قال الأوزاعي: بلَغَني أنَّ العمل في اليومِ مِن أيَّام العشر مِن ذي الحجَّة كقدر غزوة في سبيلِ الله، يُصام نهارها، ويحرس ليلها، إلا أن يُختصَّ امرؤٌ بِشهادةٍ.
قلتُ: الأوزاعي أخذه من رجل عن النبي يعني القول مرفوع إلى النبي
حكم الحديث: لا يصح وفي قلبي من متنه، فإن قلت ما وجه ذلك؟ فأقول سيأتي
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج5/ص309) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي، قال: بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة [وفي نسخة: يحتضن امرء وبشهادة].
قال الأوزاعي: حدثني بهذا الحديث رجل من قريش من بني مخزوم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
إسناده لا يصح
- الرجل من بني مخزوج مجهول فالرجل لم يدرك النبي كما هو واضح من طبقته وليس هو بصحابي ولا نعلم هو ممن أخذه
وأما متنه
فقوله "كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها" فهاهنا حصر أن أقصى ما تصل إليه هو أن الفضل فيه مثل غزوة مع صيام يومها وحرس ليلها إلا أن تستشهد
وفي قلبي من هذا وفي صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس عن حبي أبي القاسم سيد البشر بأبي وأمي هو قال: ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه - يعني أيام العشر-، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء. وفي لفظ: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر الحديث. وفي رواية ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم منزلة من خير عمل في العشر من الأضحى فقيل يا بني الله ولا ما جاهد في سبيل الله بنفسه ولا ماله قال ولا من جاهد في سبيل الله بنفسه ولا ماله لا من لم يرجع بنفسه ولا ماله.
وعلى هذا فقد يكتب لك ما هو أفضل من غزوة تصوم نهارها وتحرس ليلها وفي نفس الأمر تكون أدنى من الشهادة
هذا والله أعلم