حكم هذه القصة: الله أعلم بصحتها
أخرجها الآبري في مناقب الشافعي (ص83) أخبرني أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد فيما ناولنيه من كتابه بحمص - وكان معنا يكتب في الرحلة - عن محمد بن عقيل [هنا سقط (المزني أو الربيع)] قال: كنا يوماً عند الشافعي بين الظهر والعصر في الصحن في الصيف، والشيخ مستند، إذ جاء شيخ عليه جبة صوف وعمامة صوف وإزار صوف، وفي يده عكازة قال: فقام الشافعي فسوى عليه ثيابه، واستوى جالسا فسلم الشيخ وجلس قال: وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ: أسأل؟ فقال: اسأل. قال: أيش الحجة في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله عز وجل قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة قال: من أين قلت: اتفاق الأمة من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من كتاب الله قال: فأين من كتاب الله؟ قال: ففكر الشافعي ساعة قال: فقال الشيخ: أجلتك ثلاثة أيام؛ فإن جئت في الاتفاق بحجة من كتاب الله وإلا تبت إلى الله قال: فتغير لون الشافعي قال: ثم إنه ذهب فلم يخرج إلينا - يعني الشافعي - ثلاثة أيام ولياليها قال: فخرج اليوم الثالث في ذلك الوقت - يعني من الظهر والعصر- وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه - وهو مسقام - قال: فجلس فلم يكن بأسرع أن جاء الشيخ فسلم وجلس فقال: حاجتي فقال الشافعي: نعم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله عز وجل: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم}، لا نصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض قال: فقال له: صدقت ثم قام الشيخ وذهب قال الفريابي: قال المزني أو الربيع: قال الشافعي: لما ذهب الشيخ قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقعت عليه. قلت: هذه الحكاية فيها نظر، والاستدلال بالآية الكريمة لو احتج به الشافعي كان أولى المواضع به كتاب الرسالة، ولم يذكر الشافعي ذلك في الرسالتين لا القديمة ولا الجديدة، وسند هذه الحكاية فيه انقطاع والله أعلم. انتهى
لا أدري قوله (قلت هذه الحكاية فيها نظر... وسند هذه الحكاية فيه انقطاع) من قول الآبري أم من قول محقق كتاب الآبري ولم أقف على نسخة pdf بل نسخة بصيغة المكتبة الشاملة ولا أدري بصراحة أين الانقطاع بل هو إسناد متصل وقال الدارقطني في ترجمة أبي سعيد محمد بن عقيل الفريابي سمع أبا إبراهيم المزني (المؤتلف والمختلف للدارقطني ج3/ص1584 وللفائدة انظر تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب ج1/ص115) وأخرج البيهقي من طريق حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن عقيل الفريابي، قال: حدثنا المزني (مناقب الشافعي ج1/ص420) وعليه فقد أدرك الربيع بن سليمان المرادي أيضاً
وقال السبكي إن ثبتت هذه الحكاية فيمكن أن يكون هذا الشيخ الخضر عليه السلام وقد فهمه الشافعى حين أجله واستمع له وأصغى لإغلاظه في القول واعتمد إشارته وسند هذه الحكاية صحيح لا غبار عليه (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج2/ص245) قلت الخضر على الأقل مختلف فيه أهو حي أم ميت والمحققون على أنه ميت وأما قوله سنده صحيح لا غبار عليه فلا أدري من وثق محمد بن عقيل الفريابي توثيقاً صريحاً سوى أن البعض قال هو فقيه والله أعلم بصحة هذه الحكاية
وأخرجها البيهقي في كتابه أحكام القرآن (ج1/ص39) وفي المدخل إلى علم السنن ت عوامة (ج1/ص408) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج51/ص362) أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني، أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد الحافظ الأسترآبادي قال: سمعت أبا سعيد محمد بن عقيل الفاريابي، يقول: قال المزني والربيع [وفي المدخل وعند ابن عساكر: المزني أو الربيع]: كنا يوماً عند الشافعي، إذ جاء شيخ، فقال له: أسأل؟ قال الشافعي: سل
قال: أيش الحجة في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله
قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة قال: ومن أين قلت اتفاق الأمة، من كتاب الله؟ فتدبر الشافعي رحمه الله ساعة فقال الشيخ: أجلتك ثلاثة أيام فتغير لون الشافعي ثم إنه ذهب فلم يخرج أياما قال: فخرج من البيت في اليوم الثالث، فلم يكن بأسرع أن جاء الشيخ فسلم فجلس، فقال: حاجتي؟ فقال الشافعي رحمه الله: نعم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله عز وجل: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا لا يصليه جهنم على خلاف سبيل المؤمنين، إلا وهو فرض قال: فقال: صدقت وقام وذهب قال الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى وقفت عليه.
وتابع أبا عبد الله الحافظ أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان أخرجه ابن عساكر
هذا والله تعالى أعلم