مراحل خلق الكون بين العلم والقرآن

أكثر شيء أرهقني هو ترتيب السماوات والأرض بدقة وبتفاصيلها وليس فقط بأن أقول السماء قبل الأرض أو بعدها والحمد لله قمت بحل هذا الأشكال والتعارض بتفاصيلها طبعا كل ما أقوله الآن هو اجتهاد شخصي فقد اخطئ وقد أصيب

نبدأ على بركة الله

مراحل خلق السماء والسماوات الأخرى والأرض بين القرآن والعلم قبل أن نبدأ هناك ملاحظة كلمة (الخلق) لها معان عديدة:

1) فقد تأتي بمعنى الخلق من العدم 
2)وقد تأتي بمعنى الصنع أي خلق شيء من شيء آخر والدليل قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) سورة المؤمنون
3) وقد تأتي بمعنى الخلق اللغوي أي التقدير لا الخلق بالفعل الذي هو الإبراز من العدم إلى الوجود 
والدليل قوله تعالى (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) وعملية الخلق هذه عبارة عن تقدير متلاحق لخلقٍ (ما) له بداية (ما)

طبعا حاشى لله أن أصفه بأنه فعل كذا ثم كذا و بعد أو قبل لأن الله ليس عنده زمكان أي غير خاضع للزمان او المكان لكنني أصف بالتسلسل لكي يفهم القارئ لأننا خاضعين للزمان والمكان

أولاً: مرحلة ما قبل الرتق

خلق السماء والسماوات الأخرى والأرض من العدم إلى الوجود فكانت عبارة عن نقطة صغيرة جدا من الطاقة

ثانياً: مرحلة الرتق

حسب العلم كان كل شيء في نقطة واحدة حجمها متناهي في الصغر جدا جدا لا يتخيلها العقل البشري أي كانت طاقة حرارتها وكثافتها خيالية وهنا العلم لا يعلم عنها شيء لأن جميع قوانين الفيزياء والرياضيات تنهار ولا يوجد زمان أو مكان فقط العلم يعلم بإن كل شيء كان في نقطة عبارة عن طاقة  وقال تعالى {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} سورة الأنبياء ورتقاً أي عبارة عن جرم فيه طاقة

ثالثاً: مرحلة الفتق أي بدء الزمان والمكان 

حيث يقول العلم بدأ الانفجار العظيم وبدأ الزمكان وكما في الآية السابقة في سورة الأنبياء ففتقناهما أي انفجر أي خروج هذه الطاقة وبدء الزمان والمكان وهو تمدد وليس انفجار بمعنى الانفجار وكما قال الله عز وجل {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} لموسعون أي تمدد الكون والتمدد سببه الطاقة المظلمة التي تمثل 68% من حجم الكون

رابعاً: مرحلة الدخان والدخان أي مادة 

أي دخان السماء يحتوي بداخله (دخان السموات والأرض والسماء نفسها أيضاً) وهنا يقول العلم بأنه تكونت المادة أي الدخان وهو غاز الهيدروجين...الخ وقال الله عز وجل (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم) سورة فصلت

هنا كلمة الخلق جاءت بمعنى التقدير لا الخلق بالفعل الذي هو الإبراز من العدم إلى الوجود أي أنه سيخلقها لكن بعد بناء السماء والدليل سورة فصلت حيث قال: {وقدر فيها أقواتها} ثم قال: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} والأرض لم تخلق بعد والدليل على ذلك تكملة الآية قال لها أي للسماء والأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين أي يا سماء اخرجي نجومك وشمسك...الخ وللأرض اخرجي جبالك وأنهارك ...الخ

ملحوظة: الخلق في المرحلة القادمة أي خلق شيء من شيء آخر حيث قال لها وللأرض {ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين}أي من الدخان سيخلق السماء بما فيها من نجوم ومجرات وشمس ...الخ وسيخلق من الدخان الأرض بما فيها من انهار وجبال ...الخ 

لكن من الذي خلق أولاً أي أصبح شكلاً؟ الجواب السماء وهي المرحلة الرابعة

خامساً: مرحلة خلق السماء أي بناء السماء

حيث قال تعالى {أأنتم أشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها} سورة النازعات 

الآن قد يسأل سائل هنا بناء السماء ثم الدحو والدحو ليس خلق الأرض.
ردي عليك انتبه الأرض كانت موجودة ولكنها كانت عبارة عن دخان أي مادة ولم تكن موجودة كشكل وحجم أما بالنسبة لقوله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء} هنا الخلق أي التقدير وليس بمعنى أيجاد الشيء لكن قصده أنه سيوجدها هكذا بعد خلق السماء وبنائها

و(ثم) ليس بالضرورة أن تدل على الترتيب الزمني والدليل قوله في سورة يونس {فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون} ومعلوم ان الله يشهد على ما يفعلون قبل أن يرجعوا إليه

 سادساً: خلق الأرض أي كشكل وكل شيء فيها

وهنا الخلق هو خلق شيء من شيء أي من الدخان سيبني الأرض وكل شيء فيها والدليل قوله {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} سورة فصلت والدليل الآخر {والأرض بعد ذلك دحاها} سورة النازعات

سابعاً: آخر مرحلة وهي خلق السماوات الأخرى من الدخان

والدليل أن السماوات خلقت بعد خلق الأرض ودحوها وبعد خلق السماء وبنائها بالكامل {فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين} أي بعد ائتيان السماء وبنائها والأرض ودحو  كل شيء فقال {فقضاهن سبع سماوات في يومين}

سأعيد كتابة المراحل بالترتيب ليتضح لك وهو يطابق العلم أما خلق السماوات الأخرى فهذا خارج نطاق العلم 

1) خلق السماء والأرض والسماوات الأخرى معا الى الوجود
2) خلق السماء أي بناها 
3) خلق الأرض وكل شيء فيها
4) خلق السماوات الأخرى

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق