الأعمش، عن، أبي إسحاق، عن، عبد الرحمن بن أبزى، قال: قال داود النبي: خطبة الأحمق في نادي القوم كمثل الذي يتغنى عند رأس الميت. وهذا شطر آخر من الموعظة
رواية شعبة عن أبي إسحاق السبيعي
وأخرج أبو الوفاء علي بن عقيل في الفنون (ج1/ص56-57) أخبرنا شيخنا القاضي الإمام أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء بالإجازة، وهي عندي عظة مع سماعي منه كثير ما عنده، قال: أخبرنا عيسى ابن علي قال: حدثنا أبو عبد (1) القاسم بن إسماعيل المحاملي قال: حدثنا محمد بن الوليد القرشي قال: حدثنا محمد بن جعفر - هو غندر - قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن أبزي قال: كان داود عم (2) يقول: كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد وأن الخطيب الحمق في نادي القوم كالمغني عند الميت ولا تعد أخاك ثم لا تنجز له فيورث بينكما العداوة وأن المرأة السوء عند الرجل كالشيخ الكبير على ظهره الحمل الثقيل، والمرأة الصالحة الذلول كالملك الشاب على رأسه التاج المخوص بالذهب. وسل الله [ ... ].
إسناده صحيح إلى الصحابي عبد الرحمن بن أبزي ولكن ليس له حكم الرفع
- عيسى بن علي هو عيسى علي بن عيسى بن داود بن الجراح أبو القاسم ابن الوزير
- (1) قلت "أبو عبد" خطأ وصوابه "أبو عبيد" بالتصغير
- محمد بن الوليد القرشي هو أبو عبد الله محمد بن الوليد بن عبد الحميد البسري القرشي
- (2) قلت "عم" ما أدري اش هذا
وخفيت هذه الطريق على الدكتور علي الصياح في رسالته "تحقيق جزء من علل ابن أبي حاتم"
وقد توبع غندر تابعه بقية بن الوليد ولكنه خالفه فرواه عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن داود النبي فزاد في الإسناد "أبيه"
قال أبو حاتم الرازي هذا خطأ والصواب بدون "أبيه" ولفظ بقية أن داود النبي قال لابنه سليمان: اعلم أن المرأة الصالحة لزوجها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب، واعلم أن المرأة السوء لزوجها كحامل الثقل على الشيخ الضعيف، يا بني كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد، ولا تعدن أخاك موعداً ثم تخلفه، فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة، واعلم أن خطبة الأحمق في الملأ كالمغني عند رأس الميت، ما أقبح الفقر بعد الغنى! وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى (انظرعلل الحديث لابن أبي حاتم الرازي ج3/ص687 وج7/ص69)
قلت والصواب رواية غندر وهو الموافق لكلام أبي حاتم الرازي وبالله التوفيق
البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج13/ص393) أخبرنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين، أنا أحمد بن محمود بن خرزاد الكازروني، بالأهواز، ثنا [إبراهيم بن شريك، ثنا أحمد بن الفضل (1)]، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير - هو ابن معاوية الجعفي -، ثنا أبو إسحاق - هو السبيعي -، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: كان داود عليه السلام يقول: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد، وإن المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المحوض بالذهب، واعلم أن المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على ظهر الشيخ الضعيف، واعلم أن خطبة الأحمق في نادي القوم كالمغني عند رأس الميت، وتعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت لم يعنك وإذا نسيت لم يذكرك، وما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى.
صحيح ولكن ليس له حكم الرفع
- (1) قلت هذا خطأ وصوابه "إبراهيم بن شريك بن الفضل" أي هو راوٍ واحد ثقة
- أحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي ثقة
رواية إسماعيل بن مجالد وسفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي
أبو عبيد الهروي في الخطب والمواعظ (ص139) حدثنا إسماعيل بن مجالد عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن أبزى أن داود النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ابنه سليمان فقال يا بني كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد واعلم أن خطبة الأحمق في نادي القوم كالمتغني عند رأس الميت واعلم أن المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب واعلم أن المرأة السوء لبعلها كالشيخ الكبير على ظهره الحمل الثقيل ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح منه الضلالة بعد الهدى وإن وعدت أخاك شيئا فأنجز له ما وعدته وإن لا تفعل تورث بينك وبينه عداوة.
صحيح ولكن ليس له حكم الرفع
ثم قال أبو عبيد الهروي حدثنا عمار بن محمد عن خاله سفيان بن سعيد - هو الثوري - عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبزى عن داود مثل ذلك وزاد فيه قال ونعوذ بالله من صاحب السوء الذي إذا ذكرت له يعيبك وإذا نسيت لم يذكرك.
صحيح ولكن ليس له حكم الرفع
البخاري في الأدب المفرد ت عبد الباقي (ص61) حدثنا عمرو بن عباس قال: حدثنا عبد الرحمن - هو ابن المهدي - قال: حدثنا سفيان - هو الثوري -، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن أبزى قال: قال داود: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد، ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأكثر من ذلك أو أقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى، وإذا وعدت صاحبك فأنجز له ما وعدته، فإن لا تفعل يورث بينك وبينه عداوة، وتعوذ بالله من صاحب إن ذكرت لم يعنك، وإن نسيت لم يذكرك.
إسناده صحيح إلى الصحابي عبد الرحمن بن أبزي ولكن ليس له حكم الرفع
ابن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص122) حدثني أبي، حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان عن سفيان، عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قال داود النبي صلى الله عليه وسلم: ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح من ذلك الضلال بعد الهدى، واستعذ من صاحب إن ذكرت لم يعنك، وإن نسيت لم يذكرك.
عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج9/ص145) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج13/ص393) عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى [وعند البيهقي: عبد الرحمن بن أبزى أو ابن أبي ليلى]، أن نبي الله داود قال: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع تحصد، واعلم أن المرأة الصالحة لبعلها في الجمال، كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب، واعلم أن المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير، وأن خطبة الأحمق في نادي القوم كالمغني عند رأس الميت، ولا تعد أخاك، ثم لا تنجز له، فإنه يورث بينك وبينه عداوة، ما أحسن العلم بعد الجهل، وما أقبح الفقر بعد الغناء، وما أقبح الضلالة بعد الهدى. وابن أبي ليلى خطأ والصواب ابن أبزى
ابن بشران في أماليه الجزء الأول (ص221) أنبا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج، ثنا ابن شيرويه - هو عبد الله بن محمد -، ثنا إسحاق - هو ابن راهويه -، أنبا النضر بن شميل، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قال داود النبي صلى الله عليه وسلم: كن لليتيم كالأب الرحيم، واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد، ومثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب؛ كلما رآها قرت بها عينه، ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير، واعلم أن خطبة الأحمق في نادي قومه كمثل المتغني عند رأس الميت، ولا تعدن أخاك شيئاً ثم لا تنجزه له فيورث بينك وبينه عداوة، وتعوذ بالله عز وجل من صاحب إن ذكرت الله عز وجل لم يعنك، وإن نسيته لم يذكرك، وهو الشيطان، وأبطن ما تكره أن يذكر منك في نادي قومك فلا تفعله إذا خلوت.
الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص218) من طريق عباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: كان داود عليه السلام يقول: كن لليتيم كالأب الرحيم. و(ص83) بنفس الإسناد وفيه "لا تعدن أخاك شيئاً لا تنجزه له، فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة" و(ص242) بنفس الإسناد وفيه "تعوذ بالله من صاحب، إن أنت ذكرت الله لم يعنك، وإن أنت نسيت لم يذكرك". و(ص126) بنفس الإسناد وفيه "انظر ما تكره أن يذكر منك في نادي القوم فلا تفعله إذا خلوت".
هذا والله تعالى أعلم