قلت ليس ابن عمر إنما هو ابن عباس ولم يقل لا تصاحبني إنما هذا قد ورد في حادثة أخرى عن طاوس كما سيأتي وعلى كل حال فكلا الأثرين لم يصحَّا بل هما ضعيفان
أما أثر ابن عباس فقد أخرجه أبو بكر الدينوري في المجالسة (ج3/ص297) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو زيد، عن أبي عبيدة، قال: قال عكرمة: كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس رضي الله عنهما، فمر غراب يصيح؛ فقال رجل من القوم: خير خير! فقال ابن عباس: لا خير ولا شر.
إسناده ضعيف جداً فيه علتان
الأولى: أبو بكر الدينوري صاحب الكتاب اسمه أحمد متهم بالكذب اتهمه الدارقطني (انظر ترجمته في الميزان للذهبي ج1/ص156 ولسان الميزان لابن حجر ج1/ص309)
والثانية: أبو عبيدة وهو معمر بن المثنى النحوي البصري صدوق لكنه لم يسمع من عكرمة فهو منقطع وذلك لأن أبا عبيدة ولد بعد وفاة عكرمة
وأبو زيد هو عمر بن شبة النميري صاحب كتاب تاريخ المدينة
وأما أثر طاوس فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج8/ص408) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج4/ص4) عن معمر، عن ابن طاووس، أو غيره، أن رجلاً كان يسير مع طاووس، فسمع غراباً نعب، فقال: خير، فقال طاووس: أي خير عند هذا أو شر، لا تصحبني أو لا تسر معي.
إسناده ضعيف للشك أهو ابن طاوس أم غيره وقد جهدت أن أقف له على طريق آخر له ليس فيه الشك ولم أقف وقد قال ابن مفلح في الآداب وروى الخلال عن طاوس فذكره. انتهى ولم أقف عليه مسندًا
هذا والله تعالى أعلم