قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله ما أفاد امرؤ فائدة بعد إيمان بالله عز وجل [وفي لفظ: بعد الإسلام] خيراً من امرأة حسنة الخلق، ودود ولود، والله ما أفاد امرؤ فائدة بعد كفر بالله عز وجل [وفي لفظ: بعد الشرك بالله] شراً من امرأة سيئة الخلق، حديدة اللسان، والله إن منهن لغلا ما يفدى منه، وإن منهن لغنما ما يحذى منه.
قال قوام السنة: قوله: (ما يحذى منه) أي: ما يعطى منه لعزته، وقوله (لا يفدى منه)؛ أي: لا يتخلص منه لشدته.
حكم الأثر: صحيح
[1] قرة بن إياس عن عمر بن الخطاب
1) شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة بن إياس
أبو موسى المديني في اللطائف ط العلمية (ص338) أخبرنا أبو علي، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، (ح) قال سليمان: وحدثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة، (ح) وأخبرنا السراج واللفظ له أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن علي والحسين بن إسماعيل قالا: ثنا زياد بن أيوب، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: والله ما أفاد رجل بعد الإسلام خيرا من امرأة حسنة الخلق ودود ولود، ولا أفاد رجل بعد كفر بالله عز وجل شرا من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان، والله إن منهن غلا ما يفدى منه وغنما ما يجدى منه. (ح) قال شعبة: كان الأعمش يسألني عن هذا الحديث كثيراً، قال شبابة: قال أبو معاوية: كنت أرويه عن الأعمش عن شعبة، ثم لقيت شعبة بعد فحدثني به. قال الدارقطني في موضع آخر: ثنا أحمد والمحاملي قالا: ثنا زياد، ثنا شبابة، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر به مختصرا.
- أبو علي هو الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني المقرئ
- أبو عمر بن مهرة هو عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة المعلم
- سليمان بن أحمد هو الطبراني
- أبو الوليد هو هشام بن عبد الملك الطيالسي
- يوسف هو يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم القاضي (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج16/ص456)
- السراج هو أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد الأصبهاني المعروف بالأخشيذ
- أبو طاهر هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الكاتب
- أحمد بن علي هو أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني
- الحسين بن إسماعيل هو المحاملي
- زياد بن أيوب هو أبو هاشم دلويه
- شبابة هو شبابة بن سوار الفزاري
وقد توبع أبو الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب وشبابة بن سوار والأعمش
علي بن الجعد في المسند ط نادر (ص166) ومن طريقه ابن أبي الدنيا في الإشراف ط الرشد (ص228) أنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي قال: قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه: والله ما أفاد امرؤ فائدة بعد إيمان بالله عز وجل خيرا من امرأة حسنة الخلق، ودود ولود، والله ما أفاد امرؤ فائدة بعد كفر بالله عز وجل شرا من امرأة سيئة الخلق، حديدة اللسان، والله إن منهن لغلا ما يفدى منه، وإن منهن لغنما ما يحذى منه.
البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج7/ص132) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا شعبة قال معاوية بن قرة أبو إياس أخبرني قال: سمعت أبي يحدث، عن عمر رضي الله عنه قال: وكان أدركه قال: قال عمر رضي الله عنه: والله ما أفاد رجل فائدة بعد الإسلام خيرا من امرأة حسناء حسنة الخلق ودود ولود، والله ما أفاد رجل فائدة بعد الشرك بالله شرا من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان، والله إن منهن لغلاما يفدى عنه وغنما ما يحذى منه.
زيادة "حسناء" شاذة لا أدري مكررة لـ "حسنة" فاختلط على الناسخ أو أحد الرواة
أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج7/ص243) حدثنا محمد بن علي اليقطيني، ثنا أبو الطيب بن المهلب، ثنا إبراهيم بن عبد الله الصالحي، ثنا أحمد بن مطرف، ثنا محمد بن بشر، ثنا مسعر، عن شعبة بن الحجاج، عن معاوية بن قرة، قال: قال عمر بن الخطاب: ما أفاد امرؤ بعد إيمان بالله مثل امرأة حسنة الخلق، ودود ولود وما أفاد امرؤ بعد كفر بالله مثل امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان، وإن منهن لغنما ما يجدي منه، وغلاما يفدى منه.
قال أبو نعيم الأصبهاني غريب من حديث مسعر تفرد به محمد بن بشر. قلتُ محمد بن بشر العبدي ثقة وليس علته بل ممن تحته من الرواة
- إبراهيم بن عبد الله الصالحي مجهول لا شيء له
- أحمد بن مطرف مجهول لا شيء له
- محمد بن علي اليقطيني هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عيسى بن يقطين البزاز ثقة قال أبو بكر البرقاني لم أسمع فيه إلا خيراً غير أني رأيت في جمعه لحديث مسعر أحاديث منكرة فقال الخطيب لأبي بكر الحمل في تلك الأحاديث على غيره لأنها من وجوه فيها نظر عن الشاميين وغيرهم فأما أن يكون على اليقطيني فيها حمل من جهته فلا. قلتُ صديق الخطيب وهو كما قال
- أبو الطيب بن المهلب هو محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب الديباجي قال الخطيب ثقة
البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج10/ص391-392) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف بمكة، حدثنا أبو الفضل العباس ابن محمد إملاء، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن كامل، حدثنا أبو عتبة ليث بن هارون العكلي، حدثنا محمد بن بشر، عن مسعر، عن شعبة بن الحجاج، عن معاوية بن قرة قال: قال عمر رضي الله عنه: ما أفاد امرؤ بعد إيمان بالله خيرا من امرأة حسنة الخلق، وما أفاد امرؤ بعد كفر بالله شرا من امرأة حديدة اللسان سيئة الخلق.
- أبو الفضل العباس بن محمد هو العباس بن محمد بن نصر الرافقي قال يحيى بن علي الطحان تكلموا فيه (تاريخ الإسلام للذهبي ج8/ص99)
2) يونس بن عبيد البصري عن معاوية بن قرة
ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج9/ص473) حدثنا ابن علية عن يونس عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال عمر: ما استفاد رجل أو قال عبد بعد إيمان بالله خيرا من امرأة حسنة الخلق ودود ولود وما استفاد رجل بعد الكفر بالله شرا من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان ثم قال: إن منهن غنما لا يحذى منه وإن منهن غلالا يفدى منه.
وقد توبع إسماعيل بن إبراهيم بن علية
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج7/ص132) وقوام السنة في الترغيب والترهيب ط اللؤلؤة (ج3/ص35) من طريق موسى بن عمران بنيسابور كلاهما عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، أنبأ أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أنه قال: خطب عمر رضي الله عنه الناس فقال: ما استفاد عبد بعد إيمان بالله خيرا من امرأة حسنة الخلق ودود ولود، وما استفاد عبد بعد كفر بالله، فاتنة شرا من امرأة حديدة اللسان سيئة الخلق، والله إن منهن غنما لا يحذى منه، وإن منهن غلالا يفتدى منه [ولفظ قوام السنة: غنما ما يحذى منه، وإن منهن لغلا لا يفدى منه].
قال قوام السنة: قوله: (ما يحذى منه) أي: ما يعطى منه لعزته، وقوله (لا يفدى منه)؛ أي: لا يتخلص منه لشدته.
ابن كثير في مسند الفاروق ت إمام (ج2/ص133) قال محمد بن نوح الجنديسابوري: ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا أبو جعفر أحمد بن النعمان المصيصي، ثنا عبد الله بن عبد الواحد، ثنا يونس، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر قال: لم يعط أحد بعد كفر بالله شرا من امرأة حديدة اللسان، سيئة الخلق، ولم يعط العبد بعد الإيمان بالله خيرا من امرأة حسنة الخلق، ودود، ولود. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منهن غنما لا يحذى منه، وإن منهن غلا لا يفادى منه. غريب.
- الحسين بن إسحاق هو التستري
- عبد الله بن عبد الواحد قلتُ عبد الله تصحيف صوابه "عنبسة" وقد توبع محمد بن نوح
أخرجه محمد بن علي بن طولون في الأحاديث المائة ت مسعد السعدني (ص66) من طريق ضياء الدين المقدسي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو سعد الكرماني أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو عبد الله الحاكم ثنا عبد الصمد بن علي ثنا الحسن بن إسحاق ثنا أحمد بن النعمان الفراء ثنا عنبسة ثنا يونس بن عبيد عن معاوية بن قرة عن أبيه عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن النساء إن منهن....(1)
- (1) قال محققه: لم أهتد إليه، ومكان النقط كلام غير مقروء بالأصل المخطوط.
- الحسن بن إسحاق قلت "الحسن" تصحيف صوابه "الحسين" وهو التستري
وقد توبع أبو عبد الله الحاكم
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في المنتخب من حديث يونس بن عبيد ط جوامع الكلم (الأثر 66) حدثنا سليمان بن أحمد، نا الحسين بن إسحاق، نا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي، ثنا عنبسة بن عبد الواحد، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منهن لغنما لا يجدى منه، وإن منهن لغلا لا يفدى منه؛ يعني: النساء، وذكر كلاما لعمر حدثناه في (النوادر) وغيره.
قلت رفعه إن منهن لغنما فهو منكر والصواب أنه من قول عمر بن الخطاب وهذا مداره على أبي جعفر أحمد بن النعمان الفراء المصيصي وهو نفسه الكوفي قال ابن حبان يروي عن وكيع ويحيى بن يعلى روى عنه يوسف بن سعيد بن مسلم ربما خالف. وقال أبو نعيم الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ومحمد بن إدريس بن مكيث المصيصي، ح وحدثنا أبو بكر الطلحي، ومحمد بن محمد المقرئ، قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يوسف بن سعيد، قالوا: ثنا أحمد بن النعمان الكوفي، ثنا يحيى بن يعلى. وقال الطبراني حدثنا محمد بن إدريس المصيصي، والحسين بن إسحاق التستري، قالا: ثنا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي (الثقات لابن حبان ط المعارف العثمانية ج8/ص31 ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ت العزازي ج2/ص721)
[2] مورق العجلي عن عمر بن الخطاب
هناد بن السري في الزهد ت الفريوائي (ج2/ص598) حدثنا أبو معاوية، عن عاصم الأحول، عن مورق قال: قال عمر ما أعطي عبد مؤمن شيئا بعد الإيمان بالله أفضل من امرأة ولود ودود حسنة الخلق، ولا أصاب عبد شيئا بعد الكفر بالله أشد عليه من امرأة سلقة لها لسان حديد سيئة الخلق.
صحيح وهذا إسناد منقطع لانقطاعه بين مورق وعمر وهو شاهد لما تقدم
هذا وبالله التوفيق