مدى صحة قالت حفصة بنت لأبيها عمر يا أمير المؤمنين إنه قد أوسع الله الرزق

قالت حفصة بنت عمر لأبيها يا أمير المؤمنين. إنه قد أوسع الله الرزق وفتح عليك الأرض وأكثر من الخير فلو طعمت طعاماً ألين من طعامك ولبست لباساً من لباسك قال: سأخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة العيش؟ قال فما زال يذكرها حتى أبكاها، ثم قال: إني قد قلت لك إني والله لئن استطعت لأشاركنهما في عيشهما الشديد لعلي ألقى معهما عيشهما الرخي. 

حكم القصة: حسنة لغيرها

1- مصعب عن حفصة

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص210) وأخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص103) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص48) وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص301) وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص314) وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص168) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص290) وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه الجوع (ص121) وإصلاح المال (ص107) كلهم من طريق يزيد بن هارون وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص210) وهناد بن السري في الزهد (ج2/ص360) وإسحاق بن راهويه في المسند (ج4/ص196) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (ج8/ص254) كلهم من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة وأخرجه ابن بشران في الأمالي الجزء الأول (ص261) والجزء الثاني (ص33-34) من طريق أبي حمزة وهو محمد بن ميمون المروزي

ثلاثتهم (يزيد بن هارون وأبو أسامة وأبو حمزة) عن إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد قال: قالت حفصة بنت عمر لأبيها يا أمير المؤمنين فذكرت القصة قال يزيد بن هارون: يعني رسول الله وأبا بكر.

قلت غيرهم أدخلوا بين إسماعيل وحفصة راوٍ

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج19/ص70) ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (ج2/ص188) من طريق ابن نمير وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص169) وإسماعيل الأصبهاني في سير السلف الصالحين (ص114) كلاهما من طريق أبي الحسن عثمان بن أبي شيبة وأخرجه ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة (ج1/ص211) من طريق الفضل بن سهل الأعرج وقال ابن كثير في مسند الفاروق ت إمام (ج3/ص47) ورواه الإمام علي ابن المديني

خمستهم (أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو الحسن بن أبي شيبة والفضل بن سهل الأعرج وعلي ابن المديني) من طريق محمد بن بشر، قال: حدثنا، إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني أخي نعمان، عن، مصعب بن سعد، عن، حفصة بنت عمر، قال: قالت لأبيها: يا أمير المؤمنين، ما عليك لو لبست ألين من ثوبك هذا، وأكلت أطيب من طعامك هذا، قد فتح الله عليك الأرض، وأوسع عليك الرزق؟ قال: سأخاصمك إلى نفسك، أما تعلمين ما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش، وجعل يذكرها شيئا مما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبكاها، قال: قد قلت لك إنه: كان لي صاحبان سلكا طريقا، فإني إن سلكت غير طريقهما سلك بي غير طريقهما، فإني والله لأشاركنهما في مثل عيشهما الشديد، لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي. [زاد يعقوب الفسوي: قال إسماعيل: يعني بصاحبيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر].

قال ابن كثير وقال (أظنه يقصد علي بن المديني) وهذا عندنا مرسل، لأن مصعب بن سعد لم يلق حفصة انتهى 

- النعمان بن أبي خالد ليس به بأس قال المروذي: سألته (يعني أحمد بن حنبل) عن الأشعث، والنعمان، وسعيد بني أبي خالد. فقال: سعيد لا أعرفه وقال: قد روى إسماعيل، عن النعمان والأشعث. قلت: كيف هم؟ قال: ليس بهم بأس، إنما روى عنهم حديثا، أو حديثين (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية المروذي ص117) وقال العجلي هو ثقة (الثقات للعجلي ط الدار ج2/ص315)

قلت وأخرجه عبد بن حميد في مسنده ت صبحي (ص38) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص289) من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل عن أخيه به ولم يسم أخاه

وكذلك أخرجه ابن المبارك في الزهد (ج1/ص201) ومن طريقه النسائي في السنن الكبرى (ج10/ص389) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج1/ص211) والبيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص168) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص289) أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن مصعب بن سعد أن حفصة قالت لعمر: ألا تلبس ثوبا لينا ألين من ثوبك، وتأكل طعاما أطيب من طعامك هذا؟ فقد فتح الله عليك الأرض، وأوسع عليك من الرزق، قال: سأخصمك إلى نفسك فذكر أمر رسول الله صلى الله عليه، وما كان يلقى من شدة العيش، ولم يزل يذكر حتى بكت، ثم قال عمر: لأشركنهما في مثل عيشهما الشديد؛ لعلي أدرك معهما مثل عيشهما الرخي.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما فإن مصعب بن سعد كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو من كبار التابعين من أولاد الصحابة رضي الله عنهم ورده الإمام الذهبي قائلاً فيه انقطاع


2- عكرمة بن خالد

أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج9/ص91) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص463) والسنن الكبرى (ج9/ص73) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص290) وعبد الغني المقدسي في كتابه فضائل عمر بن الخطاب (ص31) عن معمر، عن ابن طاووس، عن عكرمة بن خالد، أن حفصة، وابن مطيع، وعبد الله بن عمر كلموا عمر بن الخطاب، فقالوا: لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق؟ قال: أكلكم على هذا الرأي؟ قالوا: نعم، قال: قد علمت أنه ليس منكم إلا ناصح، ولكني تركت صاحبي على الجادة، فإن تركت جادتهم لم أدركهما في المنزل.

رجاله ثقات وعكرمة سمع من ابن عمر فإذا كان قد سمع هذه القصة بعينها من ابن عمر فهي صحيحة


3- الحسن البصري

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص210) ومن طريقه البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص315) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص290) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص315) من طريق روح بن عبد المؤمن كلاهما (ابن سعد وروح) من طريق مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عقيل قال الحسن إن عمر بن الخطاب أبى إلا شدة وحصرا على نفسه فجاء الله بالسعة فجاء المسلمون فدخلوا على حفصة فقالوا: أبى عمر إلا شدة على نفسه وحصرا وقد بسط الله في الرزق. فليبسط في هذا الفيء فيما شاء منه وهو في حل من جماعة المسلمين. فكأنها قاربتهم في هواهم. فلما انصرفوا من عندها دخل عليها عمر فأخبرته بالذي قال القوم فقال لها عمر: يا حفصة بنت عمر نصحت قومك وغششت أباك. إنما حق أهلي في نفسي ومالي فأما في ديني وأمانتي فلا.

إسناده صحيح إلى الحسن ولكنه مرسل الحسن لم يسمع من عمر

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص210-211) وإسماعيل القاضي كما عند ابن كثير في مسند الفاروق ت إمام (ج3/ص47) كلاهما من طريق حماد بن زيد عن غالب يعني القطان عن الحسن قال: كلموا حفصة أن تكلم أباها أن يلين من عيشه شيئا فقالت: يا أبتاه أو يا أمير المؤمنين. إن قومك كلموني أن تلين من عيشك فقال: غششت أباك ونصحت لقومك.

إسناده صحيح إلى الحسن ولكنه مرسل الحسن لم يسمع من عمر


4- محمد بن قيس القاص

أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص302) وابن أبي الدنيا في الجوع (ص50) كلاهما من طريق أبي معشر المدني، قال: حدثنا محمد بن قيس، قال: دخل ناس من بني عدي على حفصة بنت عمر رضي الله عنهما فقالوا: لو كلمت أمير المؤمنين فأكل طعاما هو أطيب من هذا الطعام، ولبس ثيابا هي ألين من هذه الثياب، فإنه قد بدا علياء رقبته من الهزال، وقد كثر المال، وفتح الأرضون، فدعته فقالت له ذلك، فقال: يا بنية هلم صاعا من تمر عجوة، وقال: افركوه بأيديكم ففركوه، فقال: انزعوا ثفاريقه يعني أقماعه فجلس عليه فأكله، ثم قال: أتروني لا أشتهي الطعام، إني لآكل الخبز واللحم، ثم إني لأترك اللحم وهو عندي ولا آكل به، وآكل السمن ثم أترك السمن لا آكل به، ولو شئت لأكلت، ولكن أتركه وآكل الزيت، ثم إني أترك الزيت لا آكل به وإني لأترك الملح وهو عندي، وإن الملح لإدام، ولو شئت أكلت به، وآكل قفارا، أبتغي ما عند الله، يا بنية أخبريني بأحسن ثوب لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك، قالت: نمرة نسجت له فلبسها، فقال له رجل من أصحابه: اكسنيها، فكساه إياها، قال: أخبريني بألين فراش فرشه عندك، قالت: عباءة كنا ثنيناها له فغلظت عليه فربعناها، ووسادة من أدم حشوها ليف، قال: يا بنية مضى صاحباي على حالة إن خالفتهما خولف بي عنهما، إذن لا أفعل شيئا مما يقولون.

إسناده ضعيف من ثم هو مرسل


5- ابن سيرين أو غيره

أخرجه أبو بكر بن السني في كتابه القناعة (ص68) ومن طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء ط الرسالة (ج16/ص257) وأخرجه الحافظ ابو بكر الإسماعيلي كما عند ابن كثير في كتابه مسند الفاروق ت إمام (ج3/ص49) كلاهما من طريق أسد بن موسى، حدثنا بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن ابن سيرين، أو غيره، عن الأحنف بن قيس، أنه سمع عمر بن الخطاب، يقول لحفصة: أنشدك بالله، هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع ثيابه لتغسل، فيأتيه بلال فيؤذنه للصلاة، فما يجد ثوبا يخرج فيه إلى الصلاة حتى ييبس ثوبه، فيخرج فيه إلى الصلاة.

قال الذهبي إسناده واه

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق