قلت وقفت على أسانيد طرقها ولله الحمد
قال القاضي عياض في ترتيب المدارك (ج2/ص53) فقال المسيبي (1): كنا عند مالك وأصحابه حوله فقال رجل من أهل نصيبين يا أبا عبد الله عندنا قوم يقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً ثم يأخذون في القصائد ثم يقومون فيرقصون. فقال مالك: الصبيان هم؟ قال لا. قال أمجانين؟ قال لا، قوم مشائخ وغير ذلك عقلاً. قال مالك ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا. قال الرجل يل يأكلون ثم يقومون فيرقصون نوائب ويلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه فضحك مالك ثم قام فدخل منزله. فقال أصحاب مالك للرجل لقد كنت يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.
- (1) تصحيف صوابه "التنيسي" وهو عبد الله بن يوسف
قلت أخرجه أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب في ذم الرياء في الأعمال ط دار البخاري (ص157) ثنا أحمد بن مروان بن محمد قال: ثنا إبراهيم بن ديزيل قال: ثنا عبد الله بن يوسف قال: كنا عند مالك بن أنس، وأصحابه حواليه، فقال له رجل (1) من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله، عندنا قوم بنصيبين يقال لهم الصوفية، يأكلون أكلاً كثيراً، فإذا أكلوا أخذوا في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، فقال مالك: هم مجانين؟ فقال له الرجل: لا. فقال: هم صبيان؟ فقال: لا، هم قوم مشايخ، وغير ذلك عقلاء، فقال مالك: ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا، فقال له الرجل: بلى، يأكلون ثم يقومون فيرقصون نوائب ويلكم بعضهم رأسه، وبعضهم وجهه وصدره، قال: فضحك مالك وقام فدخل إلى منزله، فالتفت أصحاب مالك إلى الرجل، فقالوا: يا هذا الرجل قد كنت والله مشئوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيف وثلاثين سنة فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.
- (1) الرجل هو عبد الملك بن زياد النصيبي وستأتي طريقه
إسناده ضعيف جداً ولكن أصل القصة ثابتة كما سيأتي من طريق آخر
- أحمد بن مروان بن محمد هو أبو بكر الدينوري المالكي صاحب المجالسة اتهمه الدارقطني بالوضع وهو مصنف تارة تنكر عليه لما يتفرد وتارة تعرف وهو عندي متروك
- إبراهيم بن ديزيل قال الخليلي أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي يعرف بابن ديزيل كبير في هذا الشأن عارف (الإرشاد للخليلي ج2/ص648)
طريق آخر
قال ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس ط دار الفكر (ص327) وبإسناد عن عبد الملك بن زياد النصيبي قال كنا عند مالك فذكرت له صوفيين في بلادنا فقلت له يلبسون فواخر ثياب اليمن ويفعلون كذا قال ويحك ومسلمين هم قال فضحك حتى استلقى قال فقال لي بعض جلسائه يا هذا ما رأينا أعظم فتنة على هذا الشيخ منك ما رأيناه ضاحكا قط.
قلت أخرجه أبو بكر الخلال في الحث على التجارة من الجامع ت الحداد (ص145) أخبرنا إسحاق بن سيار النصيبي، حدثني عبد الملك بن زياد النصيبي، قال: كنا عند مالك، فذكرت له صوفيين في بلادنا، فقلت له يلبسون فواخر ثياب اليمن، ويفعلون كذا، قال: فقال لي: ويحك أو مسلمون هم؟ قال: فضحك حتى استلقى، قال: فقال لي بعض جلسائه: ما هذا؟ ما رأينا أعظم فتنة على هذا الشيخ منك، ما رأيناه ضاحكاً قط.
إسناده حسن
- إسحاق بن سيار النصيبي قال ابن أبي حاتم الرازي كان صدوقاً ثقة وقال أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري هو إمام الأئمة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص223 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج8/ص222)
- عبد الملك بن زياد النصيبي قال ابن حبان يغرب عن مالك مستقيم الحديث وقال الدارقطني وكان من أهل الحديث (الثقات لابن حبان ج8/ص390 ولسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج5/ص263) وقال الأزدي غير ثقة قلت وهذا ليس بشيء تفرد به والقول فيه ما قال ابن حبان والدارقطني قلت وهنا عبد الملك بن زياد لا يروي حديثاً بسنده إنما يحكي لمالك يعني كلام بينه وبين مالك فهذا مما لا شك في قبوله
والإسناد إلى أبي بكر الخلال فيه أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي قال ابن نقطة سماعه صحيح وقال ابن الخشاب لا بأس به وقال ابن عساكر المعدل (تكملة الإكمال ابن نقطة ج2/ص228)
هذا والله أعلم