سأسرد لكم بعض الأقوال الصحيحة عن هذا الإمام الجبل
قال الهيثم بن جميل: شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري.
حكم الأثر: صحيح
أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص422) أخبرني الوليد بن عتبة قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: فذكره.
إسناده صحيح
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر، حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها قال فسل، قال فسأل الرجل عن أشياء فقال: لا أحسن، قال فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شئ قال: وأي شئ أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم؟ قال تقول لهم قال مالك بن أنس: لا أحسن.
حكم الأثر: صحيح
أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (ج1/ص18) ومن طريقه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص838) حدثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: فذكره وتابع ابن سنان أحمد بن إبراهيم الدورقي أخرجه ابن عبد البر في الانتقاء (ص37-38) وفيه قال الرجل: ومن يعلمها قال مالك: من علمه الله قال عبد الرحمن قالت الملائكة {لا علم لنا إلا ما علمتنا} وتابعه أحمد بن حنبل أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج2/ص370) وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص323) وابن الجوزي في تعظيم الفتيا (ص87) لكن في سند ابن الجوزي سقط أبو طالب وأحمد بن حنبل وتابعه أيضًا علي بن عبد الله المديني أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص323)
وقال عمرو بن يزيد المصري لمالك بن أنس يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم وأنفقوا نفقاتهم يسألونك عما جعل الله عندك من العلم تقول: لا أدري فقال: يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه والعراقي من عراقه والمصري من مصره فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب به فأين أجدهم؟ قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك هذا فبكى ثم قال مالك فإنه مالك والله أقوى عليه من الليث والليث والله أضعف عنه من مالك
حكم الأثر: صحيح
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص324) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج6/ص324) حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز، ثنا الحارث بن مسكين، عن عمرو بن يزيد، شيخ من أهل مصر صديق لمالك بن أنس قال: قلت لمالك: يا أبا عبد الله فذكره زاد ابن عساكر: هذا فبكى الزيادة. عمرو بن يزيد لم أعرفه لكن يشهد له ما قبله وما سيأتي أيضًا
وقال عبد الله بن وهب المصري لأبي حفص التنيسي لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس: لا أدري فعلت.
حكم الأثر: صحيح
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج6/ص323) حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا أبو حفص التنيسي، عن ابن وهب، قال: لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس: لا أدري فعلت.
إسناده فيه ضعف يسير ولكن له طريق آخر كما سيأتي
- إبراهيم بن عبد الله هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق المعدل الأصبهاني القصار
- محمد بن إسحاق هو أبو العباس السراج الثقفي
- أبو حفص التنيسي هو عمرو بن أبي سلمة صدوق في حفظه ضعف قال ابن يونس المصري وأبو زكريا بن منده ثقة وقال يحيى بن معين وزكريا بن يحيى الساجي ضعيف وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال العقيلي في حديثه وهم (تهذيب الكمال للمزي ط الرسالة ج22/ص54 إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق ج10/ص183 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج6/ص235 والضعفاء الكبير للعقيلي ط العلمية ج3/ص272)
وله طريق آخر أخرجه محمد بن فتوح الحميدي في جذوة المقتبس (ص306) أخبرنا أبو محمد علي بن أحمد، قال: حدثنا الكناني، قال: حدثنا أحمد بن خليل، قال: حدثنا خالد بن سعد، قال: وحدثني عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن أبي زيد، قال: حدثنا إبراهيم بن نصر، قال: أخبرنا أبو الطاهر عن ابن وهب، قال: لو شئت أن أنصرف كل يوم عن مالك وألواحي مملوءة من لا أدري لفعلت.
- أبو محمد علي بن أحمد هو الإمام ابن حزم الظاهري صاحب التصانيف
- الكناني هو عبد الرحمن بن سلمة
- أحمد بن خليل قال محمد بن فتوح وأنا أظنه أحمد بن دحيم بن خليل الذي يروي عن إبراهيم بن حماد بن أخي إسماعيل بن إسحاق القاضي، نسب إلى جده والله أعلم (جذوة المقتبس ص122)
- خالد بن سعد هو القرطبي إمام ثقة
- عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن أبي زيد ثقة وهو أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن يزيد بن برير، من موالي معاوية بن أبي سفيان يعرف بابن أبي زيد (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص348)
- إبراهيم بن نصر هو أبو إسحاق بن أبرول الجهني السرقسطي القرطبي قال ابن الفرضي وكان عالما بالحديث، بصيرا بعلله حدث عنه عثمان بن عبد الرحمن بن أبي زيد، وثابت بن حزم السرقسطي، وغيرهما وكان ثقة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص20)
- أبو الطاهر هو أحمد بن عمرو بن عبد الله ابن السرح القرشي ثقة
ومن شواهده ما قاله أبو نعيم الفضل بن دكين ما رأيت عالما قط أكثر قولا لا أدري من مالك بن أنس
أخرجه ابن الجوزي في تعظيم الفتيا (ص87) أخبرنا ابن ناصر، حدثنا أبو سهل، أنا أبو الفضل القرشي، حدثنا ابن مردويه حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن معدان: حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، قال: سمعت أبا نعيم يقول: فذكره.
- ابن ناصر هو أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي
- أبو سهل هو محمد بن إبراهيم بن سعدويه
- أبو الفضل القرشي هو محمد بن الفضل
- عبد الله بن محمد بن أحمد بن معدان هو أبو الحسين الأصبهاني العصفري
وله طريق آخر أخرجه محمد بن فتوح الحميدي في جذوة المقتبس (ص306) بتصرف أخبرنا أبو محمد علي بن أحمد، قال: حدثنا الكناني، قال: حدثنا أحمد بن خليل، قال: حدثنا خالد بن سعد، قال: وحدثني عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن أبي زيد، قال: حدثنا إبراهيم بن نصر وحدثنا محمد بن إسماعيل، قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: ما رأيت أحدا أكثر قولا لا أدري من مالك بن أنس. قد تقدم تراجم الرواة فوق
وأيضًا قال ابن عبد البر في الانتقاء (ص37) ذكر أبو بشر الدولابي أخبرنا أبو موسى العباسي عن الزبير بن بكار قال نا محمد ابن مسلمة المخزومي عن مالك بن أنس قال جُنَّةُ الْعَالِمِ لَا أَدْرِي إِذَا أَغْفَلَهَا أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ. إسناده صحيح إن كان أبو موسى العباسي هو هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمي فقد قال ابن حجر في أثر عن ابن عمر أخرجه الدارقطني وفيه هارون بن محمد عن الزبير بن بكار (كتاب موافقة الخبر لابن حجر ج1/ص19)
ويشهد له أيضًا ما أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص323) حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا موسى بن هارون، ثنا نصر بن داود بن طوق، قال: سمعت سعيد بن سليمان، يقول: قلما سمعت مالكا، يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية: 32]
- موسى بن هارون هو أبو عمران موسى بن هارون بن سعيد الأصبهاني الأصم
- نصر بن داود بن طوق هو أبو منصور نصر بن داود بن منصور بن طوق الصاغاني ويعرف بالخلنجي قال ابن أبي حاتم ومحله الصدق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص472)
وفي ظني أن مالك بن أنس تعلم هذا أي "لا أدري" من صاحبه وشيخه عبد الله بن يزيد بن هرمز فقد أخرج أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (ص422) حدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن وهب عن مالك قال: سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده: لا أدري، حتى يكون أصلا منه في أيديهم، حتى إذا سئل أحدهم عما لا يعلم، قال: لا أدري.
إسناده صحيح
هذا والله تعالى أعلم