مدى صحة قال الشافعي ليس العاقل الذي يدفع بين الخير والشر

قال الإمام الشافعي رحمه الله: ليس العاقل الذي يدفع بين الخير والشر فيختار الخير، ولكن العاقل الذي يدفع بين الشرين فيختار أيسرهما.

حكم الأثر: حسن

أخرجه أبو نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (ج9/ص139) حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن علي بن أبي الصفير، ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال سمعت الشافعي، يقول فذكره. إسناده حسن

- محمد بن إبراهيم هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الملقب بابن المقرئ الأصبهاني ثقة
- أحمد بن علي بن أبي الصفير هو أبو علي أحمد بن علي بن الحسين بن شعيب بن زياد المصري المدائني و"الصفير" بالفاء خطأ إنما هو "الصغير" بالغين المعجمة يروي عن أصحاب عن الشافعي المزني والربيع ويونس قال الدارقطني لا بأس به وقال ابن يونس المصري ولم يكن بذاك وقال ابن حجر وبقية كلام ابن يونس وكان ذا دعابة وكان جواداً كريماً حسن الحفظ مات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثلاث مِئَة (انظر سؤالات حمزة السهمي للدارقطني الترجمة رقم 122 وتاريخ ابن يونس المصري ج1/ص17 ولسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج1/ص545) وتكلم فيه مسلمة بن القاسم الأندلسي ومسلمة نفسه ضعيف فمردود كلامه والقول فيه هو كما قال الحافظ الدارقطني بأنه لا بأس به

وأخرجه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص99) حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قال أنبأنا أبو القسم عبيد الله بن أحمد الشافعي بالزهراء قال وجدت في كتابي عن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول صحبة من لا يخاف الله عار وعن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول ليس العاقل الذي يقع بين الشر والخير فيختار الخير إنما العاقل الذي يقع بين الشرين فيختار أيسرهما.

- أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد هو أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي الملقب بابن الجسوري ثقة شيخ ابن عبد البر
- أبو القسم عبيد الله بن أحمد الشافعي هو أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الشافعي ضيف الحكم رحمه الله الساكن في الزهراء هكذا ذكره ابن عبد البر في نفس الكتاب قلت: هو عبيد الله بن عمر بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو القاسم القيسي البغدادي الفقيه الشافعي ويعرف بعبيد الفقيه نزيل الأندلس قال عنه ابن الفرضي وكان فقيهاً على مذهب الشافعي إماماً فيه بصيراً به عالماً بالأصول والفتوى حسن النظر والقياس وكان مع ذلك إماماً في القراءات ضابطاً للحروف، كثير الرواية للحديث إلا أنه لم يكن ضابطاً لما روى منه وكان التفقه أغلب عليه من الحديث وسمعت محمد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك في تاريخ أبي زرعة الدمشقي من أصوله وقع إلي وقرأته على أبي عبد الله بن مفرج فرأيته قد ادعى روايته عن رجل من أهل دمشق يقال له بكر بن شعيب زعم أنه حدثه عن أبي زرعة وكان أبو عبد الله قد لقي هذا الرجل وكتب عنه وحكى أنه لم تكن له سن يجوز أن يحدث بها عن أبي زرعة وكان عبيد الله قد بشر إسناداً كان في آخر الكتاب وكتب مكانه هذا الرجل وكان الحكم قد أنزله وتوسع له في الجراية (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص295-296)

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق