قال الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري: خطبت جارية من بني سلمة، فكنت أختبئ لها تحت الكرب حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها.
قال ابن رشد قد جاءت في اغتفال الرجل النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها آثار من ذلك ما روي ثم ذكر حديث جابر وفعل جابر (البيان والتحصيل ج4/ص304) قلت واغتفال يعني بغير أذنها وفعل جابر ومراقبته إياها هو هذا، وهذا دليل أن المرأة كانت كاشفة لوجهها وإلا فإلي ماذا كان ينظر جابر؟ وأين كان جابر حين أختبئ أفي بيتها أم في الشارع؟، ثم قد يقول بعض الناس هذه مخطوبة! قلت ليس كذلك لكن على فرض ذلك نقول مخطوبة لكن غير متزوجة وإلا فلماذا كان يختبئ جابر! فهل المرء يتزوج ثم ينظر إلى امرأته أم ينظر إليها قبل أن يتزوج فليتأمل المتأمل
حكم الأثر: حسن
أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج22/ص440) من طريق يونس المؤدب بن محمد وأبو بكر الأنباري في حديثه (ص30) من طريق عفان بن مسلم وأبو داود في السنن (ج2/ص228) من طريق مسدد بن مسرهد ثلاثتهم هن عبد الواحد بن زياد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن [وعند الأنباري: حدثني] داود بن الحصين، عن واقد بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ - الصواب واقد بن عمرو بن معاذ -، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها، فليفعل قال: فخطبت جارية من بني سلمة، فكنت أختبئ لها تحت الكرب حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها.
إسناده حسن وعند الأنباري صرح محمد بن إسحاق بالتحديث فانتفت شبهة التدليس
وأخرج أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج22/ص155) حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني داود بن الحصين مولى عمرو بن عثمان، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري فذكره.
وليس فيه قول جابر لكن ذكرته لأجل أن محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فانتفت شبهت التدليس
وأخرجه الحاكم في المستدرك (ج2/ص179) أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، أخبرني عمر بن علي بن مقدم، ثنا محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو بن معاذ، عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم امرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل فخطبت امرأة من بني سليم فكنت أتخبأ لها في أصول النخل حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها.
هذا والله تعالى أعلم