مدى صحة قال ابن المبارك خرجت إلى الجهاد راكباً على فرسٍ لي فبينما أنا في الطريق

انتشر في الإنترنيت بلفظ (رويَ عن سيدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه قال: خرجت إلى الجهاد راكباً على فرسٍ لي فبينما أنا في الطريق فإذا بالفرس قد صُرِّع وسقط على الأرض فمر بي رجلٌ حَسنُ الوجه طيب الرائحة فقال لي أتحب أن تركب فرسك؟! قلتُ نعم فوضع يده على جبهة الفرس وقال أقسمت عليك أيتها العِلّة بِعِزّة عِزّة الله وبعظمة عظمة الله وبجلال جلال الله وبقدرة قدرة الله وبسلطان سلطان الله... وَبِلَا إله إلّا الله وبما جرى بـه القلم من عند الله وَبِلَا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إلّا إنصَرَفتِ قال ابن مبارك فانتفض الفرس وقام وكأنه لم يُصَبْ بشيئ فأخذ الرجل بركابه وقال إركَبْ فَرَكبتُ ولحقتُ بأصحابي فلما كان من غُدَاة  وظهرنا على العدو فإذا هو بين أيدينا فقلت: ألـستَ أنت صاحبي بالأمس ؟! قال بلى فقلتُ سألتك بالله من أنت ؟! فوثب قائماً فاهتزت الأرض تحته خضراء فإذا هو الخضر عليه السلام يقول ابن مبارك والله ما قرأت هذه الكلمات على مَرِيضْ إلّا وشُـفِيّ بإذن الله تعالى) 

حكم القصة: ليس لها إسناد وبالتالي لا تصح

ذكرها ابن بشكوال في كتابه المستغيثين (ص120-121) حيث قال: حكاية عجيبة لابن المبارك تشبهها من كتاب يحيى بن مجاهد رحمه الله قال عبد الله بن المبارك: غزونا من طرسوس، فخرجت في سرية ومعي دابة أثق بها ما معي جنيبة، حتى إذا صرنا في بعض الطريق انصرع الفرس قال: فجلست حذاءه فمر بي رجل حسن الوجه، طيب الرائحة، وقد مضى الناس، فقال لي: ما يجلسك، يا ابن المبارك؟ فقلت: أنتظر قضاء الله في فرسي قال: وتحب أن تركب فرسك؟ قلت: ومن لي بذلك قال: فتقدم إلى الفرس، فوضع يده على جبهته، حتى انتهى إلى مؤخره وقال: «أقسمت عليك أيتها العلة، بعزة عزة الله وعظمة عظمة الله، وبجلال جلال الله، وبقدرة قدرة الله، وبسلطان سلطان الله، وبلا إله إلا الله، وبما جرى به القلم من عند الله، وبلا حول ولا قوة إلا بالله، إلا انصرفت قال: فوثب الفرس فانتفض فأخذ بركابي وقال: اركب فركبت ولحقت بأصحابي فقلت: ما هذه نصفة أخلي رجلا في بلد العدو إلا أردفته ورائي ثم قلت: إن الذي أراني من بركته قادر أن يسلمه فلما كان في غداة غد ظفرنا بالعدو، فإذا هو بين أيدينا يدلنا على الذخائر، ويحذرنا من العدو، ويسهل علينا الصعائب فقلت: ألست صاحبي بالأمس؟ فقال: بلى قال: فقلت: سألتك بالله من أنت؟ قال: فوثب قائما، فاهتزت الأرض تحته خضراء، فإذا هو الخضر صلى الله عليه وسلم قال ابن المبارك: فما قلت هذه الكلمات على عليل إلا شفي إلا أن يحضر أجله كتب عليه أبو بكر بن مجاهد رحمه الله في حاشية كتابه: جيد شريف.

وابن المبارك رحمه الله نفسه صح عنه أنه قال: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (انظر تخريجه هنا). فكيف نصدق قصة عنه ليس لها إسناد!

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق