مدى صحة قال ابن مسعود لا تهذوا القرآن كهذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل

قال ابن مسعود: لا تهذوا القرآن كهذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب.

حكم الأثر: جيد لا يصل لدرجة الصحة وهو يشبه كلام ابن مسعود فقد صح نحوه كما سيأتي في آخر المقال

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج5/ص420) حدثنا وكيع قال ثنا عيسى الخياط عن الشعبي قال: قال عبد الله: لا تهذوا القرآن كهذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب.

إسناده ضعيف جداً، عيسى الخياط هو عيسى بن أبى عيسى الحناط متروك

وأخرجه أبو بكر الآجري في أخلاق أهل القرآن (ص38) حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: نا زيد بن أخزم قال: نا محمد بن الفضل قال: نا سعيد بن زيد عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

- زيد بن أخزم هو أبو طالب الطائي البصري ثقة
- محمد بن الفضل هو عارم السدوسي البصري ثقة

- سعيد بن زيد هو أبو الحسن سعيد بن زيد بن درهم الأزدي أخو حماد بن زيد صدوق اختلفوا فيه ولكنه قد خولف خالفه المغيرة بن مسلم أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص407) أخبرنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا الزعفراني، حدثنا شبابة، عن المغيرة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، قال قال عبد الله، اقرءوا القرآن، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

- عبد الله بن يوسف هو أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه الأصبهاني ثقة وثقه الخطيب وغيره (انظر تاريخ بغداد ت بشار ج11/ص452)

- أبو سعيد بن الأعرابي هو أحمد بن محمد بن زياد بن بشر البصري ثقة حافظ صاحب كتاب "المعجم"
- الزعفراني هو أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي ثقة مشهور

- شبابة هو شبابة بن سوار من رجال البخاري ومسلم قال الدارقطني شبابة ثقة (السنن ج2/ص165) وقال ابن سعد كان ثقة (الطبقات الكبرى ط العلمية ج7/ص232) وقال يحيى بن معين ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج10/ص401) وقال علي بن المديني كان شيخا صدوقاً (الكامل في ضعفاء الرجال ج5/ص72) وقال أبو زرعة الرازي شبابة رجع عن الإرجاء (سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي ت الهاشمي ج2/ص407)

- المغيرة هو أبو سلمة المغيرة بن مسلم القسملي السراج فلا أدري هل العلة من سعيد بن زيد ففي حفظه كلام ويكون قول المغيرة بن مسلم هو الصواب في وقفه على إبراهيم عن ابن مسعود أم أن العلة من شيخهما أي أبا حمزة وهو ميمون الأعور القصاب شبه المتروك وقال ابن عدي أحاديثه التي يرويها خاصة عن إبراهيم مما لا يٌتابع عليها (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج8/ص156)

قلت لكنه توبع في هذا

أخرجه محمد بن الحسن الشيباني ط النوادر (ج1/ص277) وأبو يوسف القاضي في الآثار (ص46) كلاهما عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تهذوا القرآن كهذ الشعر، ولا تنثروه كنثر الدقل.

وهذا ليس فيه (وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب)

- حماد هو حماد بن أبي سليمان الكوفي الأشعري مدلس وقال الإمام أحمد بن حنبل عن حماد بن أبي سليمان: رواية القدماء عنه تقارب الثوري وشعبة وهشام، وأما غيرهم فجاؤا عنه بأعاجيب (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص147) قلت وأبو حنيفة قديم أقدم من الثوري حتى وأبو حنيفة ضعيف في الحديث لكنه ثبت في حماد كثير الرواية عنه

ومراسيل إبراهيم عن ابن مسعود صحيحة فقد قال الأعمش قلت لإبراهيم النخعي: أسند لي عن ابن مسعود فقال: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله بن مسعود فهو الذي سمعت وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله (انظر سنن الترمذي ت بشار ج6/ص252)

وقال أبو يوسف يعقوب بن شيبة قال لي علي بن المديني مرسل إبراهيم عن عبد الله خير من متصل غيره وهو عندي إسناد (ملخص من مسند يعقوب بن شيبة لأحمد بن أبي بكر الطبراني ط ابن الجوزي ص123)

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج3/ص406-407) أخبرنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا الحسن الزعفراني، حدثنا يحيى بن عباد، حدثنا مالك قال سمعت القاسم بن الوليد قال قال عبد الله بن مسعود: لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب.

مرسل إسناده منقطع بين القاسم وابن مسعود

- يحيى بن عباد هو أبو عباد الضبعي البصري صدوق حافظ
- مالك هو مالك بن مغول الكوفي ثقة مشهور
- القاسم بن الوليد الهمداني هو أبو عبد الرحمن الكوفي وقال أحمد بن حنبل القاسم بن الوليد لم يسمع من إبراهيم النخعي شيئاً (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ج3/ص128)

أبو يوسف القاضي في الآثار (ص46) عن أبي حنيفة، عن شيخ من أهل البصرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قفوا على عجائب القرآن وفزعوا به قلوبكم، ولا يكون ‌هم ‌أحدكم ‌آخر السورة أن يفرغ منها.

وأخرج أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج7/ص150) وسعيد بن منصور في سننه ت الحميد (ج2/ص459) كلاعما عن هشيم، أخبرنا سيار، عن أبي وائل، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود، فقال: إني قرأت البارحة المفصل في ركعة، فقال عبد الله - يعني ابن مسعود -: أنثرا ‌كَنَثْرِ ‌الدَّقَلِ، وهَذًّا كَهَذِّ الشعر؟.

إسناده صحيح وقوله (أنثرا ‌كنثر ‌الدقل، وهَذًّا كَهَذِّ الشعر) يعني سريع القراءة وهذا يجعله لا يتدبر معاني القرآن

- سيار هو أبو الحكم سيار بن أبى سيار وردان العنزي ثقة

وصح عن أبي جمرة الضبعي أنه قال: لابن عباس إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثلاث فقال ابن عباس: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي أن أقرأ كما تقول (انظر تخريجه في هذه المقالة)

هذا والله أعلم

الموضوع التالي الموضوع السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق