مدى صحة القصة المنتشرة بين شريح القاضي والأشعث بن قيس وعدل شريح

انتشر في المواقع وفي بعض الكتب قصة بين الأشعث بن قيس وشريح بن الحارث القاضي وهي كالتالي:

دخل الأشعث بن قيس على شريح القاضي في مجلس الحكومة، فقال: مرحبا وأهلا بشيخنا وسيدنا، وأجلسه معه فبينما هو جالس عنده إذ دخل رجل يتظلم من الأشعث فقال له شريح: قم فاجلس مجلس الخصم وكلّم صاحبك قال بل أكلّمه من مجلسي فقال له: لتقومنّ أو لآمرنّ من يقيمك فقال له الأشعث: لشدّ ما ارتفعت؟ قال: فهل رأيت ذلك ضرّك؟ قال: لا قال: فأراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها على نفسك.

حكم القصة: ضعيفة جدًا

أخرجها القاضي أبو بكر محمد بن خلف بن حيان بن صدقة الملقب بوكيع في كتابه أخبار القضاة (ج2/ص216) أخبرني أحمد بن عمر بن بكير؛ قال: حدثنا أبي؛ قال: حدثنا الهيثم، عن الأجلح يحيى بن عبد الله، عن الشعبي؛ قال: جاء الأشعث بن قيس إلى شريح في مجلس القضاء، فقال: مرحبا بشيخنا وسيدنا ها هنا، ها هنا، فأجلسه معه فإذا رجل جالس بين يدي شريح فقال: مالك يا عبد الله؟ قال: جئت أخاصم الأشعث بن قيس؛ قال: قم مع خصمك؛ قال: وما عليك أن تقضي وأنا ها هنا؛ قال: قم قبل أن تقام، فقام وهو مغضب؛ فقال: عهدي بك يا ابن أم شريح وإن بثيابك السوس؛ قال: أنت رجل تعرف نعمة الله على غيرك وتنساها من نفسك.

إسناده ساقط مظلم 

- أحمد بن عمر بن بكير وفي أسانيد أخرى أحمد بن عمر بن بكير بن ماهان مجهول لا يعرف
- أبي هو عمر بن بكير مجهول أيضًا
- والهيثم بن عدي ساقط قال يحيى بن معين ليس بثقة كان يكذب ومرة ليس بشيء (المصادر تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص363 والكامل لابن عدي والضعفاء الكبير للعقيلي وتاريخ بغداد) وقال العجلي كذاب، وقد رأيته (الثقات للعجلي ط الدار ج2/ص337 وتاريخ بغداد للخطيب) وقال إبراهيم الجوزجاني ساقط قد كشف قناعه (أحوال الرجال لإبراهيم الجوزجاني ص339 وتاريخ بغداد) وقال أبو زرعة الرازي ليس بشيء (الضعفاء لأبي زرعة الرازي ج2/ص431 وتاريخ بغداد) وقال البخاري سكتوا عنه (التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود ج8/ص218 والضعفاء الصغير للبخاري والكامل لابن عدي والضعفاء الكبير للعقيلي)
- والأجلح فيه ضعف

وقد وجدت قصة للأشعث فيها فقط أن الأشعث قدم على شريح فقال شريح ما حاجتك فقال الأشعث خصم يأتي أخرجها عبد الله بن حنبل في كتابه العلل ومعرفة الرجال لأبيه أحمد (ج3/ص500) ومن طريقه الدولابي في كتابه الكنى والأسماء (ج1/ص267) حدثني أبو سعيد [زاد الدولابي: الأشج] قال حدثنا الهذيل بن عمر بن أبي الغريف عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي قال جاء الأشعث بن قيس فجلس على تكأة لشريح فقال له شريح يا أبا محمد قال خصم يأتي.

إسناده ضعيف من أجل مجالد وهو مجالد بن سعيد الهمذاني

وقد نسب البعض كلامًا لشريح قاله للأشعث ولم أقف عليه أنه قال للأشعث بل قاله لرجل أخرجه أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء (ج4/ص136) ومن طريقه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق (ج23/ص46) حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا أبو روق الهزاني، ثنا الرياشي، قال: قال رجل لشريح: إني أعهدك وإن شأنك لحقير فقال شريح: أراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها في نفسك.

إسناده ضعيف معضل مرسل

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني أيضًا في كتابه حلية الأولياء (ج4/ص136) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج23/ص46) حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا محمد بن خلف بن المرزبان، ثنا الرياشي، عن الأصمعي، قال: قال رجل لشريح: لقد بلغ الله بك يا أبا أمية، قال: إنك لتذكر النعمة في غيرك وتنساها فيك، قال: إني والله لأحسدك على ما أرى بك؟ قال: ما ينفعك الله بهذا ولا ضرني.

إسناده ضعيف معضل مرسل

والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق