تنبيه هام إلى أصحابي مجموعات الفيس بوك والناس التي فيها

السلام عليكم

هناك الكثير من المجموعات على الفيس والبعض منها همهم التفاعل فقط! فينشر منشوراً عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بدافع التفاعل! إلى أين أيتها الأمة؟ هل التفاعل أصبحت آخر أمانيكم فانحرفتم عن الهدف الرئيسي للدعوة بل وصل البعض بهم أحياناً لينشروا منشوراً دون النظر في صحته من أجل التفاعل فينشر حديثاً موضوعاً أو ضعيفاً جداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم

يجب أن يخرج من قلبكم بدافع الإيمان وليس بدافع التفاعل! وقد رأيت من طلاب العلم عندما يناقشون بعض العامة يتكبرون فيأبون الحق خشية الناس وخشية أن يقول له الناس قد أخطأت! أين الإيمان بالله؟ هل هكذا تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم الأعمال بالنيات فوالله كيفما تكون نياتكم ستكتب هكذا وويل لنية غرضها عرض من الدنيا وظاهرها صلاح مخادع

وقد رأيت في بعض هذه المجموعات ما يبعث في قلبي الحزن فترى أحياناً الواحد منهم ينشر حديثاً فإذا قلت له هو حديثٌ ضعيفٌ رد عليك قائلاً الجملة المشهورة في فضائل الأعمال وكأنه سيضحك بذلك على أهل العلم وينفذ!

أوليس الحديث الضعيف له شروط؟! فأنت كيف تنشر حديثاً ضعيفاً ولم تخضعه لشروطه! منها يجب أن ينبه إلى ضعفه وأن يكون له أصل ..إلى آخره فهذا إن دل دل أنه لم يعرف أنه حديث ضعيف قبل أن ينشره ولكن بعد أن نشره وانتقده أهل العلم تحجج بفضائل الأعمال لكي لا يتراجع عن منشوره أمام الناس فخشي الناس ونسي رب الناس وقد ناقشت مرة شخصاً لا يملك أدباً فقلت له هذا حديثٌ ضعيفٌ جداً وهكذا قال الألباني أيضاً فرد علي بأن الألباني تعليمه حاصل!! ووالله والذي خلق السماوات والأرض لم يكن يعرف شيئاً في علم الحديث قط فأتيت له بكلام الأئمة الكبار الذي يوافق الألباني فأصبح يدور ويهرب ولكن ماذا في الأخير؟ هل سيستطيع أن يهرب من رب السماوات والأرض؟ كلا بعزته وجلاله فكلنا سنقف أمامه ونسئل عما كنا نفعل

يُقال للشخص منهم أحياناً اتقي الله فيغضب غضباً شديداً وينتفض ويرد بأبشع الأساليب ورحم الله مالك بن المغول عندما قيل له اتقي الله فوضع خده على الأرض (انظر تخريجه هنا)

ويا أيها المسلمين يجب أن لا تردوا الحق حتى لو كان صاحبه ممن تبغضونه بغضاً شديداً وكان فاجرأ منافقاً وقد قال ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين ت مشهور (ج2/ص194) فعلى المسلم أن يتبع هدي النبي صلى اللَّه عليه وسلم في قبول الحق، ممن جاء به، من وليٍّ وعدو، وحبيب وبغيض، وبَرٍّ وفاجر، ويرد الباطل على من قاله كائنًا من كان. انتهى

وهناك من الناس من لا يحترم أهل العلم الذين درسوا واجتهدوا ويردون عليهم بأسلوب ليس فيه ذرة احترام ولو قلت لأمثال هؤلاء خذوا هذا كتاب تفسير ابن كثير اقرأه لما استطاع ولرآه شيئاً كثيراً يحتاج العزم والإرادة لقراءته! فتجد لهم فقط ألسنة تتحرك وأفعال معدومة ولا يدرون أن أهل العلم يقرأون الكتب الكثيرة ومنهم من يفني عمره بين الكتب بينما هو يفني عمره في تحريك لسانه على أهل العلم والدفاع عن باطله المعوج الذي لا يُعرف له استقامة في الكتاب والسنة وكما قال الله عز وجل في كتابه {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}

وأيضاً ترى في هذه المجموعات من بعض المدراء يقف مع صديقه الأدمن على الباطل ضد أخيه من الأعضاء! ونسيوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً) ونسي قوله (وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ) أو تجده يصمت ولا يأخذ بحق أخيه في الله وهو قادر على ذلك ونسي أيضاً قوله تعالى لبني إسرائيل (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)

فإذا كنا لا نستطيع في مجموعة أخذ حق المظلوم من الظالم فكيف نتكلم عن الأمراء والحكام وظلمهم للناس ونحن لا نستطيع فعله على مستوى مجموعة صغيرة! تالله إن الكلام لسهل والأفعال لا يُعرف لها مكان بين الحق والباطل 

==

وأرى كثيراً من الناس ينضمون للمجموعات الدينية ليس من أجل الدين بل من أجل المزاح واللعب والأخبار فأقول لا تنسوا قول الله عز وجل {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}

هذا والله يغفر لنا جميعاً ويهدينا للصواب ويرحمنا برحمته فوالذي لا إله إلا هو لولا أن رحمته سبقت غضبه لخسف بنا الأرض ونحن في الدنيا

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق