مدى صحة قال عمر تفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري

قال عطاء بن أبي رباح حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز أنها دخلت على عمر فإذا هو جالس في مصلاه معتمدًا يده على خده سائلة دموعه على لحيته فقلت يا أمير المؤمنين الشئ حدث قال يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحمرها وأسودها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والغازي المجهود والمظلوم المقهور والغريب الأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سيسألني عنهم يوم القيامة وإن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت.

حكم الأثر: جيد

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج45/ص196) أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نا أبو جعفر محمد بن الحسن الأسدي نا عمر بن ذر حدثني عطاء بن أبي رباح قال حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز فذكرته.
- أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد قال ابن القلانسي حمزة التميمي كان مشهورًا بالخير والعفاف، وسلامة الطبع (تاريخ دمشق لابن القلانسي ص484)
- أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني هو نصر بن أحمد بن الفتح بن هارونان المؤدب روى عنه ثلاثة
- أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني وكان ثقة (تاريخ دمشق لابن عساكر ج17/ص43)
- أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم هو الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه قال عبد العزيز بن أحمد الكتاني وكان ثقة ثبتًا مأمونًا (تاريخ دمشق لابن عساكر ج13/ص360)
- أحمد بن محمد بن إسماعيل هو أبو الدحداح التميمي صدوق (انظر ترجمته في تاريخ دمشق لابن عساكر ج5/ص220 وسير أعلام النبلاء للذهبي طبعة الرسالة ج15/ص268)
- أبو جعفر محمد بن الحسن الأسدي هو أبو عبد الله ويقال أبو جعفر محمد بن الحسن بن الزبير صدوق سيء الحفظ
- عمر بن ذر هو أبو ذر عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة ثقة

وقد توبع عمر بن ذر أخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (ص112) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج45/ص197) وطراد في مجلس من إملاء أبي الفوارس الزينبي رواية الطوسي (ص6) حدثنا بشر بن معاذ العبدي، عن محمد بن عبيد [وعند ابن عساكر وطراد: عبيد الله] القرشي، عن حماد بن النقد [وعند ابن عساكر وطراد: حماد بن النضر]، عن محمد بن المنكدر [وعند ابن عساكر وطراد: محمد بن المنذر]، عن عطاء، قال: دخلت على فاطمة بنت عبد الملك بعد وفاة عمر بن عبد العزيز فقلت لها: يا بنت عبد الملك، أخبريني عن أمير المؤمنين، قالت: أفعل ولو كان حيًا ما فعلت، إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس كان يقعد لهم يومه فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وصله بليله إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه فدعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ثم قام فصلى ركعتين ثم أقعى واضعًا رأسه على يده تسايل دموعه على خده يشهق الشهقة فأقول: قد خرجت نفسه وانصدعت كبده فلم يزل كذلك ليلته حتى برق له الصبح ثم أصبح صائمًا قالت: فدنوت منه فقلت: يا أمير المؤمنين لشيء ما كان قبل الليلة ما كان منك؟ قال: أجل فدعيني وشأني وعليك بشأنك قالت: فقلت له إني أرجو أن أتعظ قال: إذا أخبرك إني نظرت إلي فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها وأسودها وأحمرها ثم ذكرت الغريب الضايع والفقير المحتاج والأسير المفقود وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله مسائلي عنهم وأن محمدا صلى الله عليه وسلم حجيجي فيهم فخفت أن لا يثبت لي عند الله عذر ولا يقوم لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة فخفت على نفسي خوفًا دمعت له عيني ووجل له قلبي فأنا كلما ازددت لها ذكرًا ازددت لهذا وجلًا وقد أخبرتك فاتعظي الآن أو دعي. 

محمد بن عبيد الله هو العتبي وحماد بن النقد تصحيف والصواب ابن النضر ومحمد بن المنذر أيضًا تصحيف والصواب ابن المنكدر وقال الذهبي: وروى: حماد بن النضر، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء، عنها، نحوه (سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج5/ص132)

وقد توبع بشر بن معاذ أخرجه ابن طيفور في كتابه بلاغات النساء (ص74) أخبرنا محمد بن سعد قال أخبرنا السجستاني قال أخبرنا العتبي قال حدثني حماد بن النضر عن محمد بن الليث عن عطا قال قلت لفاطمة بنت عبد الملك أخبريني عن عمر بن عبد العزيز قالت أفعل ولو كان حيا ما فعلت إن عمر رحمه الله كان قد فرغ للمسلمين نفسه ولأمورهم ذهنه فكان إذا أمسى مساء لم يفرغ فيه من حوائج يومه دعا بسراجه الذي كان يسرج له من ماله ثم صلى ركعتين ثم أقعى واضعا رأسه على يديه تسيل دموعه على خديه يشهق الشهقة يكاد ينصدع لها قلبه أو تخرج لها نفسه حتى يرى الصبح وقد أصبح صائما فدنوت منه فقلت له يا أمير المؤمنين ألشيء كان منك ما كان قال أجل فعليك بشأنك وخلني بشأني فقلت إني أرجو أن أيقظ قال إذن أخبرك أنى نظرت فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها ثم ذكرت الفقير الجائع والغريب الضائع والأسير المقهور وذا المال القليل والعيال الكثير وأشياء من ذلك في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله عز وجل سائلي عنهم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيجي لا يقبل الله مني فيهم معذرة ولا تقوم لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة فرحمت والله يا فاطمة نفسي رحمة دمعت لها عيني ووجع لها قلبي فأنا كلما ازددت ذكرا ازددت خوفا فأيقظي أودعي. 
- السجستاني هو أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان النحوي المقرئ البصري
- العتبي هو أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية الأخباري 
- محمد بن الليث لعله تصحيف والصواب ابن المنكدر والله أعلم

وقال عبد الله بن عبد الحكم في كتابه سيرة عمر بن عبد العزيز (ص150) قال أرسل عطاء إلى فاطمة بنت عبد الملك أخبريني عن أحوال عمر قالت أفعل إن عمر رحمة الله عليه كان قد فرغ للمسلمين نفسه ولأمورهم ذهنه فكان إذا أمسى مساء لم يفرغ فيه من حوائج يومه وصل يومه بليلته إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه فدعا بسراجه الذي كان من ماله فصلى ركعتين ثم أقعى واضعا رأسه على يديه تسيل دموعه على خديه يشهق الشهقة يكاد ينصدع قلبه لها وتخرج لها نفسه حتى برق الصبح فأصبح صائما فدنوت منه فقلت يا أمير المؤمنين أليس كان منك ما كان قال أجل فعليك بشأنك وخليني وشأني قالت فقلت إني أرجو أن أتعظ قال إذن أخبرك إني نظرت فوجدتني قد وليت أمر هذه الأمة أسودها وأحمرها ثم ذكرت الفقير الجائع والغريب الضائع والأسير المقهور وذا المال القليل والعيال الكثير وأشباه ذلك في أقاصي البلاد وأطراف الأرض فعلمت أن الله سائلي عنهم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيجي فيهم فخفت أن لا يقبل الله مني معذرة فيهم ولا تقوم لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة فرحمت والله يا فاطمة نفسي رحمة دمعت لها عيني ووجع لها قلبي فأنا كلما ازددت لها ذكرا ازددت منها خوفا فاتعظي إن شئت أو ذري.

وقول فاطمة " فدعا بسراجه الذي كان من ماله " صحيح (انظر تخريجه هنا)

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق