مدى صحة قال ابن المسيب العبادة التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

حكم الأثر: حسن

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص162) حدثنا محمد بن علي بن عاصم، قال: ثنا محمد بن الحسن بن الطفيل، قال: ثنا محمد بن عمرو المغربي قال: ثنا عطاف بن خالد، عن صالح بن محمد بن زائدة: أن فتية من بني ليث كانوا عباداً وكانوا يروحون بالهاجرة - هو - إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح لسعيد: هذه هي العبادة لو نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء الفتيان فقال سعيد: ما هذه العبادة - يعني ليست هكذا العبادة -، ولكن العبادة التفقه في الدين والتفكر في أمر الله تعالى.

- محمد بن علي بن عاصم هو أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني صاحب المعجم ثقة
- محمد بن الحسن بن الطفيل هو أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة بن الطفيل اللخمي العسقلاني قال الدارقطني ثقة (سؤالات حمزة السهمي للدارقطني ص78)
- محمد بن عمرو المغربي صدوق قال أبو نعيم الأصبهاني كان في التعبد بمشاهدة معبوده طاعماً وعن مشاركة المتنعمين غائباً (حلية الأولياء ج10/ص128)
- عطاف بن خالد هو أبو صفوان القرشي المديني صدوق مختلف فيه من جهة حفظه

قلت بين عطاف وصالح رجل

أخرجه آدم بن أبي إياس في العلم والحلم (ص19) حدثنا عطاف بن خالد، قال: حدثنا بعض مشيختنا، عن صالح بن محمد بن زائدة الليثي، قال: كان فتية من بني ليث عباد يروحون إلى المسجد، فلا يزالون يصلون إلى العصر، فقلت لسعيد بن المسيب فقال: ما هذه والله العبادة، ولكن العبادة التفقه في دين الله، والتفكر في خلق الله.

وله شاهد أخرجه أبو داود السجستاني في الزهد (ص349) قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد، قال: أخبرك ابن القاسم، قال مالك: قيل لسعيد بن المسيب: إن قوماً يصلون ما بين الظهر والعصر؟ فقال سعيد: ليست هذه عبادة، إنما العبادة الورع عما حرم الله، والفكر في أمر الله.

إسناده صحيح إلى مالك لكنه مرسل ومراسيل مالك قوية وهو شاهد لما مضى وبه فهو ثابت صحيح
- الحارث بن مسكين هو أبو عمرو المصري ثقة
- ابن القاسم هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي ثقة

وهذه القصة تشبه القصة في الإسناد السابق أي بين صالح وسعيد بن المسيب بل ولعلها واحدة كما سيأتي! وقد توبع ابن القاسم

1- تابعه مطرف اليساري وفيه أن الحادثة حصلت بين سعيد بن المسيب ومولاه برد!! أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج5/ص102) أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال: حدثنا مالك بن أنس قال: قال برد مولى ابن المسيب لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحسن ما يصنع هؤلاء. قال سعيد: وما يصنعون؟ قال: يصلي أحدهم الظهر ثم لا يزال صافاً رجليه يصلي حتى العصر.

- برد قال ابن حبان برد مولى سعيد بن المسيب القرشي من أهل المدينة يروي عن سعيد بن المسيب روى عنه عبد الرحمن بن حرملة كان يخطىء وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذباً (الثقات لابن حبان ج6/ص114)

2- تابعه ابن وهب أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (ص312) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه، ثنا إبراهيم بن معقل، ثنا حرملة، ثنا ابن وهب قال: قال مالك: قال رجل لسعيد بن المسيب: يا أبا محمد لا نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء قال: وما يقوى عليه هؤلاء؟ قال: يواظبون على الصلاة ما بين الظهر إلى العصر، فقال: إنما العبادة التفكر في أمر الله والورع في دينه.

حرملة هو ابن  بن يحيى التجيبي يكنى أبا حفص صاحب الشافعي

3- وتابعه سعيد الزنبري لكنه زاد في الإسناد يحيى بن سعيد الأنصاري وهو خطأ

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج37/ص124) قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي جعفر بن المسلمة عن محمد بن عمر بن محمد بن بهته أنا محمد بن أحمد بن يعقوب نا جدي [نا سعيد] بن داود الزنبري قال قال مالك سمعت يحيى بن سعيد - هو الأنصاري - يقول أول من صلى في المسجد ما بين الظهر والعصر عبد الملك بن مروان وفتيان معه كانوا إذا صلى الإمام الظهر قاموا فصلوا إلى العصر فقيل لسعيد بن المسيب لو قمنا فصلينا كما يصلي هؤلاء فقال سعيد بن المسيب ليست العبادة بكثرة الصلاة ولا الصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله.

- أبو محمد السلمي هو عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس الحداد قال ابن عساكر وكان ثقة مستوراً (تاريخ دمشق لابن عساكر ج36/ص436)
- أبي جعفر بن المسلمة هو محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرُّفَيلِ البغدادي ولد سنة 375 وتوفي سنة 465 هجري قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج2/ص221 والأنساب للسمعاني ج12/ص258)
- محمد بن عمر بن محمد بن بهته هو أبو الحسن محمد بن عمر بن محمد بن حميد البزاز البغدادي من أهل باب الطاق توفي سنة 394 هجري قال البرقاني لا بأس به إلا أنه شيعي وقال أحمد بن محمد العتيقي ثقة (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص55)
- محمد بن أحمد بن يعقوب هو أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور بن شداد بن هميان السدوسي ثقة
- جدي هو يعقوب بن شيبة السدوسي ثقة
- سعيد بن داود الزنبري منكر الحديث ضعيف في مالك

والخلاصة الصواب موقوفاً على مالك بن أنس ليس فيه يحيى بن سعيد الأنصاري

وله شاهد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج2/ص161) حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل، قال: ثنا الفضل بن محمد الجندي، قال: ثنا صامت بن معاذ، قال: ثنا عبد المجيد يعني ابن أبي رواد، قال: ثنا معمر - هو ابن راشد -، عن بكر بن خنيس، قال: قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواماً يصلون ويتعبدون: يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي: يا ابن أخي إنها ليست بعبادة قلت له: فما التعبد يا أبا محمد؟ قال: التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله، وأداء فرائض الله تعالى.

إسناده ضعيف رجاله صدوقين إلا أن بعضهم ليسوا بحفاظ يتوهمون وهو شاهد لما مضى

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق