قد روي أحاديث عن النبي وآثار عن الصحابة والتابعين في ذلك
أما بالنسبة للأحاديث
الحديث الأول: في قبر عثمان بن مظعون
حكم الحديث: ضعيف جداً
أخرجه البزار في مسنده (ج9/ص273) حدثنا محمد بن عبد الله، قال: نا يونس، قال: نا العمري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على قبر عثمان بن مظعون بعدما دفنه وأمر برش الماء.
إسناده ساقط ضعيف جداً
- العمري هو القاسم بن عبد الله قال أحمد بن حنبل كذاب كان يضع الحديث ترك الناس حديثه ومرة قال هو عندي كان يكذب ومرة قال أُفٍّ أُفٍّ لَيْسَ بِشَيْء وقال يحيى بن معين ضعيف ليس بشيء وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وقال أبو زرعة الرازي ضعيف لا يساوى شيئاً متروك الحديث منكر الحديث (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص111-112 والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه ج2/ص478 وج3/ص186)
- عاصم بن عبيد الله ضعيف وهو يروي في هذا الإسناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة وقد قال سفيان بن عيينة كان بعض الشيوخ يَتَّقِي حديث عاصم بن عبيد الله الذي يحدث عن عبد الله بن عامر بن ربيعة (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه ج3/ص214)
الحديث الثاني: في قبر سعد بن معاذ
حكم الحديث: ضعيف جداً
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط صادر (ج3/ص432) أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن الحصين، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة القرظي قال: جاءت أم سعد بن معاذ تنظر إلى سعد في اللحد فردها الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها، فأقبلت حتى نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبنى عليه اللبن والتراب، فقالت: احتسبتك عند الله، وعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره، وجلس ناحية، وجعل المسلمون يردون تراب القبر ويسوونه، وتنحى رسول الله فجلس حتى سوي على قبره ورش عليه الماء، ثم أقبل فوقف عليه فدعا له ثم انصرف.
إسناده ساقط ضعيف جداً محمد بن عمر هو الواقدي متروك وإبراهيم بن الحصين مجهول وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة كذاب من ثم هو مرسل فالمسور لم يدرك الحادثة
الحديث الثالث: في قبر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم
حكم الحديث: ضعيف
أخرجه أبو داود في المراسيل (ص304) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (ج3/ص577) من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب، وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح وأخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج1/ص99) من طريق هارون بن معروف ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمد - هو الدراوردي -، عن عبد الله بن محمد يعني ابن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم زاد ابن عمر في حديثه: وإنه أول قبر رش عليه، وإنه قال: حين دفن، ففرغ منه عند رأسه: سلام عليكم ولا أعلمه إلا قال: حثا عليه بيده قال أبو داود ولم يقل القعنبي: يعني ابن عمر.
إسناده ضعيف لإرساله
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج6/ص187) حدثنا محمد بن زهير الأبلي قال: نا أحمد بن عبدة الضبي قال: نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم: رش على قبر ابنه إبراهيم.
وهذا إسناد باطل شاذ وإنما هذا المتن يروى عن الدراوردي، عن عبد الله بن محمد بن عمر، عن أبيه كما سبق وعلته محمد بن زهير الأبلي فقد قال السهمي وسألته - يعني الدارقطني - عن محمد بن زهير بن الفضل أبي يعلى بالأبلة فقال ما كان به بأس قد أخطأ في أحاديث سألت أبا محمد الحسن بن علي البصري عن أبي يعلى بن زهير فقال اختلط في آخره عمره قبل موته بسنتين ومات في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأدخل عليه فتى من أهل حران يفهم يقال له بن علوان حديث بن الرداد (سؤالات حمزة السهمي للدارقطني ص115) فمثله لا يسلم له هكذا إسناد
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط صادر (ج1/ص144) أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الله بن عاصم الحكمي، عن عمر بن الحكم بن ثوبان قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر فوضع عند قبره، ورش على قبره - يعني قبر إبراهيم - الماء.
إسناده ساقط ضعيف جداً محمد بن عمر هو الواقدي متروك وعبد الله بن عاصم الحكمي انقلب اسمه وهو مجهول ثم هو مرسل فعمر بن الحكم تابعي
الحديث الرابع:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص376) عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبر قد رش بالماء، فقال: أكنا قد صلينا على هذا؟ قالوا: لا، فصلى عليه.
إسناده ضعيف لإرساله
الحديث الخامس:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص376) عن ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع، فإذا هو بقبر رطب، فسأل عنه، فقالوا: يا رسول الله، هذه السويداء، التي كانت في بني غنم ماتت فدفنت ليلاً، قال: فصلى عليها.
وهذا إسناد ضعيف لإرساله وروى البخاري هذه القصة (الحديث برقم 458) ومسلم ليس فيه ذكر رش الماء عن أبي هريرة ، أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، أو شابا، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها، أو عنه ، فقالوا: مات، قال: أفلا كنتم آذنتموني قال: فكأنهم صغروا أمرها، أو أمره، فقال : دلوني على قبره فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم.
والخلاصة كل الأحاديث في هذا لا تثبت
وأما بالنسبة للآثار
الأثر الأول:
حكم الأثر: ضعيف
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج3/ص576) من طريق سليمان بن بلال - ثقة -، عن جعفر بن محمد، عن أبي: أن الرش على القبر كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد توبع سليمان بن بلال أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص376) عن ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، والأسلمي قالا: عن أبيه، قال: كان الرش على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت هذا السند خطأ أو فيه سقط وصوابه عن ابن عيينة والأسلمي قالا عن جعفر بن محمد عن أبيه فقد رواه الشافعي عن الأسلمي كما في مسنده (ص360) والأم (ج1/ص311) ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (ج3/ص576) وفي معرفة السنن والآثار (ج5/ص329) والبغوي في شرح السنة (ج5/ص401) أخبرنا إبراهيم بن محمد - هو الأسلمي - ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر إبراهيم ابنه ووضع عليه حصباء. لكن المتن مختلف وقد تابع الأسلمي على هذا المتن عبد العزيز الدراوردي أخرجه في سننه كما عند الذهبي في تنقيح التحقيق (ج1/ص319) ثنا الدراوردي، عن جعفر بن محمد - هو الصادق -، عن أبيه - هو محمد الباقر - أن رسول الله رش على قبره - قلت يعني قبر ابنه -، وجعل عليه من حصباء الغابة، ورفع قدر شبر.
ومدار هذه الأسانيد على محمد الباقر وهو ثقة لكنه لم يدرك عهد النبي فهو منقطع وبالتالي ضعيف
الأثر الثاني: رش قبر النبي بالماء
حكم الأثر: ضعيف جداً
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط صادر (ج2/ص306) والبيهقي في السنن الكبرى (ج3/ص577) من طريق الحسين بن الفرج كلاهما (ابن سعد والحسين بن الفرج) عن محمد بن عمر [وعند البيهقي: الواقدي]، حدثني عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله، قال: رُشَّ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم الماء. [زاد الحسين بن الفرج] وكان الذي رش الماء على قبره بلال بن رباح بقربة، بدأ من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه، ثم ضرب بالماء إلى الجدار، لم يقدر على أن يدور من الجدار.
إسناده ضعيف جداً الحسين بن الفرج ليس بشيء والواقدي متروك متهم بالكذب
ملحوظة: نقل بعض العوام عن موقع الدرر السنية أن ابن حجر قال حسن وهذا غير صحيح ولا يمكن لابن حجر أن يصحح حديثاً في سنده الواقدي! كيف وابن حجر نفسه قال في إتحاف المهرة (ج4/ص185) ما كان الواقدي يستحي من الكذب في صدر الحديث: أن مكة أحب الأرض إلى الله وفي آخره: أن المدينة أحب الأرض إلى الله، فسبحان من خذله حتى روى هذه الأشياء المتناقضة، والعجب من الحاكم يدخل في الصحيح هذه الأباطيل مع معرفته بضعف رواتها. انتهى كلام ابن حجر بتصرف
قلت وإنما موقع الدرر السنية قرأوا مقدمة كتاب ابن حجر هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة ط ابن القيم (ج1/ص58) وفيه يقول ابن حجر وما سكت عن بيانه فهو حسن. انتهى وابن حجر في نفس الكتاب (ج2/ص220) عندما ذكر هذا الحديث سكت عنه وقال أخرجه البيهقي ولم يتعرض للواقدي فعلى هذا الأساس قال موقع الدرر السنية حسن كما قال في المقدمة ولم يكن على موقع الدرر السنية نقل هذه الأشياء للعوام فكيف سنقنع العامي أن في سنده الواقدي وهو متروك متهم بالكذب وإن الحافظ ابن حجر
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط صادر (ج3/ص209) أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: جعل قبر أبي بكر مثل قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسطحاً، ورش عليه الماء.
إسناده موضوع محمد بن عمر هو الواقدي متروك متهم بالكذب وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة كذاب
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ط صادر (ج2/ص306) أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي، أخبرنا إسحاق بن أبي حرملة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبره الماء.
وهذا إسناد لا يصح إسحاق بن أبي حرملة مجهول من ثم هو مرسل
الأثر الثالث عن الحسن البصري
حكم الأثر: ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج3/ص54) حدثنا أبو أسامة، عن ربيع، عن الحسن، أنه لم يكن لا يرى بأساً برش الماء على القبر.
إسناده ضعيف ربيع هو ابن صبيح ضعيف
الأثر الرابع: عن الباقر
حكم الأثر: ضعيف جداً
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج3/ص54) حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر - هو الجعفي -، عن أبي جعفر- هو محمد بن علي الباقر -، قال: لا بأس برش الماء على القبر.
إسناده ضعيف جداً جابر متروك
الأثر الخامس: عن زياد ابن حية
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج3/ص54) حدثنا حرمي بن عمارة، عن عبد الله بن بكر، قال: كنت في جنازة ومعنا زياد بن جبير بن حية فلما سووا القبر، صب عليه الماء، فذهب رجل يمسه، ويصلحه، فقال زياد: يكره أن تمس الأيدي القبر، بعدما يرش عليه الماء.
عبد الله بن بكر هذا في عداد المجهولين لم أعرفه
والخلاصة كل الآثار في هذه المسألة لا تثبت
الإمام أبي حنيفة
قال محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة في الآثار ط النواد (ج1/ص266) في مسالة القبر: ولا نرى برش الماء عليه بأساً، وهو قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى. وهذا ثابت عن أبي حنيفة
هذا ما وقفت عليه والله تعالى أعلم