الشهداء في رياض في قباب من فناء الجنة تبعث إليهم حوت وثور يعتركان ويلهون بهما، فإذا احتاجوا إلى شيء من الطعام عقر أحدهما صاحبه فوجدوا فيه طعم كل شيء في الجنة.
حكم حديث الحوت والثور: منكر ضعيف
أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء ت الفاريابي (ج3/ص1140) وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج4/ص207) من طريق وكيع وأخرجه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (ج1/ص344) من طريق عبد الرحمن هو ابن مهدي وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص59) ثلاثتهم عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن أبي هارون إبراهيم بن العلاء الغنوي، عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير - هو الليثي -، عن أبي بن كعب، قال: [ولفظ ابن المبارك: عقر أحدهما صاحبه، فأكلوا من لحمه، يجدون في لحمه طعم كل طعام في الجنة، وفي لحم الحوت طعم كل شراب].
- مسلم بن شداد مجهول تفرد بالرواية عنه الغنوي قال العجلي ثقة (الثقات للعجلي ط الدار ج2/ص277) قلت والعجلي يوثق المجاهيل كما هو معروف عند أهل العلم وذكره ابن حبان في الثقات وقال روى عنه العراقيون (الثقات لابن حبان ج7/ص445) وذكره ابن أبي حاتم والبخاري ولم يذكرا في جرحاً ولا تعديلاً
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير جـ 13، 14 (ج13/ص355) من طريق أبي عامر العقدي وهناد بن السري في الزهد (ج1/ص129) من طريق يونس بن بكير كلاهما عن هشام ابن سعد [زاد هناد: القرشي]، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الله ابن عمرو: إذا قتل العبد في سبيل الله... ثم يؤمر به إلى الشهداء، فيجدهم في رياض خضر وثياب من حرير، عندهم ثور وحوت يلغثانهم كل يوم بشيء لم يلغثاه بالأمس؛ يظل الحوت في أنهار الجنة، فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة، فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه، فذكاه، فأكلوا من لحمه، فوجدوا في لحمه كل رائحة من أنهار الجنة. ويبيت الثور نافشا في الجنة يأكل من ثمر الجنة، فإذا أصبح غدا عليه الحوت فذكاه بذنبه، فأكلوا من لحمه، ووجدوا في طعم لحمه طعم كل ثمرة في الجنة. قال هناد: النفش الأكل بالليل. انتهى قلت وقد توبع هشام بن سعد القرشي تابعه معمر ثقة حافظ أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص422) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن ابن البيلماني، عن عبد الله بن عمرو، قال: [وفيه] ثم يؤمر به إلى الشهداء، فيجدهم في رياض خضر وثياب من حرير عند ثور وحوت يلغثان كل يوم لعبد بشيء لم يلغثا بالأمس مثلها، فيظل الحوت في أنهار الجنة، فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه، فذكاه لهم، فأكلوا لحمه، فوجدوا في لحمه طعم كل رائحة من أنهار الجنة، ويلبث الثور نافشاً في الجنة.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج5/ص298) رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن البيلماني وهو ثقة! انتهى قلت قول الهيثمي غلط وليس هو ثقة إنما ضعيف قال أبو حاتم الرازي هو لين - يعني ضعيف - (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص216) وقال الدارقطني ضعيف لا تقوم به حجة (السنن للدارقطني ج4/ص156)
وأخرج الطبري في التفسير ت شاكر (ج3/ص217-218) حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح عن الإفريقي، عن ابن بشار السلمي أو أبي بشار، شك أبو جعفر- قال: أرواح الشهداء في قباب بيض من قباب الجنة، في كل قبة زوجتان، رزقهم في كل يوم طلعت فيه الشمس ثور وحوت، فأما الثور، ففيه طعم كل ثمرة في الجنة، وأما الحوت ففيه طعم كل شراب في الجنة فإذا أصبح غدا عليه ثم الحوت، فوكزه بذنبه، فذكاه لهم، فأكلوا من لحمه، فوجدوا في لحمه طعم كل ثمرة من ثمار الجنة. إسناده ليس بشيء
قال محققه الشيخ أحمد محمد شاكر هذا خبر لا أدري ما هو؟! ورأسه "ابن بشار السلمي؛ أو أبو بشار" الذي شك فيه ابن جرير: لم أهتد إلى شيء يدل عليه وقد ذكره السيوطي عن هذا الموضع من الطبري، ثم لم يصنع شيئا!. انتهى كلام الشيخ
وأخرج هناد بن السري في الزهد (ج1/ص127) حدثنا يونس - هو ابن بكير -، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: حدثني بعض، أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [وفيه] فيؤتى إليهم وهم- يعني الشهداء - في قبة خضراء في روضة عند باب الجنة يخرج عليهم حوت وثور من الجنة لغدائهم , فيلعبان بهم حتى إذا كثر عجبهم منها طعن الثور الحوت بقرنه فبقره لهم عما يدعون، ثم يروحان عليهم لعشائهم فيلعبان بهم حتى إذا كثر عجبهم منهما طعن الحوت الثور بذنبه فبقره لهم عما يدعون.
إسناده هالك ضعيف جداً إسحاق متروك وشيخه مبهم
والخلاصة هو منكر عندي
وأصح ما روي في قصة الحوت والثور هو
ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ثوبان [وفيه جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه] قال - يعني اليهودي -: فمن أول الناس إجازة؟ قال - يعني الرسول صلى الله عليه وسلم -: فقراء المهاجرين قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون - يعني الحوت -، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها.
وأيضاً ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن سلام [وفيها قال الرسول صلى الله عليه وسلم] وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت.
وأخرج مسلم في صحيحه والبيهقي من طريق مسروق، قال: سألنا عبد الله - يعني ابن مسعود - عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم - يعني الشهداء - في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده ط الرسالة والبيهقي بإسناد حسنه الألباني وشعيب الأرنؤوط عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء على بارق - نهر بباب الجنة - في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً.
قال البيهقي الحديث الأول - يعني حديث ابن مسعود - أصح من هذا، وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث ابن مسعود فإن صح هذا فكأنه في قوم منهم، والحديث الأول في آخرين
هذا والله تعالى أعلى وأعلم