قال ابن مسعود: لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله أما إني لا أعني أميرا خيراً من أمير ولا عاماً خيراً من عام ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفاً، ويجيء قوم يفتون برأيهم.
حكم الحديث: صحيح وله حكم الرفع
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص234-235) وفيما أجاز لي أبو عبد الله وكتبته عنه عن أبي العباس الأصم، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا شجاع بن الوليد أبو بدر، أخبرنا أبو خيثمة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، وأبي الأحوص، عن أبي مسعود، قال: لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه قالوا: فإنه يأتي علينا العام يخصب، والعام لا نخصب فيه، قال: إني والله لا أعني خصبكم، ولا جدبكم، ولكن ذهاب العلم أو العلماء قد كان قبلكم عمر فأروني العام مثله.
صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس وكان قد اختلط ورواية أبي خيثمة وهو زهير بن معاوية الجعفي عنه بعد الاختلاط حيث قال أبو زرعة الرازي يقول سمعت ابن نمير يقول سماع يونس وزكريا وزهير عن أبي إسحاق بعد الاختلاط، والبخاري أخرج عن أبي إسحاق من طريق زهير فيكون قد انتقى من حديثه والله أعلم (انظر سؤالات البرذعي لأبي زرعة ت الأزهري ص95)
وقد توبع أبو خيثمة أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص284-285) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر وتميم بن أبي سعيد المؤدب قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى أحمد بن علي نا عبد الرحمن بن سلام نا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن عبد الله بن مسعود أنه قال لا يأتي عليكم عام إلا شر من العام الذي مضى قالوا أليس يكون العام أخصب من العام قال ليس ذاك أعني إنما أعني ذهاب العلماء ثم قال وأظن عمر بن الخطاب يوم أصيب ذهب معه ثلث العلم.
رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج9/ص105) وأخرجه أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (ج2/ص129) وأخرجه ابن وضاح في البدع (ج2/ص70) و(ج2/ص158) ومن طريقه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (517/3) وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص1043) وأخرجه ابن أبي زَمَنِين في كتابه أصول السنة (ص50-55) وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (517/3) كلهم من طريق سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: قال عبد الله: ليس عام إلا الذي بعده شر منه، ولا عام خير من عام، ولا أمة خير من أمة، ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم، ويحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فينهدم الإسلام وينثلم.
صحيح وهذا إسناد ضعيف من أجل مجالد
وتابع سفيان يحيى بن زكريا أخرجه الدارمي في السنن (ج1/ص279) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1042/2) كلاهما من طريق يحيى [زاد ابن عبد البر: ابن زكريا]، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه، قال: لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي كان قبله، أما إني لست أعني عاما أخصب من عام، ولا أميرا خيرا من أمير، ولكن علماؤكم وخياركم وفقهاؤكم يذهبون، ثم لا تجدون منهم خلفا، ويجيء قوم يقيسون الأمور برأيهم.
وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (ج2/ص1043-1044) بتصرف حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن مطرف، ثنا سعيد بن عثمان، وسعيد بن خمير، قالا: حدثنا يونس بن عبد الله، ثنا محمد بن معاوية، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قراؤكم وعلماؤكم يذهبون ويتخذ الناس رءوسا جهالا يقيسون الأمور برأيهم.
وله شاهدان عن النبي صلى الله عليه وسلم
الأول: أخرجه البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج9/ص49) عن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أخرجه البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج1/ص31) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
هذا والله أعلم