إثبات صحة سألت امرأة عائشة عن المرأة تحف جبينها فقالت أميطي عنك الأذى

حكم الأثر: حسن ووقفت له على طريق جديد بفضل الله وبه يصح كما سيأتي

أخرجه علي بن الجعد في المسند (ص80) أنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: دخلت امرأتي على عائشة، وأم ولد لزيد بن أرقم، فقالت لها أم ولد زيد بن أرقم ..... وسألتها امرأتي عن المرأة تحف جبينها فقالت: أميطي عنك الأذى ما استطعت.
- امرأة أبي إسحاق اسمها العالية بنت أيفع بن شراحيل وَأعَلَّ خبرها هذا الشافعي في قصة زيد بن أرقم في كتابه الأم يشير إلى جهالتها أما قصة الحف فلم يذكرها الشافعي وقال الدارقطني في السنن (ج3/ص447) أم محبة والعالية مجهولتان لا يحتج بهما وقال البيهقي في السنن الصغير (ج2/ص265) وامرأة أبي إسحاق لم تثبت عدالتها وقال ابن عبد البر في الاستذكار (ج6/ص272) وامرأة أبي إسحاق وامرأة أبي السفر وأم ولد زيد بن أرقم كلهن غير معروفات بحمل العلم وقال ابن حزم في المحلى بالآثار (ج7/ص550) امرأة أبي إسحاق مجهولة الحال
بينما ذهب ابن الجوزي إلى توثيقها وذكرها ابن حبان في الثقات وغلط البعض فقال ذكرها العجلي في الثقات وإنما التي ذكرها العجلي كما في طبعة الدار فهي العالية بنت سبيع

وله لفظ آخر أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج3/ص97) عن معمر، والثوري، عن أبي إسحاق، عن امرأة أبي السفر، أنها كانت عند عائشة، فسألتها امرأة؟ فقالت: يا أم المؤمنين، إن في وجهي شعرات، أفأنتفهن أتزين بذلك لزوجي؟ فقالت عائشة: أميطي عنك الأذى، وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة. قلت (أفأنتفهن) منكر وهو مخالف لسائر الطرق التي فيها (الحف) بدل (النتف) وأيضًا قوله (فسألتها امرأة) خطأ والتي سألت عائشة هي العالية امرأة أبي إسحاق والدبري هو راوي مصنف عبد الرزاق فلعله هذا من مناكيره والعلم عند الله وأبو إسحاق سمع هذا من زوجته العالية عن امرأة أبي السفر وهذا الحديث هو قصتين قصة زيد بن أرقم وقصة الحف

وأما الطريق الجديد فهو ما أخرجه محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة في كتابه الآثار طبعة دار النوادر (ج2/ص765) ومن طريقه ابن خسرو في مسند أبي حنيفة (ج1/ص434) وأيضًا أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر البغدادي في مسند أبي حنيفة كما عند أبي المؤيد الخوارزمي في مسند الإمام الأعظم أبي حنيفة (ج2/ص324-325) أخبرنا أبو حنيفة قال: حدثنا زياد بن علاقة، عن عمرو بن ميمون، عن عائشة رضي الله عنها، أن امرأة سألتها: أحف وجهي؟ فقالت: أميطي عنك الأذى. رجاله ثقات سوى أبي حنيفة فهو ضعيف في الحديث لكنه شاهد لما سبق وبه يصح وبالله التوفيق وعمرو بن ميمون من كبار التابعين وروى الإمام أحمد في المسند من طريق زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون سألت عائشة فهذا تصريح بالسماع وأنه سمعها وأخرجه أيضًا من نفس طريق أحمد الإمام مسلم في صحيحه وهو حديث كان يقبل في رمضان وهو صائم ورواه أبو حنيفة أيضًا يعني حديث يقبل وهو صائم من نفس طريق زياد بن علاقة وهو في كتاب الآثار لأبي يوسف القاضي وقال محمد الشيباني عقب هذا الأثر أي أثر الحف وبه نأخذ وهو قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى.

قلت وأشار إليه ابن حجر في الإيثار بمعرفة رواة الآثار (ص219) ولم يسق إسناده فقال "عمرو بن ميمون إن امرأة سألت عائشة أأحف وجهي الحديث". انتهى

وإن قال قائل لنا في الأول ذكر الجبين وبعدها الوجه قلنا لا تعارض لأن الجبين من الوجه

وله شاهد آخر أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الآثار طبعة دار النوادر (ج2/ص764) وأبو يوسف القاضي في الآثار (ص236) كلاهما من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن امرأة سألتها: أحف وجهي؟ فقالت: أميطي عنك الأذى ولفظ أبي يوسف أنها سألتها امرأة عن الحف؟ فقالت: أميطي الأذى عن وجهك.

مرسل أي منقطع قال أبو حاتم الرازي لم يلق إبراهيم النخعي أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عائشة ولم يسمع منها شيئًا فإنه دخل عليها وهو صغير وقال أبو زرعة الرازي إن إبراهيم دخل على عائشة وهو صغير ولم يسمع منها شيئًا (المراسيل لابن أبي حاتم ص9 و10)

وله شاهد آخر أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج8/ص56) أخبرنا المعلى بن أسد، حدثنا المعلى بن زياد القطعي، حدثتنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت: شجرة طيبة وماء طهور وسألتها عن الْحُفَافِ فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مُقْلَتَيْكِ فتضعيهما أحسن مما هما فافعلي. بكرة مجهولة العين 

وقال الحكيم الترمذي في كتابه المنهيات (ص124) وسئلت عائشة رضي الله عنها: عن حف المرأة لزوجها جبينها؟ ونتف الشعر حتى تحفيها، فقالت: لا بأس به، إنما هي شيء تزين المرأة به نفسها لزوجها. لم أقف عليه مسندًا

وروي عن عائشة بإسناد مظلم أنها قالت: لو كان في وجه بنات أخي لأخرجته ولو بشفرة (انظر تخريجه بالتفصيل هنا)

والخلاصة أصح لفظ هو سؤال المرأة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حف الوجه وأن عائشة قالت لها أميطي عنك الأذى

وثبت عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز حف الوجه (انظر تخريج قوله هنا)

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق