مدى صحة قال مالك بن أنس أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد لجدل هؤلاء

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أثراً عن مالك بن أنس أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء.

قلت حكم الأثر: صحيح وله عن مالك بن أنس طريقان:

الأول: يرويه إسحاق بن عيسى الطباع

أخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث ت أوغلي (ص5) والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص201) وفي شعب الإيمان ك الرشد أيضًا (ج11/ص42) والهروي في ذم الكلام وأهله (ج5/ص68) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2/ص507) كلهم من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: سمعت مالك بن أنس، يعيب الجدال في الدين، ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل، أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

إسناده صحيح وإسحاق بن عيسى هو ابن الطباع ثقة وأخرجه أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه ط الخاني (ج2/ص72) ومن طريقه الخطيب في الفقيه والمتفقه (ج1/ص554) حدثنا إسحاق بن الطباع [وعند الخطيب: إسحاق بن عيسى الطباع] قال فذكره.

إسناده صحيح وأخرجه محمد المروزي في تعظيم قدر الصلاة ت الفريوائي (ج2/ص670) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2/ص507) كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي عتاب الأعين سمعت إسحاق بن الطباع يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: فذكره.

أبو بكر بن أبي عتاب الأعين هو محمد البغدادي وأخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (ج5/ص68-69) أخبرناه أحمد بن محمد بن إسماعيل أخبرنا إبراهيم بن أحمد الصائغ البلخي أخبرنا إبراهيم بن أحمد المستملي حدثنا علي بن الفضل حدثنا عبد الرحمن بن محمد الجراحي حدثنا محمد بن عبيدة حدثنا بشر ابن أحمد الحارثي حدثنا إسحاق بن عيسى عن مالك.

وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ت الغامدي (ج1/ص163) أخبرنا الحسن، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن سعيد الجمال، قال: سمعت محمد بن حاتم بن بزيغ قال: سمعت ابن الطباع يقول: جاء رجل إلى مالك بن أنس فسأله فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا. فقال: أرأيت لو كان كذا؟ قال مالك: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63]، قال: فقال مالك: أو كلما جاء رجل أجدل من الآخر رد ما أنزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم؟.

- الحسن بن عثمان هو أبو عمر الواعظ المعروف بابن الفلو قال الخطيب كتبت عنه وكان لا بأس به وقال أيضاً وكان سمحاً كريماً (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج8/ص348)
- محمد بن عبد الله بن إبراهيم هو أبو بكر الشافعي
- أحمد بن سعيد الجمال هو أبو العباس أحمد بن سعيد بن زياد البغدادي
- محمد بن حاتم بن بزيغ قلت "بزيغ" بالغين المعجمة تصحيف صوابه "بزيع" بالعين المهملة نزيل بغداد قال النسائي ثقة، وهو شيخ البخاري حدث عنه في صحيحه (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج3/ص73 وصحيح البخاري ط السلطانية ج1/ص106 وج5/ص14 وج5/ص126)

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج6/ص324) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج1/ص163) كلاهما من طريق جعفر بن محمد الفريابي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: سمعت إسحاق بن عيسى، يقول: قال مالك بن أنس: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله.

- الحسن بن علي الحلواني هو أبو محمد الخلال نزيل مكة ثقة حافظ

والثاني: يرويه أشهب بن عبد العزيز

أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله ت الشبل (ج5/ص69) أخبرنا أبو يعقوب حدثني جدي حدثنا يعقوب بن إسحاق أخبرنا صالح بن محمد البغدادي قال سمعت أبا الطاهر يقول سمعت أشهب يقول سمعت مالكا يقول كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نحن عليه إذا لا نزال في طلب الدين.

صحيح
- أبو يعقوب هو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الحافظ الملقب بالقراب ثقة
- جدي هو أبو الحسين محمد بن عمر بن حَفْصُوَيْه السرخسي وهو جد أبي يعقوب لأمه
- يعقوب بن إسحاق هو أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الهروي الحافظ صدوق روى عنه ابن أبي حاتم بالإجازة كما في الجرح والتعديل
- أبو الطاهر هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح الأموي القرشي المصري ثقة
- صالح بن محمد البغدادي معروف يلقب جزرة حافظ
- أشهب قلت أشهب لقب وقيل اسمه مسكين وهو ابن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي ثم العامري ثقة

هذا وبالله التوفيق

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق