اقرأ المقال كله لتفهم
الجواب كلا بل ما زالت تستطيع أن توسوس لك والدليل ما أخرجه البخاري في صحيحه وغيره عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة، مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً [يقذف يعني يوسوس لكما].
فهذا في رمضان والرسول صلى الله عليه كان واقفاً مع زوجته فرآه هذان الرجلان فخشي الرسول أن يوسوس لهما الشيطان فيظنا به السوء وأنه يتكلم مع النساء الأجنبيات فقال الرسول إنما هي صفية يعني زوجتي ثم قال إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً.
وأما بالنسبة للحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه وغيره إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين. وفي رواية مسلم وصفدت الشياطين.
فلعل الجمع بين الحديثين أن الشياطين توسوس لكن ليس بذلك القدر كما في غير رمضان وهذا مثل السجين الذي يحاول الهرب من السجن ويداه قد شدت وقيدت بالأغلال فيصعب عليه التحرك وهو مقيد
هذا والله تعالى أعلم