مدى صحة قال الشافعي سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله ومن سنة رسول الله

مدى صحة الأثر قال الشافعي سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقلت في نفسي: إن هذا لرجل جريء قال: قلت له: يا أبا عبد الله ما تقول في محرم قتل زنبورا

قال الشافعي سلوني عما شئتم أخبركم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقلت في نفسي: إن هذا لرجل جريء قال: قلت له: يا أبا عبد الله ما تقول في محرم قتل زنبورا؟ قال: فقال: نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7].
(قال الشافعي) ونا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين من بعدي: أبو بكر وعمر 
(قال الشافعي أيضًا) ونا سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب «أنه أمر محرما بقتل الزنبور.

حكم الأثر: ضعيف جدًا 

الأولأخرجه الخطيب في كتابه الفقيه والمتفقه (ج1/ص445) وأخرجه البيهقي في مناقب الشافعي (ج1/ص362) ومعرفة السنن والآثار (ج7/ص476) والسنن الكبرى (ج5/ص347) وأخرجه ابن الجوزي في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج10/ص136-137) وأخرجه الهروي في كتاب ذم الكلام وأهله (ج2/ص91) وأخرجه عبد الغني بن سعيد الأزدي في كتابه الفوائد (ص52) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج41/ص422) كلهم من طريق عبد الله بن وهب الدينوري حدثني أبو الحسن عبيد الله بن هارون الفريابي ببيت المقدس (وعند البيهقي بمكة وكلا رجالهما ثقات إلى الدينوري) قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي بمكة يقول فذكره.

إسناده ضعيف جدًا 
- عبد الله بن وهب الدينوري واسمه عبد الله بن محمد بن وهب بن بشر بن صالح بن حمدان أبو محمد الدينوري الحافظ وقد خولف في إسناده كما سيأتي اتهمه بالكذب الإمام الحافظ عمر بن سهل الدينوري المعروف بكدو وقال ابن عدي قد قبله قوم وصدقوه والله اعلم (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج5/ص439) وقال الدارقطني متروك (الضعفاء والمتروكين للدارقطني ج2/ص160) وابن عساكر في تاريخ دمشق ج32/ص375) وقال السلمي عن الدارقطني يضع الحديث (سؤالات السلمي للدارقطني ص209-210 وابن عساكر في تاريخ دمشق) وقال أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ ما رأيت لأبي علي زلة قط إلا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري وأحمد بن عمير بن جوصا (ابن عساكر في تاريخ دمشق ج32/ص376) وقال الخطيب أخبرنا محمد بن عيسى البزاز، قال: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ سمعت أبي، يقول: كتب عنه ابن وهب الدينوري، وأفسد حاله بمرة، فذكرت ذلك لأبي جعفر، فقال: ابن وهب يتكلم في الناس، وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره انتهى قلت شيخ الخطيب محمد بن عيسى البزاز هو أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز بن الصباح يعرف بابن زيدان قال الخطيب وكان صدوقا (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج3/ص711)

وخولف عبد الله بن وهب الدينوري في إسناده في قصة الزنبور أخرجه السرقسطي في كتابه الدلائل في غريب الحديث (ج1/ص356) حدثنا إبراهيم، قال: نا محمد بن إدريس، قال: نا الحميدي، قال: نا سفيان، قال: حدثني مسعر، عن محمد بن طلحة، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، قال: سمعت سويد بن غفلة يقول لغلام له: يا جلجل، اقتل، فقد أمرنا عمر أن نقتل الزنبور، ونحن محرمون.

- إبراهيم هو أبو إسحاق إبراهيم بن نصر الجهني السرقسطي يعرف بابن أبرول قال ابن الفرضي وكان عالما بالحديث، بصيرا بعلله وكان ثقة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص20)
- محمد بن إدريس هو محمد بن إدريس بن وراق الحميدي قال ابن أبي حاتم صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص204) وقال ابن حبان مستقيم الأمر في الحديث (الثقات لابن حبان ج9/ص137-138)

وأيضًا أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (ج2/ص148) حدثني جدي، حدثنا سفيان، عن مسعر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الحية، وغيرها، يقتلها وهو محرم، فقال: نعم حتى سأله عن الزنبور يقتله المحرم، فقال: نعم، وهي الدبرة. والأزرقي مجهول وهذا هو المشهور أنه من حديث سويد بن غفلة وتابع ابن عيينة سفيان الثوري وإسرائيل وحسن بن صالح الثوري 

فأما الثوري وإسرائيل فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج4/ص206) وابن حزم في المحلى بالآثار (ج5/ص274) كلاهما من طريق الثوري، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، قال: أمرنا عمر بن الخطاب أن نقتل الحية، والعقرب، والزنبور، وهو شبه النحلة، وهو الدبر، والفأرة، شك سفيان، ونحن محرمون. انتهى وقال عبد الرزاق عن إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال: أمرنا عمر، فذكر بنحوه.

وأما الحسن بن صالح الثوري فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه ت عوامة (ج8/ص561) حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن حسن بن صالح، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، قال: أمرنا عمر بقتل الحية، والزنبور ونحن محرمون.

الثاني: أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء (ج9/ص109-110) ومن طريقه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء ط الحديث (ج8/ص274) حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل قال: حدثني أبو علي حسان بن أبان بن عثمان القاضي بمصر حدثني أبو أحمد جامع بن القاسم ثنا أبو بكر المستملي محمد بن يزيد بن حكيم قال: رأيت محمد بن إدريس الشافعي في المسجد الحرام، وقد جعلت له طنافس يجلس عليها، فآتاه رجل من أهل خراسان فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في أكل فرخ الزنبور؟ قال: حرام فقال الخراساني: حرام؟ فقال: نعم من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] هذا من كتاب الله 
وحدثنا سفيان، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى الربعي، عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر» هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 
حدثونا عن إسرائيل، قال أبو بكر المستملي: ثنا أبو أحمد، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، أن عمر بن الخطاب، أمر بقتل الزنبور. إسناده ساقط مظلم 

- أبو بكر المستملي محمد بن يزيد بن حكيم هو الطرطوسي الذي يحدث عن يزيد بن هارون قال ابن عدي يسرق الحديث ويزيد فيها ويضع (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج7/ص539)
- أبو أحمد جامع بن القاسم لا أدري من هو لم أجد له أثرًا بهذه الكنية 
- أبو علي حسان بن أبان بن عثمان القاضي لا يعرف
هذا والله تعالى أعلم

وأما حديث الرسول اقتدوا بالذين بعدي أبا بكر وعمر فهذا أمر آخر له أسانيد أخرى من غير هذا الطريق لم أدرسها بعد ودرسها غيري

هذا والله أعلم

إرسال تعليق