مدى صحة كانت عائشة تتصدق بسبعين ألفاً وإنها لترقع درعها؟

كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة حبيبنا وسيدنا صلى الله عليه وسلم تتصدق بسبعين ألفاً - يعني من المال - وإن درعها لمرقع. 

ومعنى "درعها" أي قميصها ومعنى "مرقع" أي فيه ثقوب فترقعه بشقفة قماش أو قطعة من ثوب لتسده ومكان هذا الترقيع يبان للناظر

حكم الأثر: صحيح ثابت

1) تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج8/ص53) وهناد بن السري (ج1/ص337) والطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (ج1/ص123) من طريق سليم بن جنادة ثلاثتهم من طريق أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة [زاد ابن السري: ابن الزبير] عن عائشة قال: رأيتها تصدق بسبعين ألفا وإنها لترفع جانب درعها [وعند ابن السري والطبري: لترقع بالقاف]. قوله "لترفع" بالفاء الموحدة تصحيف وصوابه بالقاف المثناة كما عند هناد بن السري والطبري

وقد توبع أبو معاوية الضرير

1- تابعه الجبل سفيان الثوري أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج8/ص1522) وفيه "وهي ترقع درعها".

2- وكيع بن الجراح أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص136) وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص131) وفيه "وهي ترقع درعها".

3- وتابعه مالك بن سعير أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص47) وفيه مالك بن سعيد تصحيف إنما هو مالك بن سعير بالراء المهملة

3- وتابعه أبو أمامة - هذا تصحيف وربما يكون أبو أسامة - أخرجه أبو داود السجستاني في الزهد (ص282) وفيه "وإنها لترقع درعها أو تنكسه".

2) أبو بكر بن حفص عن عروة عن عائشة

أخرجه ابن المبارك في الزهد (ج1/ص260) والطبراني في الزيادات في كتاب الجود والسخاء (ص251) من طريق معاذ بن معاذ العنبري كلاهما من طريق شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن عروة بن الزبير قال: لقد تصدقت - يعني عائشة - بسبعين ألفا، وإن درعها لمرقع [وعند الطبراني: لمرقوع]. إسناده صحيح وزاد الطبراني في الإسناد سليمان بن أبي المغيرة بين شعبة وأبي بكر بن حفص وهو خطأ

3) هشام بن عروة عن عائشة مرسلاً

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج8/ص53) أخبرنا أبو معاوية الضرير، حدثنا هشام بن عروة عن عائشة قال: رأيتها تصدق بسبعين ألفاً وإنها لترفع جانب درعها. 

صحيح وهذا إسناد إما يكون "بن" تصحفت من "عن" لأن فيه "رأيتها" وهشام لم يدرك عائشة وبالتالي لم يراها فدل وإما أن يكون والد هشام أي عروة سقط من سنده 

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق