شبهة الجزية في حق النصارى واليهود

الأدلة حصراً من الآيات والأحاديث الصحيحة مع ذكر مصادرها

أولا: يستدل القائلون بهذه الآية في سورة التوبة {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}

هنا قال (قاتلوا ولم يقل اقتلوا) قاتلوا معناها أي هناك من يقاتلك فمن غير المعقول أن يهجم عليك أحد وأنت تقف بدون أن تتدافع

ثانياً: قد يقول قائل لا ليس هذا معناه بل المسلمون يهجمون على الكفار من غير سبب ويقتلونهم نقول هذا ليس بصحيح والدليل الآية في سورة البقرة {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}

هذه الآية تفسر الذي قبلها وهي صريحة واضحة كعين الشمس تنسف هرطقاتهم وتقول قاتلوا الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا أي لا تقاتلوا الكفار الذين لا يقاتلوكم لأن الله لا يحب أن تعتدي على الناس بغير حق ولهذا قال الله في سورة الكهف {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}

ثالثاً: ماذا يقول الله في النصارى واليهود ..إلخ من الذين لا يقاتلوننا وكيفية معاملتهم!

يقول الله في سورة الممتحنة {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}

يأمر الله المسلمين بأن نبر أي نحسن إلى النصارى واليهود ..الذين لم يعتدوا علينا وأن نقسط إليهم أي نعدل في حقهم والله يحب المقسطين أي العادلين لذا أويوجد أفضل من هكذا تعامل أيها النصارى واليهود أم تذهبون إلى أحاديث باطلة لتحاولوا إخراج شبهات لا معنى لها فأين القتل؟!

القتل لمن قاتلنا واعتدوا علينا والدليل في الآية التي تليها وهي تكملة للآية السابقة في نفس سورة الممتحنة

{إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}

رابعاً: في حال لم يستطع واحد من أهل الجزية أن يدفعها فهل نقتله كما تزعم النصارى واليهود؟

الجواب: قطعاً لا والأدلة:

الدليل الأول: حديث للرسول رواه الترمذي في سننه وهو حديث صححه الألباني (من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة) بل من يكلف أهل الجزية بشيء فوق طاقته فسيكون الرسول خصمه يوم القيامة!

والدليل الثاني: حديث في صحيح مسلم وفي سنن الترمذي وفي مسند أحمد...إلخ (مر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام، قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه فحدثه، فأمر بهم فخلوا) حيث وضعوا ناساً تحت الشمس بسبب عدم دفعهم الجزية فرأهم أحد صحابة الرسول وهو هشام بن حكيم وقال لأميرهم من يعذب الناس سيعذبه الله فقاموا بأخلاء سبيلهم وجعلهم يذهبون أحرار وأيضا لأن الله {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} فأين القتل المزعوم إذا لم يدفعوا؟!.

خامساً: الفقراء من النصارى واليهود والمشركين نتصدق عليهم بالمال أو غيره من أهل الذمة! والدليل الحديث في صحيح البخاري ومسند أحمد بن حنبل (عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما، قالت : قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدتهم مع أبيها، فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصلها ؟ قال: نعم صليها) عجباً أمها مشركة وقال لها الرسول أن تصلها أي تتصدق عليها!

وأيضا حديث صحيح في مسند الإمام أحمد عن عائشة، قال: سألتها امرأة يهودية، فأعطتها.

سادساً: على من تقع الجزية؟

الجزية تقع على المقاتلين فقط أما النساء والشيوخ والصبيان فلا يدفعون الجزية أبداً والأدلة:

الدليل الأول: حديث في سنن الترمذي والنسائي ومسند أحمد (ومن كل حالم ديناراً) والحالم هو البالغ الذي يقاتل

والدليل الثاني: جاء في كتاب الأموال لأبي عبيد الهروي حديث صحيح وصححه الألباني في كتاب إرواء الغليل حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن أسلم، مولى عمر أن عمر كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الأجناد: أن يضربوا الجزية، ولا يضربوها على النساء والصبيان ولا يضربوها إلا على من جرت عليه الموسى. الموسى معناها الحالم أي البالغ من الرجال لذا فالنساء والصبيان والراهب الكبير في العمر ليس عليهم جزية أبداً

سابعاً: مقدار الجزية في السنة على الرجل البالغ

قال الرسول كما في الحديث الذي ذكرناه سابقاً على كل حالم دينار والدينار هو مثقال وزنه 4.25 من الذهب عيار 22
سعر جرام الذهب عيار 22 بالدولار اليوم في العراق 40 دولار

40 * 4.25 = 170 دولار بالسنة كلها وأنت حتى لا تذهب إلى خدمة الجيش مع المسلمين لأنه معلوم الجهاد فرض على المسلمين فقط والمسلمين يحمون بيتك ومالك وعرضك!

أما المسلم ففرض عليه أن يذهب إلى الجهاد والجيش ليدافع عن وطنه وعنكم ويدفع الزكاة...إلخ بل إذا قتل أحد من المسلمين أحد من أهل الذمة أي النصارى أو اليهود لم يشم ريح الجنة والدليل حديث في صحيح البخاري وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي ومسند أحمد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً) والمعاهد هو هو غير المسلم الذي له عهد شرعي مع المسلمين سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم 

هذا والله تعالى أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق