مدى صحة حديث الذين يمتحنون يوم القيامة (أهل الفترة وغيرهم)

حديث الذين يمتحنون يوم القيامة

حكم الحديث: حسن صحيح له طرق

الأول: الأسود بن سريع

أخرجه الإمام أحمد في المسند ت الأرنؤوط (ج26/ص228) ومن طريقه ضياء الدين في كتابه الأحاديث المختارة (ج4/ص255) وعبد الغني المقدسي في كتابه ذكر النار (ص86) وأخرجه البيهقي في كتابيه الاعتقاد (ص169) والقضاء (ص361) من طريق علي بن عبد الله المديني
وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (ج1/ص122) ومن طريقه ابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في معرفة الصحابة وضياء الدين في كتابه الأحاديث المختارة (ج4/ص255)
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (ج3/ص33) من طريق محمد بن المثنى وفيه الحسن بدل الأحنف بن القيس ومن طريق البزار أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ وفيه قتادة عن الأسود 
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه أخبار أصبهان (ج2/ص225) من طريق عبيد الله بن عمر ولم يذكر الأحنف بن قيس بين قتادة والأسود

كلهم من طريق معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً.

إسناده ضعيف لانقطاعه وقال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (ج3/ص419) سنده صحيح قلت: أخطأ، سماع قتادة من الأحنف مستبعد لأنه كان صغيراً وفقاً للتاريخ وقال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ (ج3/ص199) وجاء عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود، ولكن قتادة لم يلق الأحنف ولا سمع منه.

====

====

الثاني: حديث أبي هريرة

روي مرفوعاً وموقوفاً

فأما المرفوع

1) أبو رافع عن أبي هريرة 

1- الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة

أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج26/ص230) ومن طريقه ضياء الدين المقدسي في كتابه الأحاديث المختارة (ج4/ص255) وأخرجه البيهقي في الاعتقاد (ص169) وفي القضاء (ص361) من طريق علي بن عبد الله المديني
وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (ج1/ص122) ومن طريقه ابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير وأبو نعيم في معرفة الصحابة
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه أخبار أصبهان 2/ص225) من طريق عبيد الله بن عمر
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (ج3/ص33-34)
 من طريق محمد بن المثنى

كلهم من طريق معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، مثل هذا [يعني مثل حديث الأسود بن سريع] غير أنه قال في آخره: فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها يسحب إليها.

قال البيهقي في الاعتقاد: إسناده صحيح

2- علي بن زيد عن أبي رافع عن أبي هريرة

أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (ج1/ص445) وابن أبي عاصم في السنة (ج1/ص176) وأسد بن موسى في الزهد (ص76) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربع كلهم يدلي على الله بحجة وعذر: رجل مات في الفترة، ورجل مات هرما، ورجل معتوه، ورجل أصم أبكم، فيقول الله لهم: إني أرسل إليكم رسولا فأطيعوه، فيأتيهم فيتأجج لهم نارا فيقول: اقتحموها من دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يقتحمها حقت عليه كلمة العذاب.

إسناده ضعيف علي بن زيد سيء الحفظ قال عنه شعبة وكان رفاعاً ومرة عن علي بن زيد قبل أن يخلط (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه ج3/ص225)

- حماد بن سلمة ثبت في علي بن زيد حيث قال أبو حاتم حماد ابن سلمة في ثابت وعلي بن زيد أحب إلي من همام وهو أضبط الناس وأعلمه بحديثهما بين خطأ الناس وهو أعلم بحديث علي بن زيد من عبد الوارث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص141)


2) إبراهيم النخعي عن أبي هريرة 

أخرجه أسد بن موسى في كتابه الزهد (ص 76) بتصرف ثنا حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي هريرة، مثله [يعني: أربع كلهم يدلي على الله بحجة وعذر: رجل مات في الفترة، ورجل مات هرما، ورجل معتوه، ورجل أصم أبكم، فيقول الله لهم: إني أرسل إليكم رسولا فأطيعوه، فيأتيهم فيتأجج لهم نارا فيقول: اقتحموها من دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يقتحمها حقت عليه كلمة العذاب].

إسناده ضعيف منقطع
- حماد هو حماد بن مسلم بن أبي سليمان ضعيف
- إبراهيم هو النخعي ثقة لكن لم يسمع من أبي هريرة


وأما الموقوف

1) طاوس بن كيسان عن أبي هريرة

أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (ج2/ص292) عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام ثم يرسل رسولا إليهم أن يدخلوا النار قال: فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول؟ قال: وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قال: ثم قال أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [الإسراء: 15].

إسناده صحيح وقد توبع عبد الرزاق أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتابه الرد على ابن قتيبة كما عند ابن القيم في أحكام أهل الذمة ط رمادي (ج2/ص1141) حدثنا أبو بكر بن زنجويه، ثنا عبد الرحمن، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: ثلاثة يمتحنون يوم القيامة: المعتوه، والذي هلك في الفترة، والأصم . . فذكر الحديث.

- معمر بن راشد حديثه قوي عن ابن طاوس قال يحيى بن معين إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه إلا عن الزهري وابن طاووس فإن حديثه عنهما مستقيم (التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة السفر الثالث ط الفاروق ج1/ص325)


2) همام عن أبي هريرة موقوفاً

أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج17/ص403) حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة نحوه.


3) قتادة عن أبي هريرة موقوفاً

أخرجه الطبري في تفسيره (ج17/ص402) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن أبي هريرة، قال: إذا كان يوم القيامة، جمع الله تبارك وتعالى نسم الذين ماتوا في الفترة والمعتوه والأصم والأبكم، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا، ثم أرسل رسولا أن ادخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتنا رسول، وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما، ثم يرسل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل؛ قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.

مرسل

====

====

الثالث: حديث أبي سعيد الخدري

أخرجه البغوي في زوائده على مسند علي بن الجعد (ص300) ومن طريقه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج4/ص666) من طريق الحسن الأشيب، ومحمد بن جعفر
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (ج3/ص34) من طريق عبيد الله بن موسى 
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (ج18/ص127) من طريق سعيد بن سليمان
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره محققاً (ج9/ص2984) من طريق عبد الله بن صالح العجلي مقتصراً على أهل الفترة فقط

كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الهالك في الفترة والمعتوه والمولود قال: يقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب ولا رسول، ثم تلا هذه الآيات {ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله} [طه: 134] الآية، ويقول [ص:301] المعتوه: لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ويقول المولود: رب لم أدرك الحلم قال: فترفع لهم نار، فيقال: ردوها أو ادخلوها قال: فيردها أو يدخلها من كان في علم الله سعيدا، لو أدرك العمل قال: ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل قال: فيقول: إياي عصيتم، فكيف برسلي بالغيب أتتكم؟ قال محمد بن جعفر: إياي عصيتم فكيف لو أتتكم رسلي.

إسناده ضعيف فيه عطية هو العوفي ضعيف

- فضيل بن مرزوق صدوق حسن الحديث قال عنه سفيان الثوري ثقة (التاريخ الكبير السفر الثاني لابن أبي خيثمة ج1/ص64) وقال سفيان بن عيينة ثقة (مناقب الشافعي للبيهقي ج1/ص549 بإسناد صحيح وسؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود ط الفاروق ص70) وقال أحمد بن حنبل لا أعلم إلا خيرا وقال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة عنه ثقة وقال أبو حاتم صدوق صالح الحديث يهم كثيرا يكتب حديثه، قلت يحتج به؟ قال: لا (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص75) وقال يحيى بن معين من رواية الدوري عنه ثقة (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص272) وقال يحيى بن معين من رواية الدارمي عنه ليس به بأس (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص191) وقال حميد الرؤاسى وكان من أصدق من رأينا من الناس (تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج2/ص239) وقال البخاري مقارب الحديث (العلل الكبير للترمذي ص391) وقال ابن عدي الجرجاني ولفضيل أحاديث حسان وأرجو أن لا بأس به (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج7/ص129) وقال يعقوب الفسوي كوفي ثقة (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ج3/ص133) وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ثقة (موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ج2/ص364 بإسناد فيه مجهول إليه) وقال الذهبي قال النسائي ضعيف وقال الذهبي أيضًا حديثه في عداد الحسن إن شاء الله وهو شيعي (سير أعلام النبلاء ط الحديث للذهبي ج7/ص39) ولم أجد ذلك في كتب النسائي وقال عثمان بن سعيد الدارمي يقال أنه ضعيف (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص191) وضعفه ابن حبان ونقل عن ابن معين من رواية أحمد بن زهير وهو أبو بكر بن أبي خيثمة بأنه ضعيف! وقد مر معنا أنه وثقه من روايته وهذا في إسناده إليه محمد بن صالح لم أعرفه (المجروحين لابن حبان ج2/ص209) وقد مر معنا من ثلاث روايات عن ابن معين أنه ثقة

وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج18/ص407) بلفظ آخر حدثني الفضل بن إسحاق، قال: ثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، عن فضيل عن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحتج على الله يوم القيامة ثلاثة: الهالك في الفترة، والمغلوب على عقله، والصبي الصغير، فيقول المغلوب على عقله: لم تجعل لي عقلا أنتفع به، ويقول الهالك في الفترة: لم يأتني رسول ولا نبي، ولو أتاني لك رسول أو نبي لكنت أطوع خلقك لك وقرأ: (لولا أرسلت إلينا رسولا) ويقول الصبي الصغير: كنت صغيرا لا أعقل قال: فترفع لهم نار ويقال لهم: ردوها قال: فيردها من كان في علم الله أنه سعيد، ويتلكأ عنها من كان في علم الله أنه شقي، فيقول: إياي عصيتم، فكيف برسلي لو أتتكم؟.

====

====

الرابع: أنس بن مالك

أخرجه أبي يعلى الموصلي في مسنده (ج7/ص225) وابن عبد البر في التمهيد (ج18/ص128) والبزار كما في كشف الأستار (ج3/ص34) من طريق جرير بن عبد الحميد

وأخرجه البيهقي في كتابيه الاعتقاد (ص169) والقضاء والقدر (ص362) من طريق شيبان بن عبد الرحمن
كلاهما من طريق ليث، عن عبد الوارث، عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بأربعة يوم القيامة: بالمولود [وعند البيهقي الصغير الذي لا يعقل]، وبالمعتوه، وبمن مات في الفترة، والشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار: ابرز، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب، أين ندخلها، ومنها كنا نفر؟ قال: ومن كتبت عليه السعادة يمضي، فيتقحم فيها مسرعا، قال: فيقول تبارك وتعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة، وهؤلاء النار.

إسناده ضعيف جدًا

- ليث هو ابن أبي سليم ضعيف
- عبد الوارث هو الأنصاري مولى أنس ضعيف جدًا قال أبو زرعة الرازي منكر الحديث (الضعفاء لأبي زرعة ج2/ص381) وقال أبو حاتم شيخ (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص74) وقال الترمذي سألت محمداً - يعني البخاري - عن عبد الوارث هذا فقال: هو رجل مجهول قلت: نقل الذهبي عن الترمذي أن البخاري قال منكر الحديث وهو خطأ والصواب ما نقلناه (العلل الكبير للترمذي ص 125) وقال ابن حزم عبد الوارث مجهول (المحلى بالآثار لابن حزم ج4/ص322) وضعفه الدارقطني (سنن الدارقطني ج3/ص205) قلت: ومن الأحاديث التي انفرد بها سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أفطر يوما من شهر رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً.

الخامس: ثوبان بن بجدد مرفوعاً عن أهل الفترة فقط ولكن لم يصح عندي بل هو من قول أبي قلابة مرسلاً كما سأبينه

أخرجه البزار في مسنده (ج10/ص107) وفي كشف الأستار (ج4/ص156) حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا ريحان بن سعيد، قال: حدثنا عباد بن منصور عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان، رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم عظم شأن المسألة قال: إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم تبارك وتعالى فيقولون ربنا لم ترسل إلينا رسولا ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعوني فيقولون: نعم فيأمرهم أن يعمدوا جهنم فيدخلونها فينطلقون حتى إذا دنو منها وجدا لها تغيظا وزفيرا فرجعوا إلى ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها، أو أجرنا منها فيقول لهم ألم تزعمون أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني فيأخذ على ذلك مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها فادخلوها فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا فقالوا: ربنا فرقنا منها، ولا نستطيع أن ندخلها فيقول: ادخلوها داخرين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً.

إسناده ضعيف فيه ريحان وعباد كلاهما ضعيفان وقد توبعا ولكنها متابعة واهية أخرجها الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين (ج4/ص496وأخرجها البزار في مسند وكشف الأستار 4/ص157) من طريق إسحاق بن إدريس، ثنا أبان بن يزيد، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، حدثني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان حدثه فذكره.

إسناده ضعيف جداً من أجل إسحاق بن إدريس متروك وقال عنه ابن معين كذاب ومرة يضع الأحاديث (تاريخ ابن معين رواية الدوري)

وقد خالفهم عبد الوهاب الثقفي فأوقفه على أبي قلابة ولم يذكر في السند لا أبو أسماء الرحبي ولا ثوبان أخرجه الحسين المروزي في زوائده على كتاب الزهد لابن مبارك (ج1/ص466) أخبرنا الثقفي حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال: يؤتى بأهل الجاهلية يوم القيامة يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيقول الله لهم: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: يا ربنا، والله ما أتانا لك رسول وأمر، والله لو أتانا لك رسول وأمر كنا أطوع خلقك لك، قال: فيقول الله: أرأيتم إن أمرتكم بأمري أتطيعوني؟ فيقولون: نعم، فيأخذ عهودهم، ومواثيقهم، ثم يقول: انطلقوا فادخلوا النار، فينطلقون، فإذا رأوها سمعوا لها تغيظا وزفيرا، فيهابونها، فيرجعون، فيقال لهم: ما منعكم أن تدخلوا؟ فيقولون: يا ربنا، فرقنا، قال: فيقول: انطلقوا فادخلوها، فيفعلون مثل ما فعلوا، فإذا كانت الثالثة قال: ادخلوها داخرين، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً.

إسناده صحيح لكنه مرسل
- الحسين المروزي هو الحسين بن الحسن بن حرب المروزي أبو عبد الله قال أبو حاتم صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم) وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي ثقة (تهذيب التهذيب لابن حجر) وهو راوي كتاب الزهد لابن أي عاصم أيضاً
- الثقفي هو أبو محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد ثقة ولكنه قد اختلط وهنا لي وقفة

أولاً: من قال باختلاطه ومتى اختلط

1- قال يحيى بن معين كان عبد الوهاب الثقفي قد اختلط بآخرة (تاريخ ابن معين رواية عباس الدوري 4/106)
2- قال البرذعي لأبي زرعة الرازي عبد الوهاب الثقفي اختلط؟ قال: نعم، وقال لي أبو حاتم: اختلط قبل موته بسنة (الضعفاء لأبي زرعة 2/444)
وخالف عقبة بن مكرم أبو حاتم في مدة الاختلاط
3- قال العقيلي حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: كان عبد الوهاب الثقفي قد اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع سنين (الضعفاء الكبير للعقيلي 3/75) ومحمد بن زكريا هو البلخي كما في أسانيد أخرى عند العقيلي لكن لم أجد فيه ترجمة 

ثانياً: هل حدث أحد عنه بعد الاختلاط؟

قلت: عندي لا والدليل

قال العقيلي حدثني الحسين بن عبد الله الذارع قال: حدثنا أبو داود قال: جرير بن حازم، وعبد الوهاب الثقفي تغيرا فحجب الناس عنهما (الضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص75)

والحسين بن عبد الله الذارع لم أجد له ترجمة لكنه لم ينفرد بل توبع

قال الآجري سمعت أبا داود يقول: عبد الوهاب اختلط حتى حجب الناس عنه، واختلط جرير بن حازم حتى حجبه ولده (سؤالات الآجري لأبي داود طبعة الفاروق رقم الترجمة 1323) والآجري مجهول 
ويوجد قول لعمرو بن علي الفلاس يثبت أنه سمع منه بعد الاختلاط وفيه نظر حيث قال السخاوي يخدش في هذا [يقصد قول أبي داود] قول الفلاس [هو عمرون علي] إنه اختلط حتى كان لا يعقل، وسمعته وهو مختلط يقول: ثنا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان باختلاط شديد (فتح المغيث للسخاوي ج4/ص376)

قلت: لم أقف على هذا القول أبداً في ترجمة عبد الوهاب مسنداً عن عمرو بن علي الفلاس ولا في الكتب وأصل هذا القول هو عند ابن القطان وأظن أن السخاوي أخذه من ابن القطان أو من الذهبي والذهبي بدوره أخذه من ابن القطان وهو في كتابه بيان الوهم والإيهام (ج4/ص583) حيث قال قال عمرو بن علي: قبل موته بسنتين أو ثلاث، سمعته يقول: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان باختلاط شديد. انتهى قلت: لا أدري من أين جاء به ابن القطان وربما كان من الكتب المفقودة والله أعلم

====

====

السادس: معاذ بن جبل عن المجنون وأهل الفترة

أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (ج20/ص83) والأوسط (ج8/ص57) وفي مسند الشاميين (ج3/ص257) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (ج2/ص441) وأخرجه ابن عدي في الكامل (ج6/ص209) وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (ج18/ص129) وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج5/ص127) من طريق عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى يوم القيامة بالممسوح عقلا وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرا، فيقول الممسوح عقلا: يا رب، لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك صغيرا: يا رب لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد من عمره مني، ويقول الهالك في الفترة: يا رب لو جاءني منك رسول ما كان بشر أتاه منك عهد بأسعد بعهدك مني، فيقول الرب تعالى: فإني آمركم بأمر أفتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك يا رب، فيقول: اذهبوا فادخلوا جهنم - ولو دخلوها لما تضرهم شيئا - فيخرج عليهم فرائض من النار يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، ثم يأمرهم الثانية فيرجعون كذلك، فيقول الرب عز وجل: خلقتكم بعلمي، وإلى علمي تصيرون، فتأخذهم النار.

إسناده ضعيف جدًا عمرو بن واقد متروك الحديث ليس بشيء

====

====

السابع: أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري المكي مرسلاً عن عبد ولد أبكم وأصم وأعمى

أخرجه الحسين المروزي في زوائده على الزهد لابن مبارك (ج1/ص465) أخبرنا الثقفي قال: حدثنا إسحاق بن سويد، عن مسلم بن يسار قال: ذُكِرَ لي أنه يبعث يوم القيامة عبد كان في الدنيا أصم أبكم، ولد كذلك، لم يسمع شيئا قط، ولم يبصر شيئا قط، ولم يتكلم بشيء قط، فيقول الله سبحانه وتعالى: ما عملت فيما وليت، وفيما أمرت به؟ فيقول: أي رب، والله ما جعلت لي بصرا أبصر به الناس فأقتدي بهم، وما جعلت لي سمعا فأسمع به ما أمرت به، ونهيت عنه، وما جعلت لي لسانا فأتكلم بخير أو بشر، وما كنت إلا كالخشبة، فيقول الله عز وجل: فتطيعني الآن فيما آمرك به؟ فيقول: نعم، فيقول: قع في النار، فيأبى، فيدفع فيها.

- إسحاق بن سويد هو البصري ثقة

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق