مدى صحة الكلام بين الشافعي ومحمد الشيباني في مالك وأبي حنيفة وأيهما أعلم

مدى صحة المناظرة بين الشافعي ومحمد بن الحسن الشيباني في مالك وأبي حنيفة

حكم الخبر: ثابت صحيح

1) ابن عبد الحكم عن الشافعي

أخرجه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ط العلمية في آداب ومناقب الشافعي (ص119-120) وفي الجرح والتعديل أيضاً ط المعارف العثمانية (ج1/ص12) ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيهما أعلم: صاحبنا أو ‌صاحبكم؟، يعني: مالكاً وأبا حنيفة. قلتُ: على الإنصاف؟ قال: نعم. قلت: فأنشدك الله، من أعلم بالقرآن: صاحبنا أو ‌صاحبكم؟ قال: ‌صاحبكم، يعني مالكاً قلت: فمن أعلم بالسنة: صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم. قلت: فأنشدك الله، من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتقدمين: صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: صاحبكم. قال الشافعي: قلت: فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس؟!.

إسناده صحيح ومحمد بن الحسن هو الشيباني

أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج6/ص329) حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، ثنا محمد بن يحيى بن آدم الجوهري، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي، يقول: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم أم صاحبكم قلت: تريد المكابرة أو الإنصاف؟ فقال: بل الإنصاف، قلت: فما الحجة عندكم؟ قال: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، قال: قلت: أنشدك بالله أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم قال: صاحبكم قلت: فصاحبكم أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم صاحبنا؟ قال: فقال: صاحبكم، قلت: فبقي شيء غير القياس؟ قال: لا، قلت: فنحن نُدْعَى القياس أكثر مما تُدْعَوْنَ أنتم، وإنما القياس على الأصول يعرف القياس. قال: ويريد صاحبه مالك بن أنس رحمه الله.

إسناده صحيح

- محمد بن عبد الرحمن بن سهل هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الأصبهاني الغزال قال أبو نعيم الحافظ من الحفاظ المتقنين (أخبار أصبهان لأبي نعيم ط العلمية ج1/ص67)
- محمد بن يحيى بن آدم الجوهري هو أبو بكر الفارسي المصري خادم المزني صدوق (انظر المقفى الكبير للمقريزي ت اليعلاوي ج7/ص228-229)

ابن عبد البر في الانتقاء ط العلمية (ص23-24) نا قاسم بن محمد قال نا خالد بن سعد قال نا عثمان بن عبد الرحمن قال نا إبراهيم بن نصر قال سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول سمعت الشافعي يقول قال لي محمد بن الحسن صاحبنا أعلم من صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالكا وما كان على صاحبكم أن يتكلم وما كان لصاحبنا أن يسكت قال فغضبت وقلت نشدتك الله من كان أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك أو أبو حنيفة قال مالك لكن صاحبنا أقيس فقلت نعم ومالك أعلم بكتاب الله تعالى وناسخه ومنسوخه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أبي حنيفة فمن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسوله كان أولى بالكلام.

- قاسم بن محمد هو أبو محمد القاسم بن محمد بن القاسم بن عباس ابن عسلون القرطبي الفراء
- خالد بن سعد هو أبو القاسم القرطبي الأندلسي قال ابن الفرضي كان إماماً في الحديث حافظاً له بصيراً بعلله عالماً بطرقه مقدماً على أهل وقته في ذلك (تاريخ علماء الأندلس ط الخانجي ج1/ص154)
- عثمان بن عبد الرحمن هو أبو عمر ‌عثمان ‌بن ‌عبد ‌الرحمن بن عبد الحميد القرطبي المعروف بابن أبي زيد قال ابن الفرضي وكان فاضلاً خيراً وقوراً ضابطاً لكتبه مثقفاً لروايته وكان حافظاً للفقه (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ط الخانجي ج1/ص348)
- إبراهيم بن نصر هو أبو إسحاق الجهني السرقسطي القرطبي يعرف بابن أبرول قال ابن الفرضي وكان عالماً بالحديث بصيراً بعلله وكان ثقة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ط الخانجي ج1/ص20)

البيهقي في مناقب الشافعي ت صقر (ج1/ص183) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو تراب المذكر، حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، يقول: سمعت الشافعي، يقول: قال لي محمد بن الحسن: أقمت عند باب مالك ثلاث سنين وكسرا، وكان يقول: إنه سمع من مالك بن أنس لفظا أكثر من سبعمائة حديث. قال: وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله، وكثر الناس عليه حتى يضيق عليهم الموضع. وإذا حدث عن غير مالك لم يجيئه إلا اليسير من الناس. وكان يقول: ما أعلم أحدا أسوأ ثناء على أصحابه منكم إذا حدثتكم عن مالك ملأتم علي الموضع، وإذا حدثتكم عن أصحابي لم تأتوني متكارهين. قال: وقال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم من صاحبكم. قلت له: تريد المكابرة أو الإنصاف؟ قال: بل الإنصاف. قلت: فما الحجة عندكم؟ قال: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس. قلت: أنشدك الله، أصحابنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم؟ فقال: إذ نشدتني بالله فصاحبكم. قلت: صاحبنا أعلم بسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم. قلت: فصاحبنا أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم. قلت: فبقى شيء سوى القياس؟ قال: لا. قلت: فنحن ندعي القياس أكثر مما تدعونه، وإنما يقاس على الأصول، فمن لا يعرف الأصول يعرف القياس.

- أبو تراب المذكر هو أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي بن مسافر المذكر النوقاني الطوسي الواعظ قال السمعاني ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال هو والد أبي بكر المسافري النوقاني حدث بنيسابور غير مرة بعد أن نظرت في حديثه بالنوقان (الأنساب للسمعاني ط الهندية ج12/ص235) وصحح الحاكم حديثاً من طريقه في المستدرك ورواياته يتابع عليها
- محمد بن المنذر بن سعيد هو أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان بن مرداس الهروي المعروف بشكر قال الدارقطني من حفاظ الحديث وقال الخليلي ثقة حافظ روى عنه الكبار من أقرانه لحفظه وأمانته وقال ابن عساكر محدث مشهور صاحب رحلة وتصانيف (المؤتلف والمختلف ط الغرب الإسلامي ج3/ص1315 والإرشاد للخليلي ط الرشد ج3/ص876 وتاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر ج56/ص31)


2) يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن الشافعي

أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي ت صقر (ج1/ص182) أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سمعت عبد الله بن محمد بن علي ابن زياد، يقول سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة، يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى، يقول: قال لي الشافعي: ناظرت محمد بن الحسن، وكان عليه ثياب رقاق، وكان يناظرني فتنتفخ أوداجه وينقطع زره وتنتفخ أوداجه وينقطع زره حتى بقى بلا زر، فقال: لم يحل لصاحبكم -يعني مالكاً- أن يفتي يعني برأيه؛ لأنه لم يكن له عقل -يعني الرأي-. فقلت له: نشدتك بالله، أكان صاحبنا عالماً بكتاب الله عز وجل؟ قال: نعم. قلت: عالماً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قلت: عالماً باختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قلت: فنشدتك بالله، أكان صاحبك -يعني أبا حنيفة- عالماً بكتاب الله؟ قال: لا. قلت: عالماً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. قلت: كان عالماً باختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، ولكن كان عاقلاً. قلتُ: فكان في صاحبنا ثلاثة أشياء لا تجوز الفتيا إلا بهن. وإن لم يكن له عقل لم يجز له أن يفتي. ولم يكن في صاحبكم ثلاثة أشياء لا تجوز الفتيا إلا بهن، وإن كان أعقل الناس لكن لا تجوز له الفتيا.

- عبد الله بن محمد بن علي بن زياد هو أبو محمد السمذي العدل صدوق (الأنساب للسمعاني ط الهندية ج7/ص216)

ابن عبد البر في الانتقاء ط العلمية (ص24-25) حدثنا خلف بن قاسم قال نا الحسن بن رشيق قال نا محمد بن الربيع بن سليمان ومحمد بن سفيان بن سعيد قالا نا يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي الشافعي: ذاكرت محمد بن الحسن يوما فدار بيني وبينه كلام واختلاف حتى جعلت أنظر إلى أوداجه تدر وتنقطع أزراره فكان فيما قلت له يومئذ نشدتك بالله هل تعلم أن صاحبنا يعني مالكا كان عالما بكتاب الله قال اللهم نعم قلت وعالما باختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم نعم.

- خلف بن قاسم هو أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهل الأزدي القرطبي الأندلسي المعروف بابن الدَّبَّاغِ ثقة حافظ
- الحسن بن رشيق هو أبو محمد المصري صدوق حسن الحديث
- محمد بن الربيع بن سليمان هو محمد بن الربيع بن سليمان بن داود المصري الجيزي  قال أبو علي الغساني الجياني محدث جليل ثقة، وقال السمعاني كان مقدماً في شهود مصر (تسمية شيوخ أبي داود لأبي علي الغساني ط العلمية ص79 والأنساب للسمعاني ط الهندية ج3/ص459)
- محمد بن سفيان بن سعيد هو أبو بكر المصري ليس بشيء لكنه متابع من محمد بن الربيع وعلينا اعتماده

هذا والله أعلم

إرسال تعليق