إذا أصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول من أضل مسلما ألبسته التاج

قال الصحابي أبو موسى الأشعري: عرش إبليس على البحر، وحوله الحيات فإذا أصبح إبليس بث جنوده في الأرض فيقول: من أضل مسلماً ألبسته التاج فيقول له القائل: لم أزل بفلان حتى طلق امرأته، قال: يوشك أن يتزوج ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى عق، قال: يوشك أن يبر ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى زنى، قال: أنت ويقول آخر: لم أزل بفلان حتى شرب الخمر قال: أنت قال: ويقول آخر لم أزل بفلان حتى قتل فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج.

حكم الحديث: صحيح موقوفًا وله حكم الرفع

الطريق الأول: أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري

قلت رواه عطاء بن السائب وله عنه ثلاثة طرق

1- رواه سفيان الثوري واختلف عنه

فرواه ابن المبارك أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص55) ومن طريقه ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص30) وأبو نعيم الفضل بن دكين أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص142) كلاهما عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى موقوفًا

وخالفهما أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري أخرجه الروياني في المسند (ج1/ص362) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج4/ص390) وابن حبان في صحيحه (ج14/ص68) فرواه عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا.

والصواب الموقوف وعند الحاكم وابن حبان "حتى أشرك" بدل "حتى شرب الخمر" والصواب شرب الخمر

2- تابع سفيان إبراهيم بن طهمان ورفعه

أخرجه ابن منده في مجالس من أماليه (ص419) ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج2/ص237) أخبرنا محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، أنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، أنا حفص بن عبد الله السلمي، أنا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يبعث جنوده إلى المسلمين فقال: أيكم أضل رجلا ألبسته التاج، فإذا رجعوا قال لبعضهم: ما صنعت؟، قال: ألقيت بينه وبين أخيه عداوة، قال: ما صنعت شيئا سوف يصاحبه، ثم يقول للآخر فأنت ما صنعت؟ قال: ما زلت به حتى طلق امرأته، قال: ما صنعت شيئا سوف يتزوج أخرى، فقال لآخر: ما صنعت؟ قال: لم أزل به حتى شرب الخمر، قال: أنت أنت، ثم يقول لآخر: فأنت ما صنعت؟ فيقول: ما زلت به حتى زنى قال: أنت أنت، ثم يقول لآخر فأنت ما صنعت؟ قال: ما زلت به حتى قتل فيقول له: أنت أنت.

3- فضيل بن عياض مرفوعًا

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج8/ص128) حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان ومحمد بن جعفر قالوا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن إبليس يبعث جنوده كل صباح ومساء فيقول: من أضل رجلا أكرمته، ومن فعل كذا فله كذا فيأتي أحدهم فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته قال: فتزوج أخرى فيقول: لم أزل به حتى زنى فيجيزه ويكرمه ويقول: لمثل هذا فاعملوا، ويأتي آخر فيقول: لم أزل بفلان حتى قتل، فيصيح صيحة يجتمع إليه الجن فيقولون له: يا سيدنا ما الذي فرحك فيقول: أخبرني فلان أنه لم يزل برجل من بني آدم يفتنه ويصده حتى قتل رجلا فدخل النار فيجيزه ويكرمه كرامة لم يكرم بها أحدا من جنوده ثم يدعو بالتاج فيضعه على رأسه ويستعمله عليهم.

إسناده ضعيف

الطريق الثاني: أبو وائل شقيق بن سلمة عن أبي موسى الأشعري موقوفًا

قال ابن ابي حاتم في علل الحديث (ج5/ص663) وسألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن أبي موسى قال: عرش إبليس على البحر، وحوله الحيات، فإذا أصبح بث جنوده، فيقول: أيكم أكفر آدمياً، لأضعن التاج على رأسه، وذكر الحديث قال أبو محمد: ورواه أبو عوانة، عن عاصم - هو ابن أبي النجود -، عن أبي وائل - هو شقيق بن سلمة -، عن أبي موسى؟ قال أبي: أبو عوانة أحفظ من حماد.

وأصل هذا الحديث عند مسلم في صحيحه (برقم 67) من طريق أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه.

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق