مدى صحة أن عمر بكى وقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعباً شديداً

أن أبا بكر الصديق حين حضره الموت قال: إني لا أعلم عند أبي بكر من هذا المال شيئاً غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه إلى عمر بن الخطاب، فلما دفعته إلى عمر قال: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.

اللقحة: الناقة ذات اللبن القريبة العهد بالولادة

حكم الأثر: صحيح ثابت

1) عائشة

- القاسم عن عائشة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص143) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص428) وأخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص91) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في فضائل الخلفاء (ص158) وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص76-77) وابن زنجويه في الأموال (ج2/ص597) وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج3/ص177) كلهم من طريق عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال: إني لا أعلم عند أبي بكر من هذا المال شيئا غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه إلى عمر، فلما دفعته إلى عمر قال: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.

إسناده صحيح

- مسروق عن عائشة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص143) البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص77) و(ج10/ص78) وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج4/ص466) و(ج6/ص459) والبيهقي في السنن الكبرى (ج9/ص574) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ج7/ص1369) وابن زنجويه في الأموال (ج2/ص597) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص429) كلهم من طريق الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال: انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي فإني قد كنت أستحله. قال: وقال عبد الله بن نمير أستصلحه جهدي. وكنت أصيب من الودك نحوا مما كنت أصيب في التجارة. قالت عائشة: فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل صبيانه وإذا ناضح كان يسني عليه قال عبد الله بن نمير: ناضح كان يسقي بستانا له. قالت فبعثنا بهما إلى عمر قالت فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال: رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب من بعده تعبا شديداً.

إسناده صحيح وصححه ابن حجر في فتح الباري (ج4/ص304) وتوبع الأعمش أخرجه خيثمة بن سليمان في حديثه (ص135) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص429) وأخرجه أبو علي الحسن بن خلف بن شاذان في الثامن من أجزاءه (ص201) كلاهما من طريق محمد بن الحسين الحسني [وعند ابن شاذان: بن الحسين الحنيني، وعند ابن عساكر: الحبيبي]، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، عن القاسم، يعني ابن معن [وعند ابن عساكر: معين]، عن منصور، قال: لا أعلم إلا عن شقيق بن سلمة، قال: لما جاءت الوصية إلى عمر بن الخطاب، وصية أبي بكر، قال: رحمه الله، لقد تعب من بعده. ومحمد بن الحسين هو أبو جعفر الحنيني والحسني والحبيبي تصحيف والقاسم هو ابن معن بدون الياء ومنصور هو ابن المعتمر ثقة جبل

- عروة عن عائشة أخرجه ابن أبي داود في مسند عائشة (ص86) بتصرف حدثنا هارون بن إسحاق، ثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: والله لقد توفي أبو بكر فما ترك دينارا ولا درهما، ولقد قال عند موته: إن عندنا من مال الله شيء إلا صيقليين كانا يعالجان سلاح المسلمين، وأربع لقاح أو خمسا فإذا مت فابعثوا بها إلى عمر، فلما مات بعثوا بها إلى عمر فقال عمر: رحم الله أبا بكر لقد شق على من بعده.

إسناده صحيح

- أبو بكر عبد الله بن حفص عن عائشة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص146) وابن زنجويه في الأموال (ج2/ص597) وابن شبة في تاريخ المدينة (ج2/ص570) أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا: أخبرنا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال: جاءت عائشة إلى أبي بكر وهو يعالج ما يعالج الميت ونفسه في صدره فتمثلت هذا البيت: 

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر 

فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين ولكن وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد إني قد كنت نحلتك حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه إلى الميراث قالت: نعم فرددته. فقال: أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر وابرئي منهن. ففعلت. فلما جاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض ويقول: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده يا غلام ارفعهن فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان الله تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا وبعيرا ناضحا وجرد قطيفة ثمن خمسة الدراهم؟ قال: فما تأمر؟ قال: تردهن على عياله فقال: لا والذي بعث محمدا بالحق أو كما حلف لا يكون هذا في ولايتي أبدا ولا خرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله. الموت أقرب من ذلك.

صحيح وهذا مرسل رجاله ثقات لكن أبو بكر بن حفص بن عمر وهو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي لم يسمع من عائشة حيث قال أبو حاتم الرازي لم يسمع من أبي هريرة ولا من عائشة (المراسيل لابن أبي حاتم ص257)

- سمية عن عائشة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص144) ومسدد في المسند كما في المطالب العالية لا بن حجر (ج15/ص721) كلاهما من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن سمية عن عائشة أن أبا بكر قال لها: يا عائشة ما عندي من مال إلا لقحة وقدح فإذا مت فاذهبوا بهما إلى عمر، فلما مات ذهبوا بهما إلى عمر فقال: يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.

صحيح وسمية لا تُعرف

2) أنس بن مالك

أخرجه أبو عبيد القاسم الهروي في الأموال (ص340) وابن زنجويه في الأموال (ج2/ص597) وأبو الفضل الزهري في حديثه (ص491) وابن سعد في الطبقات الكبرى ط دار الصادر (ج3/ص192) وفي ط العلمية الإسناد فيه سقط ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص428) من طريق (أبو النضر هاشم بن القاسم وعمرو بن عاصم الكلابي وسعيد بن سليمان سعدويه) ثلاثتهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن أبا بكر قال لعائشة وهي تمرضه: أما والله لقد كنت حريصا على أن أوفر فيء المسلمين، على أني قد أصبت من اللحم واللبن، فانظري ما كان عندنا فأبلغيه عمر قال: وما كان عنده دينار ولا درهم، ما كان إلا خادما ولقحة ومحلبا فلما رجعوا من جنازته أمرت به عائشة إلى عمر، فقال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.

إسناده صحيح

3) محمد بن الأشعث 

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص145) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج30/ص424) أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا القاسم بن الفضل قال: أخبرنا أبو الكباش الكندي [وعند ابن عساكر: أبو العباس] عن محمد بن الأشعث أن أبا بكر الصديق لما أن ثقل قال لعائشة: إنه ليس أحد من أهلي أحب إلي منك وقد كنت أقطعتك أرضا بالبحرين ولا أراك رزأت منها شيئا. قالت له: أجل قال: فإذا أنا مت فابعثي بهذه الجارية وكانت ترضع ابنه وهاتين اللقحتين وحالبهما إلى عمر وكان يسقي لبنهما جلساءه ولم يكن في يده من المال شيء. فلما مات أبو بكر بعثت عائشة بالغلام واللقحتين والجارية إلى عمر فقال عمر: يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده. فقبل اللقحتين والغلام ورد الجارية عليهم.

صحيح

4) الحسن البصري مرسلاً

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج9/ص574) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا محمد بن طاهر بن يحيى، حدثني أبي،، ثنا محمد بن أبي خالد الفراء، ثنا أبي، ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن عن أبي بكر وهو أثر طويل في آخره قال الحسن فلما حضره الموت قال يعني أبو بكر: قد كنت قلت لعمر: إني أخاف أن لا يسعني أن آكل من هذا المال شيئا، فغلبني فإذا أنا مت فخذوا من مالي ثمانية آلاف درهم وردوها في بيت المال. قال: فلما أتي بها عمر رضي الله عنه قال: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا.

صحيح وهذا مرسل

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق